الطلاق أول خطوة في طريق تفكك الأسرة ، فما بالك والأسرة التي لم تتكون من بعد ، نعم نتحدث اليوم عن هدم البيوت التي تبنى من الأساس ، أنه الطلاق ما قبل الدخول ، بكلمة قالها الرجل لأسباب مختلفة ، ليس موضوعنا أن نخوض في تلك الأسباب هنا إلا أنه مما لاشك فيه أن الضحية الأولى و الأخيرة في هذا الزواج هو المرأة التي وقع عليها ظلم عظيم .
حُسبت عليها طلقة ، فقدت فرصة في الزواج ، إن لم تفقد كل فرص الزواج من شاب بكر، كذلك وقع عليها الطلاق الذي يزداد في مجتمعنا السعودي يوما بعد يوم ، حيث أرتفعت معدلات حالات الطلاق بشكل عام بنسبة 13.8% للسكان السعوديين وذلك في عام 2020 وفق ما أصدرت الهيئة العامة للإحصاء .
وكل هذا الظلم في كفة وما يقع على المرأة المطلقة دون دخول من نظرة المجتمع المعيبة لها في كفة أخرى ، حيث ينظر إليها بعض فئات المجتمع على أنها تلك المرأة المعيبة التي رفض زوجها إتمام الزواج لعيب فيها ، ويمر قطار المجتمع على تلك الفتاة التي حالها حال من رقص على السلم ،فلم تكن من المطلقات ولم تكن من المتزوجات .
لكن عزيزتي المطلقة البكر ،اكتب لك هنا بمثابة رسالة ، أضع لك فيها الحقوق التي يجب عليك أن تعرفينها و تطالبين بها .
فلك عزيزتي حقوق شرعية كفلها لك الدين الحنيف ، فالشرع الحنيف قد أوضح أنه إذا تم العقد على المرأة ثم طلقت قبل الدخول بها وقبل الخلوة الشرعية الصحيحة فإن كان المهر قد حدد أثناء العقد أوقبله فإنه يجب للمرأة نصف المهر المسمى ،إلا أن تعفو المرأة أو يعفو وليها عن ذلك ،قال تعالى : ( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفو أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم أن الله بما تعملون بصير ) سورة البقرة 237.
الأمر الأخر أنه إذا كانت هناك هدايا قدمها لك هذا الزوج فتستقر ملكيتها لك بالعقد لأنه قدمها من أجل العقد وقد تم هذا العقد .
عزيزتي إن حدث بينكما خلوة صحيحة فلك المهر كامله ،وعليك عزيزتي عٍدة ، وفي حالة عدم تحديدك للمهر فليس لكِ إلا المتعة بحسب حال الزوج من اليسر والإعسار لقول الله تعالى : ( لا جناح عليكم أن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين ) سورة البقرة 236.
هذا ما كفله الشرع الحكيم لك عزيزتي ،نعم هذا الشرع الذي نحتكم إليه، على صعيد أخر ،فلتنظري قارئتي العزيزة للأمر على أنه شر قد دفعه الله عنك ،ولا يهز ذلك الحدث ثقتك بنفسك فأنت جديرة وتستحقين الأفضل دائما , وكوني على يقين أن الطلاق لم ينقصك شيء، بل هي فرصة أخرى لك لإختيار أفضل بإذن الله.
لكن السؤال الذي يراود تفكيري و أود أن أجيب عنه بالبحث والدراسة :لماذا الطلاق ؟ وهذا هو عنوان مقالنا القادم إن شاء الله …….انتظرونا
التعليقات 3
3 pings
منى الكريع
24/07/2021 في [3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا ،، أحسنتِ بهذا المقال للمطلقة البكر أحسن الله لكِ ، لكن أنا دائما يلفت نظري أن الفتاة هي من تطلب الطلاق فلا أدري هل فعلا يرن من الشاب من يدعو فعلا لطلب الانفصال أو تأسد من الفتاة على شباب اليوم ورفع سقف الطلبات !!!
(0)
(0)
احلام السبيعي
24/07/2021 في [3] رابط التعليق
سلامي علي الدنيا ومن فيها الحياه جميله اذا وفقتي بشخص يشاطرك نصف المهام وتبدا معه حياتك الزوجيه اما من البدايه طلاق صدمه نفسيه وشعور بالنقص من كلا الجانبين وليس مقتصر علي المراءه لكنه اعظم عليها فتريث ايها الشاب وخذ كفايتك من التدريب والتفكير والحوار مع من هم اعلي منك علما وخبره حتي لاتزيد عدد ضحايا سوء التصرفات التي تعتم الحياه في اعين الكثير
(0)
(1)
نور بنت محمد الراجحي
15/10/2021 في [3] رابط التعليق
وجدت متعة كبيرة في قراءتي لمقالك أ.هدى
وخاصة أنك احترت جانبا مهما طالما تأثرت بها مجتمعاتنا العربية ومجتمعنا السعودي على وجه الخصوص ، أسأل الله تعالى أن ينفع بك وبعلمك
(0)
(0)