(تكلم حتى أراك)
حكمة قالها الأقدمون وضاعت مع تقدم العصور والأزمان (الحديث … الكلام …. الحوار …. النقاش …. المناقشة) جميعها مفردات كانت كنزًا في قواميس اللغة العربية، نمسح عنها اليوم غبار النسيان، فمع مرور الوقت وسرعة الحياة المعاصرة لم يعد أحد يهتم بتلك المصطلحات والمعاني.
اكتب لكم اليوم أيها الأزواج الأعزاء، يا من تبحثون عن الحياة الزوجية السعيدة التي لا تعكر صفوها أي شائبة، عن سر خطير من أسرار المناخ الأسري السوي عن الحوار الزواجي، ذلك الفن الذي إذا تدربنا عليه لأصبحت حياتنا الزوجية شهر من العسل متتابع الأسابيع، والأيام.
لكن – أيها الأحباب – قبل أن نتعلم سويا هذا الفن أردت أن أطلعكم على مهارة تسبق الحوار الزواجي ، بل هي المهارة الأم لنجاح الحوار بين الزوجين ، ألا وهي مهارة الإنصات تلك المهارة التي إذا أحسنا التدرب عليها كانت اللبنة الأولى في بناء حوار زواجي ناجح ، بينما إذا أهملت فشل الحوار الزواجي قبل أن يبدأ ، فالسبب الرئيسي و الأساسي في فشل معظم الحوارات الزوجية هو عدم التدرب على مهارة الإنصات ، بل قل أن مفتاح الحوار الزواجي الناجح يتمثل في أن ينصت كلا الطرفين إلى الأخر بالقدر الكافي من الاهتمام ، فنحن نتحدث عن فن الانصات أيها السادة الأفاضل .
دعوني أدخل معكم إلى أحد البيوت الزوجية حديثة التكوين ، لأنقل لكم هذه الصورة التي ستوضح إلى أذهانكم الراجحة أهمية التدرب على فن الإنصات ( الزوج الشاب يدخل البيت بعد عناء و تعب يوم طويل ، يأخذ قسط من الراحة ثم تبدأ الزوجة في الحديث معه في محاولة رائعة منها بأن تنقل له صورة عما يحدث في البيت في أثناء غيابه ، لكن هذه الصورة رائعة الجمال يخيم عليها شبح عملاق ، شبح – و مع الأسف أصبح أقرب إلينا من حبل الوريد – أنه شبح الهاتف الذكي ، حيث انشغل الزوج عن الإنصات لزوجته فبهذا الهاتف الجوال يقلب من صفحات التواصل الاجتماعي (التباعد الحقيقي ) يتفقد أحوال من حوله من الأصدقاء و الأقارب ، لكن نسى من تجلس بجانبه على أريكة الزواج .بل لربما وهي تحكي لها عن بعض معاناتها في المنزل تصدر منه ضحكات عن موقف أو مقطع يشاهده في الهاتف الذكي ، في تلك اللحظة عينها يسقط الزوج من ذهن زوجته فترى فيه اللامبلاة في أبشع صورها ، بينما يرى الزوج في نفسه ضحية لنكد الزوجة المتواصل فهي تستخسر عليه أقل لحظات السعادة بعد عناء يومٍ طويلٍ .
هذا المشهد مع الأسف دائم التكرار في بيوتنا اليوم ، بل أكاد أجزم أنه يحدث بشكل يومي مشهد يعتصر له قلوب العديد من الزوجات ، وتضيع فيه مئات البسمات ، و السبب أن أحد الزوجين أو كليهما لم يتدرب على فن الإنصات وليس الاستماع فحسب ، الإنصات إليها أيها الزوج الحبيب ، وأيتها الزوجة الرائعة هو أن تستمع بأذنك ، و تتفاعل و تشارك بوجدانك ، لا أن تسمع و تجعل أذن من طين و الأخرى من عجين كما يقولون ، فلا يتحرك لك ساكن .
أنه مفهوم عميق يطلق عليه علماء النفس المعاصرون (الاستماع التعاطفي) فهو أن تنشغل جوارك و يعمل خاطرك و يهتم بالك بما تسمع من الطرف الأخر و تهتم باتخاذ قرار أو تحديد موقف مما يقال لك، أنه الإنصات في أسمى معانيه، هو الشراكة في الاهتمام بين طرفي الحوار.
عزيزي الزوج ألم تسمع قول الله تبارك وتعالى (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)
سورة الإسراء أية 36 ،لنقف مع هذه الآية العظيمة وقفة تأمل ، لقد قدم الله تبارك وتعالى السمع على سائر الجوارح بما فيها القلب ، و في ذلك حكمة بالغة لقوم يعقلون .فهل وقفنا مع أنفسنا قليلا نتأمل ، نراجع فيه طريقة سمع كل منا للأخر في كل مواقف الحياة ، لنعرف كيف يجب أن ينصت الزوجان لبعضهما البعض .
و صدقت الحكمة ( و الأذن تعشق قبل العين أحيانا ) …و كلي سعادة أن أقدم لكم نماذج من الحياة الزوجية الناجحة في مقالي القادم دمتم بسعادة فللحديث بقية عن أسرار السعادة الزوجية .
- 28/04/2024 أمانة جدة تنظّم ورشة السلامة والصحة المهنية
- 28/04/2024 أمانة جدة تغلق معمل استغلته عمالة للخياطة لأحد المحال المعروفة
- 26/04/2024 أمانة جدة تزيل 163 عربة وبسطة عشوائية مخالفة بنطاق حي الجامعة
- 23/04/2024 ( تقنية EPM ) لمعالجة هبوطات أغطية الخدمات و مصائد تصريف الامطار بالاحساء
- 23/04/2024 أمانة جدة تتعقب الباعة الجائلين وترصد 55 طن من الخضروات والسلع المتنوعة
- 23/04/2024 تعليم الطائف ينفذ لقاء لمديري ومديرات المدارس للاستعداد لتطبيق اختبارات نافس ٢٠٢٤
- 22/04/2024 معالجة 466 ( موقعاً لتجمعات المياه ) بالاحساء وطرق حيوية للمكافحة الحشرية
- 22/04/2024 المركز الطبي بجامعة طيبة يشارك في المنتدى السعودي الامريكي للرعاية الصحية
- 22/04/2024 أمانة جدة تضبط موقع يعيد تدوير البيض الفاسد بالفيصلية
- 22/04/2024 جامعة طيبة تنظم لقاءين حول الابتكار في المملكة
زاوية وهج الزوجية > فضلا…اسمعني
2021/08/13 .
فضلا…اسمعني
وهج نيوز - بقلم: هدى بنت حسن الخضير
وهج نيوز - بقلم: هدى بنت حسن الخضير
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://wahjnews.com/58927/