إعداد ورصد
السعودية/عبدالله الجارالله
مصر/ عزة عبدالحي
تسعى المملكة العربية السعودية الى مد جسور التواصل مع الصين لتعزيز العلاقات المميزة بين البلدين وحرص القيادة الحكيمة البحث عن سبل الاستقرار في المنطقة وتطوير أوجه التعاون المشترك حيث تحرص قيادة المملكة العربية السعودية لى بحث تعزيز التعاون والعلاقات بين الصين والدول العربية لما تملكه المملكة العربية السعودية من دبلوماسية فاعله على المستوى العالمي ،وفي خضم التوترات التي تشهدها المنطقة والعالم أجمع، تستضيف الرياض المعروفة بحنكتها وفاعليتها الدبلوماسية، ثلاث قمم غاية في الأهمية “القمة السعودية – الصينية”، “القمة الخليجية الصينية”، و”القمة العربية – الصينية ٠
حضور عربي قوي لتأسيس تعاون مع العملاق الصيني ٠
وهج نيوز استطلعت آراء عدد من المسؤلين والمحللين للحديث عن هذه القمة٠
في البداية تحدث معالي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الآسوية والسفيرالمصري لدى الصين سابقا سعادة الدكتور محمد حجازي قائلا :
مجتمع عربي صيني ذو مصير مشترك تلك هي فلسفة قمة الرياض وآلتي تحتضنها المملكة العربية السعودية كأول قمة عربية صينية تعبر في جوهرها عمق العلاقات الإستراتيجية والأهداف المستقبلية المشتركة
تلك العلاقات التاريخية والتي تطورت عبر التاريخ الحديث لتصبح من أهم العلاقات الدولية التي تؤمن ألأمن والاستقرار والتكافل وهي تلك الأسس التي تحتضنها العلاقات العربية الصينية والتي انطلقت في مسار عبر 66 عاما منذ اعتراف مصر بجمهورية الصين الشعبية عام 56 لتنطلق مسرة العلاقات حتى تتبوء جمهورية الصين الشعبية مقعدا في الأمم المتحدة عام 71 بديلا لتايوان ٠
وهنا نتذكر مسيرة هذه العلاقات بشكل مؤسسي وبات واضحًا ماحققته من مكاسب على جميع الاصعدة ليتنامى الى مايقارب 400 مليار دولا من حجم التبادل التجاري والاقتصادي ٠
وقد اتخذت الصين موقفا واضحا تجاه القضايا التي تقف عائقا امام امن واستقرار المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي تشاطرت فيها الصين مبادىء القانون الدولي الملزمة لإقامة دولة العدل والسلام القائمة على مقررات الأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية ٠
وقد كانت الصين نصير الحق العربي ويقف العرب أيضًا في الحفاظ على رؤية الصين الواحده ٠
وحضور الرئيس الصيني للرياض لحضور أول قمة عربية هو إيذانا بانطلاق نحو العالمية التي تشهدها من خلال مؤسسات تنموية تشارك فيها البلدان العربية ٠ وانطلاق مبادرة الحزام والطريق التي قدمتها الصين للعالم بوصفها عولمة تتسم بالعقلانية والعدالة وليس بالتنافسية والاستغلال كما هي العولمة الغربية عولمة قائمة على إحترام الاخرين ووحدة المصير المشترك من اجل مصالح متكاملة ،
تلك هي فلسفة التعاون التي خرجت بها الصين وإعتماد متبادل على تحقيق مصالح الاف من الشركات الصينية تساهم في رفعة شأن البنى التحتية للاقتصاديات العربية وتقدم أحدث التكنولوجيا المتطورة٠
وحيث ان العمل المشترك قادر على ان يحدث تحولا في مسار العلاقات ليس فقط في المنطقة العربية بل على المستوى العالمي والعلاقات العربية الصينية بهذه القمة مؤهلة بفضل حكمة القادة العرب المشاركين والقيادة الصينية
هل سيشهد العالم بريق لاعادة رسم خريطة العلاقات الدولية
اللواء د سمير فرج تحدث قائلا:
مع صباح یوم ۲٤ فبرایر۲۰۲۲ بدء ھجوم القوات الروسیة على أوكرانیا، بعد تصمیم أوكرانیا على الانضمام لحلف الناتو، مما اعتبره بوتین تھدیدا یضر الأمن القومي الروسي، واستمرت الحرب حتى وصلت إلى شھرھا العاشر، بعد أن استولت روسیا على۲۰% من الأراضي الأوكرانیة تمثلت في أربع مناطق وقطاعات قامت بضمھا إلى دولة روسیا
الاتحادیة، وھي لوھانسك، ودونیتسك، وذابورجیا، وخیرسون.
ولقد عانت دول العالم كلھا نتیجة ھذه الحرب، خاصة من الناحیة الاقتصادیة، بسبب ارتفاع أسعار النفط، وقلة الحبوب، والزیوت، والأسمدة، وبدأت الدول الفقیرة، والغنیة، تعاني من ھذه الحرب، رغم أنھا لیست حربا عالمیة.
