كثيراً مانتناول هذه العبارة
(العتاب دليل المحبة)
يا ترى ما هو العتاب؟
ولماذا أطلق عليه الكثير أنه دليل المحبة وأنه من علامات الحب؟
وهل فعلاً العتاب دليل على المحبة الصادقة؟ أم له وجه آخر؟؟وهل له أسرار مخفيه عن أنظارنا؟؟
العتاب هو نوع من اللوم للطرف الآخر لأنه لم يتصرف بالطريقة التي كان يتوقعها منه الشخص المُعاتب وأغلب العتاب تكون عندما تسيئي التصرف في موقف ما!!
فيقوم الشخص المعاتب يوجه لك أسئلة مختلفة فهو يحتاج منك تفسير للموقف وغالباً يكون المعاتبه خاصة بينك وبينه
فضولاً منه يريد معرفة لماذا
لم تتصرف بالمعهود عنك أو المتوقع منك؟؟
ينتظر منك الإجابة بأنك لا تقصد
فهو يعلم في قرارة نفسه أنك لا تقصد ولكن من الضروري أن يتأكد حتى يطمئن قلبه ويرضى عنك.
فهذا لا محالة هو دليل على المحبة فعلاً
ولا يريد أن يخسرك ويريد المحافظة على العلاقة قوية وصادقة ولا يشوبها أي شكوك
بينما هناك وجه آخر للعتاب الذي لا يمكن أن نُطلق عليه أنه دليل على المحبة
وهيه إستقصاد شخص بعينه واستغلال فرصة خطاءً ما صدر منه ثم إسقاط جميع أنواع اللوم عليه دون التأكد من المقصد أو النية
والأدهى والآمر يستغل حضور أطراف آخرين ويعاتبك ويلومك أمامهم بحجة العتاب دليل المحبة بينما هو في قرارة نفسه يحمل في قلبه عليك الكثير من الغيظ والكراهية
ومن أسرار العتاب التي قد تكون مجهولة عند الكثير
أن كثرة العتاب ليست من سًنن الأنبياء -عليهم السلام-، لأنّ من لا يستجيب من العتاب أول مرة لن يستجب له فيما بعد..
وكثرة العتاب قد تسبب حالة نفسية عند كثير من الأشخاص وهيه فقدان الثقة في النفس وعدم حسن التصرف أمام الآخرين
وأما المعاتب فقد يعض أصابع الندم
فيما بعد لانه المتسبب في ذلك
وكثرة العتاب بين الأصدقاء والترصد لكل زلاتهم بإمكانها تقلل من المحبة وتضعفها وتجردها من المشاعر الصادقة وتبدأ العلاقات تنحدر لمنحنى آخر.
تمسكوا بالقلوب الطيبة التي تنبع منها المحبة الحقيقية صاحبة العتاب الراقي الذي لا يفقد المحبة جمالها ومشاعرها الفياضة
وفي عتابهم لك يحرصون كل الحرص على احترامك والمحافظة على أواصر الصداقة والمحبة معك.
وأحسنوا النية لتصرفات الأصدقاء المقربين وقبل ذلك
أحسنوا اختيار الأصدقاء
ولا تمنحوا الثقة إلا لِمن يستحقها
أما العتاب فبالأحبة أخلَقُ ……
والحبُّ يصلحُ بالعتاب ويصدُق (أحمد شوقي)