لكل منا احتياجات بداخله ، أنتَ وحدك قادر على إشباعها، أحيانًا تجدُ فجأة أنّك تُريد الابتعاد عن الضجّة، أن تنسحب بهدوء من وسط الزحام وتبتعد عند أكثر نقطة تستطيعُ أن تنفرد بها بنفسكَ مع كوبٍ دافئ وأفكاركَ المُبعثرة، أنت تجدُ أّنّك بحاجة لأن تعيش لحظة يتوقّف فيها سير الحياة السريع الذي ننسى فيه أنفسنا وفعل ما نُحبّ..
هناك فترات في حياتنا تكون بمثابة فترات انتقال، فترات نشعر فيها بإرهاق نفسي وذهني ولا نشعر أنّنا بنفس طاقتنا المُعتادة وانطلاقنا المليء بالحماس والحيوية، تحسّ أنّك بحاجة لهروب اضطراري، أن تختلي بذاتكَ وكأنّك تعثر عليها من جديد..
وأحيانا نُهمل هذه الخلوة، وسط انشغالاتنا أحيانا نستثقل فكرة أنّ نخصص ولو دقائق لأنفسنا لا يصاحبنا فيها أحد غير إيماننا ولون السماء..
والبعض يخاف، نعم نخاف أحيانا أن نختلي بأنفسنا فنسترجع أحداثا نهرب منها أو ماضي نخشى فتح صفحاته من جديد، أو لوم نسمع صوته الخافت بأعماقنا و نتعمّد تجاهله والوحدة فقط هي من تشجّع ذلك الصوت على الخروج إلى العلن..
وهنا يكمنُ الخطر، حين نسمح لسير الحياة العَجول أن يسوقنا معه فننسى في عجلة الحياة أن نتذوّق جمال هذه اللحظات التي تُعطينا طاقة وقوّة لنُكملَ طريقنا نضيع ويتمكّن التيه منّا..
ونتيجة كلّ هذا نمرّ من فترة لأخرى بفترة فتور وملل، ونشعر وكأن تفكيرنا متوقّف وغير قادرين على الإنتاج، لكن بإمكاننا أن نُدرك الأمر قبل تفاقمه ونعالج هذه المشكلة..
والعلاج نجده في التخلّي عن الأفكار الخاطئة التي يرسمها المُجتمع عن الوحدة، فالوحدة في حدّ ذاتها سلاح ذو حدّين، فالوحدة قد نأخذها من منظور الهروب من مواجهة الحياة والاختلاط بالناس والانعزال السلبي الذي يضرّ بصاحبه، لكنّ يمكن أيضا أن نأخذها من جانب إيجابي آخر لا يُدركه الكثيرون.. وهو جانب أن تنعزل لتُجدّد طاقتكَ وتستعيد هدوئكَ وتركيزك!
وبعد أن عرفنا أهمية أن نختلي بأنفسنا وأن نفصل تفكيرنا وأرواحنا عن ضجّة الحياة والناس من فترة لأخرى وعرفنا خطر أن نتجاهل هذا، بقي أن نعرف الطريقة التي نختلي بها بأنفسنا..
والحقيقة أنّه لا يوجد وصفة مُعينة لتختلي بنفسكَ، فأنتَ بإمكانكَ أن تختلي بنفسك في أي وقت وبأي طريقة، هناكَ من يحبّ أن يختلي بنفسه في النهار مع كوب قهوة ويتأمّل في خلق الله وفي نفسه، وهناكَ أشخاص تحبّ أن تختلي بأنفسها في الليل مع كوب شاي ساخن وورقة وقلم ويقومون بتفريغ أفكارهم..
ومهما اختلفت الطريقة التي تختلي مع نفسك بها فهي تتفّق في عدّة نقاط أخرى مع أي مصطلح للخلوة مع النفس فمثلا: أن تكون مع نفسكَ وحيدا تماما، أن تكون صادقا مع نفسكَ وأن تدع العنان لأفكاركَ وأن تكون رحيما بنفسك، وأخيرا أن تحرص أن تقضي وقتا هادئا وألّا تكثر من لوم ذاتكَ.
نفسكَ لها حقّ عليكَ ……خصّص لها وقتا من برنامجكَ لتتخلّص من تعب وإرهاق اليوم وتُجدّد ذهنكَ وطاقتكَ وتفعل ما تُحب وكأنّك تقول لنفسك أنّك تتذكّرها، من أجل أن تتمكّن من إكمال سعيكَ في الحياة بحيويتكَ المُعتادة.
- 30/04/2024 أمانة الاحساء تُشارك في تفعيل ( اسبوع البيئة 2024)
- 30/04/2024 كلية طب الأسنان بجامعة طيبة تنظم “يوم البحث العلمي الثاني لطلاب وخريجي كلية الأسنان”
- 30/04/2024 جامعة طيبة تنظم لقاء ” مساهمات براءات الاختراع في تحفيز الابتكار والإبداع “
- 30/04/2024 أمين جدة ينوه بدور القطاع البلدي في دعم مستهدفات الرؤية
- 30/04/2024 أمانة جدة ترفع جاهزية الفرق الميدانية للحالة المطرية
- 28/04/2024 أمانة جدة تنظّم ورشة السلامة والصحة المهنية
- 28/04/2024 أمانة جدة تغلق معمل استغلته عمالة للخياطة لأحد المحال المعروفة
- 26/04/2024 أمانة جدة تزيل 163 عربة وبسطة عشوائية مخالفة بنطاق حي الجامعة
- 23/04/2024 ( تقنية EPM ) لمعالجة هبوطات أغطية الخدمات و مصائد تصريف الامطار بالاحساء
- 23/04/2024 أمانة جدة تتعقب الباعة الجائلين وترصد 55 طن من الخضروات والسلع المتنوعة
مقالات > الخلوة مع الذات
2022/11/08 .
الخلوة مع الذات
بقلم : هدى حسن الخضير
بقلم : هدى حسن الخضير
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://wahjnews.com/94746/