الكاتب أو الأديب حينما يكتب ، يكون مستحضراً الكثير والكثير من الدراما ، ومن القصص المخزنة بعقله الباطن ، والأحكام المسبقة ، والقليل من الواقع ، ويستغل المواقف التي تمثل الدافع ، أو ما يسمى بالوقود ، ليشعل فتيله وشرارة الفكرة التي يريد أن يكتب حولها ..
الكاتب المؤثر ، يجب أن يتخلل أعماق جمهوره ، ويترجم الألم الذي يخمن سطوته عليهم ، فيساهم حيناً في تجليه فقط ، وإيضاحه ، وربما أكرمه الله وفتح عليه ، وقدم من خلال كلماته العلاج .. !!
الكاتب ، يبحث عن لمسة تتميز فيها حروفه ، عن بقيه الكتّاب ، فتظهر مقالاته باسلوب السهل الممتنع .. الذي يكشف بها الغموض ، أو يثير بها جرس الانتباه ، أو يقرع بها أبواب الفكر ، وقد يجعل منها سياط للقلوب لا تبرأ جروحها ، ولا تندمل خدوشها ، ولا تشفى بها أدواءها ، فالحروف إما شفاء أو شقاء ..
والكاتب وحده هو من يقرر ذلك .. !!
فليس كل ما يكتبه الكاتب ، يُعبر فيه عن واقعه أو يحكي تفاصيل دواخله ، وليس بالضرورة أن يترجم به حياته الخاصه .. بل المؤثر حقاً هو الذي يكتب باسم ألم الآخرين ، ويرسم جراحهم بلغة الفنان ، والإ كيف يستحثهم لقراءة ما ينزف لهم من حبره ، ليوقض فيهم عيناً من الرضا ، فيسمعهم صوتاً من أعماقهم ، ينادي فيهم فطرة الإيمان ، لتسكن فيهم الطمأنينة والسلام .
مسفرة الوزاب
خميس مشيط
٢٨ مارس ٢٠٢٢ م