حينما تتحول العلاقات الوديه ، إلى علاقات طردية ( مادية ) ، حينها لابد أن نتعلم فن الرياضيات جيداً ، وبطريقة إحترافيه ، وغير تقليديه .. ليستفاد منها في الحياة بشكل عام ، يقال إن الإنسان لايكون فيلسوفاً الإ بدراسة فروع الرياضيات ، كالحساب والهندسة والفلك والموسيقى.
لقد تحول العالم كله ، إلى عالم رياضي ، وعقل رياضي ، حتى قلوبنا تحولت لأرقام رياضية ، تحسب ، وتُحاسب ، وتتحاسب .. على متغيرات غير ثابته ، ومعادلات فُقد فيها رمز ( = ) التساوي .
فحمل العقلاء العلامة المفقودة ، كرسالة ( عدل ) عنوانها ( المساواة ) .
أما فقير العقل .. فقد اضمحلت لديه القيّم ، وذابت في تفاصيلها التفاهات ، التي لا قيمة لها ، ولا عزاء لنا ، إلا الرحمات التي نرجوها من رب العالمين ، بأن يُعيد للعالم عقله المسلوب ، بمسميات زائفة ومُضللة ، استفاد منها إبليس ، وجعلها من أنفس أدواته ، فمزق بها ، العلاقات ، ودمـر المودات ، وأدمع العيون الرقيقات ، وفرق الجماعات .. ومزج الحقوق بالواجبات ، والرغبات بالإحتياجات ، وأصبح ( عقل ) اليوم ، عقل بلا عقل .!
لقد بات تعلم الرياضيات اليوم مُلحاً ولكن بطريقة تتحول فيها النظريات إلى تطبيقات ، غير اني لا انصح أن يسمح لها بإختراق القلب والمشاعر ، فالرياضيات لغة للعقل ، ولم تكن للقلب ..
حافظوا على الود ، وصلة الرحم ، ولا تخسروا الاخرين بلغة الأرقام .. فكل شيء يزول ، وتبقى المودة ، والمشاعر ، والذكريات الجميلة ، والاثر الطيب ، والذكر الحسن ، والشيمة ، والشهامة ، والمواقف الإيجابية التي تسجلها القلوب الواعية . !
فالوعي الذي لا يُنسى .. هو وعي القلب ، لا وعي العقل …!
مسفرة الوزاب
خميس مشيط
٢ / ٥ / ١٤٤٣ هـ