ومن ھذا المنطلق، بدأ التحالف الأمیركي مع دول حلف الناتو یظھر على السطح جلیا وخاصة بعد أن اتخذ الاتحاد الأوروبي العدید من العقوبات ضد روسیا، وخاصة العقوبات الاقتصادیة، وتحدید سقف برمیل الغاز لیكون ٦۰ دولار، الأمر الذي أزعج روسیا تماما وقررت عدم تصدیر الغاز إلى ھذه الدول التي ستنفذ سقف برمیل الغاز، وسوف تجد أسواق
في مناطق أخرى من العالم.
ومن المنتظر أن تبدأ روسیا في البحث عن أصدقاء جدد، خصوصا أن الصین قد عبرت عن التصرف الذي تم من الولایات المتحدة عند زیارة رئیسة الكونغرس الأمیركي نانسي بیلوسي إلى تایوان، ذلك الأمر الذي أحدث، بلا شك، شرخا في العلاقات الصینیة الأمیركیة، وفي نفس الوقت، بدأت الصین في زیادة نشاطھا في دول أفریقیا بھدف تقدیم الدعم الاقتصادي في مشروعات البنیة التحتیة وأخیرا زیارة الرئیس الصیني الى المملكة العربیة السعودیة و توقیع اتفاقیات بمقدار ۱۱۰ ملیار دولار، علاوة على اتفاقیات مجلس التعاون الدولي و الدول العربیة لذلك تعتبر تحركا جدیدا في ھذا الاتجاه، كذلك جاء قرار الأوبك، باستمرار ضخ النفط دون أي تعدیل، ھو تعبیرا على تحریر السعودیة ودول الأوبك من السیطرة الامریكیة،
خاصة ان الصین رفضت تنفیذ العقوبات الامریكیة تجاه روسیا بعد الحرب الأوكرانیة.
ولذلك فمن المنتظر مع بدایة العام الجدید ۲۰۲۳ أن تتغیر خریطة العلاقات الدولیة، وأن تسعى روسیا إلى التحالف مع الصین والھند مع انضمام بعض الدول التي ترى أنھا مصلحتھا في أن تكون مع أي طرف من الأطراف سواء في الاتحاد الأوروبي وأمیركا أو الطرف الروسي الصیني بھدف توفیر ظروف اقتصادیة أفضل لصالح شعوبھا. عموما فھذا ما ستظھره الأیام القادمة، ونرى ما ھو تأثیر ذلك مع عدم وجود الغاز الروسي على الشعوب الأوروبیة التي قد تتأثر بھذا المنع، خاصة خلال الشتاء القادم، ومن ھنا یمكن أن نرى تغییرا كبیرا في رسم خریطة العلاقات الدولیة، بسبب المصالح الاقتصادیة لمختلف دول العالم بعد الحرب الروسیة الأوكرانیة، وھذا یعنى ظھور كیانات جدیدة قد تعید أیام الحرب الباردة التي بدأت في التسعینات
الدكتور خطار ابودياب ، استاذ العلاقات الدولية باريس تحدث قائلا :تعتبر قمم الرياض الثلاث التي تجمع الصين مع المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، من المنعطفات في السياسة الدولية على ضوء حرب اوكرانيا وازمة الطاقة واحتدام التنافس الدولي
ما ينطبق على الصين العملاق السياسي والاقتصادي ، ينطبق نسبياً على اليابان وكوريا الجنوبية القوتان الاقتصاديتان والحليفتان لواشنطن
ان منطقة شرق آسيا بالاضافة الى الهند هي في طليعة الدول المستوردة للطاقة من الخليج العربي، واذا تزداد المصالح المتبادلة بين هذه المنطقة والعالم العربي ويقفز التبادل التجاري والتنسيق السياسي
يأتي كل هذا الحراك ضمن الارهاصات لبناء نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب
ويبرز في هذا السياق دور المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج لدورهما المحوري الاقتصادي والسياسي
هل ترى ان المملكة العربية السعودية اصبحت تمثل مقعد بين الكبار لثقلها السياسي وحنكة حكامها
اجاب الاستاذ شيخ علي حماد صحفي من القسم العربي لصحيفة الوطن جزر القمر تحدث قائلًا :
زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية واستضافتها بالقمة الصينية- العربية الأولى
تأكيدا جديدا على مكانتها الريادية الاقليمية والدولية
تعتبر زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية والتي بدأت منذ الأربعاء 7 ديسمبر 2022م،من بين أهم الأحداث الدولية والاقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مع نهاية العام الميلادي 2022م. وتدخل أهمية هذه الزيارة في كونها استجابة لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في القمة الصينية العربية الأولى والتي تعتبر بداية هامة لمسيرة الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية بأكملها.
كما يتم على هامش زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية انعقاد القمة الصينية السعودية – بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني-، والقمة الأولى بين الصين والدول الخليجية.
إن اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة القمة الأولى العربية الصينية لم تتم بالصدفة أو بالعشوائية، بل جاء تأكيدا من جديد على مكانة السعودية الاقليمية والدولية. ومن هنا نؤكد بأن السعودية لديها مكانة مهمة ومتميزة تجعلها تقوم بدور محوري على المستوى العالمي والعربي والاسلامي على حد السواء. ونرى بأن السعودية في الفترة الأخيرة استطاعت إلى استخدام مواردها الاقتصادية الطبيعية لبناء اقتصاد متنوع، واستغلال موقعها الجغرافي في إقامة مشاريع سياحية واستثمارية في إطار خدمة رؤيتها المستقبلية 2030م.كما تعد المملكة العربية السعودية اليوم من أقوى 20 اقتصادا مؤثرا على مستوى العالم، كما أنها تسعى إلى أن تتبوأ مكانةً أكثر تقدما بحلول عام 2030م.وعمدت السعودية وانطلاقا من رؤيتها التنموية المستقبلية تنشيط القطاع السياحي بإقامة مشاريع سياحية وترفيهية وحضرية عملاقة في السواحل المطلة على البحر الأحمر، بهدف الاستفادة لهذا التمركز الفريد لموقعها الجغرافي الاستراتيجي.
وباعتبار أن المملكة العربية السعودية تلعب دورا كبيرا لتفعيل العمل العربي المشترك والقيام بحل القضايا الدولية والاقليمية عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية في إطار السياسة المعتدلة التي تنتهجها والقائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة والصديقة، يمكننا القول بأنها ” نعم”، أصبحت السعودية لديها مقعدا بين الدول الكبار على المستوى العالمي وأنها قوة اقتصادية وسياسية لا يمكن الاستغناء بها بأي حال من الأحوال وذلك بفضل الرؤية السديدة والحنكة السليمة لحكامها تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان. وبفضل هذه السياسات والخطط المستقبلية جاءت استضافة المملكة العربية السعودية على القمة الأولى العربية الصينية بحضور الشخصي من الرئيس الصيني، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المكانة الريادية العالمية للمملكة العربية السعودية وعلى قدرتها في أن تكون من ضمن الدول الكبار التي تقود العالم في الوقت الراهن نحو عالم آمن ومستقر، كما أن استضافة هذه القمة في هذه الفترة تؤكد مرة أخرى على الحنكة السياسية لحكام المملكة وقيادتها في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناجمة فيما بعد وباء كورونا.
ويرى بعض الخبراء “بأن رؤية السعودية 2030 التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية حفظه الله وبتخطيط وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بأنها نقلة تاريخية للمملكة إلى حقبة مستقبلية لما بعد النفط، من خلال استراتيجيات تنويع مصادر الدخل الوطني والتخلص من التبعية للذهب الأسود تحت مظلة إصلاحات شاملة وواسعة، مهدت الطريق للمملكة لكي تكون الدولة العربية الوحيدة التي تنضم إلى أكبر تجمع اقتصادي عالمي للدول العشرين ذات الاقتصادات الكبرى والناشئة المعروف بمجموعة العشرين”.
كذلك تحدث د. راسخ الكشميري، باحث في العلاقات الباكستانية العربية قائلا :
تمثل المملكة العربية السعودية الرأس والصدر وروح العالم الاسلامي، فهي حامية حمى الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين.
ومن جانب آخر التنمية والتطور التي تبنته وفق رؤيتها ٢٠٣٠م لا شك أنها أكسبتها أهمية وثقل سياسي عالمي، والدليل على ذلك الاحصائيات والأرقام الدالة على التطور الاقتصادي، إضافة إلى التطور العمراني فيها، وما المشاريع مثل (نيوم)، و(سندالة) وغيرها إلا أدلة ملموسة وواقعية للمشهد الاقتصادي.
أما على الصعيد السياسي فقد استطاعت المملكة أن تجمع على أرضها بين سياسة قطبين أو فلنقل ضدين، وهما: أمريكا والصين، وهذا في حد ذاته إشارة إلى انفتاح المملكة على القوى العالمية حتى ولو كانت متضادة، ومن النجاح السياسي أن تتخذ الدولة -أي دولة كانت- المنحى التي يكسبها احترام النقيضين، وقد نجحت المملكة في ذلك، كما أن إقبال كبرى الشركات للاستثمار في المملكة يؤكد على الثقل السياسي والاقتصادي لها في المنطقة والخارطة السياسية العالمية والاقليمية.
المحلل السياسي الصيني نادر رونج
تحدث عن القمة قائلًا:
تعتبر المملكة العربية السعودية قوة ذات تاثيرات قوية في المنطقة وعضو مهم في مجموعة ٢٠ ومجموعة الدول المنتجة للنفط ، وكذلك ضمانا مهما لامداد النفط للصين وتعزيز التعاون بينها وبين الصين سيساهم في الحفاظ على استقرار الطاقة والسلام في المنطقة٠