شاعر سعودي معاصر عرف بقصايده الغزلية الرصينه ذات الكلمات الشفافه تصل إلى القلوب وتشعر بها..
درج هذا الاسم المستعار في مجال الأغنية السعودية وعرف من خلالها حتى تم الكشف عن هوية الشاعر ساري ولم يكن وقتها متوقع لأنه اسم سياسي بعيد كل البعد عن مجال الفن و الأغنية..
الشاعر ساري هو الأستاذ خالد بن عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري (من مواليد المجمعة عام 1960م) رئيس الديوان الملكي السعودي سابقاً ، والده الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، متزوج وأب لأربعة بنات وابن واحد (عبد الله). وهو خريج جامعة الملك سعود بالرياض قسم قانون (أول دفعة من خريجي القانون في المملكة)، وحاصل على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية، وماجستير في التشريع الجنائي الإسلامي من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وحاصل على 23 دورة في مختلف التخصصات، كانت أهمها دورة في القيادات العليا.
بدأ حياته العملية في الحكومة السعودية قبل نحو 25 عاما، حيث كانت البداية في وزارة الحرس الوطني باحثاً قانونياً في المرتبة السابعة ثم تدرج في الترقيات حتى وصل لمنصب مستشار قانوني. كما عمل في مكتب الحرس الوطني في الولايات المتحدة. وانتقل إلى ملاك ديوان ولي العهد في عام 1410هـ بمنصب نائب رئيس مركز الدراسات المتخصصة. بعد ذلك عمل مستشاراً وسكرتيراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان ولياٌ للعهد في ذلك الحين، وترقى إلى منصب نائب رئيس ديوان ولي العهد والسكرتير الخاص له، ثم صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيسا للديوان الملكي وسكرتيرا خاصا لخادم الحرمين الشريفين وعين بالإضافة لأعماله أمينا عاما لهيئة البيعة، ساهم في تطوير جهاز الحرس الملكي السعودي.
وفي عام 1430 عين مشرفا على الحرس الملكي ورئيس اللجنة الدائمة به٬ وفي 26-6-2011 تم إصدار قرار بدمج رئاسة مجلس الوزراء مع الديوان الملكي، وتعيين خالد التويجري رئيساً لها بمرتبة وزير، بالإضافة إلى تعيينه سكرتيراً خاصاً لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
تقلد مهام ومناصب أهمها رئيس الديوان الملكي السعودي
وقائد الحرس الملكي السعودي ومدير المكتب الخاص للملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمين عام هيئة البيعة سابقاً..
ساري الكاتب والشاعر :
كتب بداية في جريدة الجزيرة عبر زاوية (عواطف وعواصف)، ثم كتب لسنوات في مجلة المجلة تحت زاوية (عكس التيار)، كما كتب في عدة صحف ومجلات عربية مثل مجلة الصياد اللبنانية، ومجلة الناقد التي كانت تصدر عن دار «رياض نجيب الريس». وله مقالات سياسية وثقافية في صفحة «الرأي» بجريدة الشرق الأوسط . وكان التويجري يملك صفحة تواصل اجتماعي على موقع فيس بوك.
له مؤلفات عديدة منها كتاب في القانون بعنوان «الوجيز في القانون المقارن». كما كانت له كتابات صحافية، حيث كتب في الصحافة السعودية والعربية ، وعرف في كتاباته الحس الوطني في الدفاع عن قضايا المملكة، وقد أحدثت مقالاته جدلاً عارماً في الأوساط الثقافية ، قبل أن يتوقف عن الكتابة بعد عمله مستشاراً لولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز في ذلك الحين .
وله قصائد جميلة منها قصيدته الرثائية للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بأبيات شعرية مؤثرة، تغنى بها راشد الماجد، ويقول التويجري في مرثيته:
وداعة الحب كل الحب يا كله
وداعة أول غلاك وحبك التالي
وداعة صدورنا والأرض مبتلة
وداعة بحورنا وسهول وجبالي
وداعة أنفاسنا مما تعرض له
وداعة إحساسنا بإحساسك العالي
وداعة القصر يا سورة ويا ظلة
وداعة الروح لا قامت تهيالي
وداعة الحرف والمعنى على حلة
وداعة إللي من الدنيا تبقالي
وداعة الحال والأحوال والحلة
وداعة البال وإللي مر في بالي
وداعة نجومنا إللي فوقنا مطلة
وداعة علومنا إللي مالها تالي
وداعة النار والفنجال والدلة
وداعة الفال يومك طيّب الفالي
وداعة المجد والتاريخ عبدالله
وداعة العز من همٍ وغربالي
سلامتك يا وطن من عارض العلة
سلامتك يا وطن من كيد عذالي
من وافق النجم في داج السماء دلّه
ومن جرب المر قدّر قيمة الحالي
الوقت سيف الوغا والموت في غلة
وكرامة النفس تسوى راس الأموالي
يا أطيب الناس طبت وطيبك جبلة
يا فيّة العمر عقب الشمس وظلالي
سيفٍ من العز راع العز لا سلة
أسمع صهيل الخيل وصوت الأبطالي
أكتب من الحب كل الحب وأرسله
يا سعد عيني متى ما وصل مرسالي
الحب خلا صحيح الحال منسلة
والشوق يغلب على راعية طوّالي
استعمر الطيب راعي الطيب واحتله
لولا الوفا بالوفا ما كان ذا حالي
الود ودك متى ما ودك نتله
والعد عدك وأنا رجلي وجمالي
في محجر إللي عزيز الدمع ماهله
لك يا حبيب العمر في القلب منزالي
أموت وأحيا وشوقي لك على مله
يا درب عمري ويا حلي وترحالي
يعقد حجاجي الوقت ويفله
ويفرق مزاجي متى ما شفتك قبالي
سويت دونك سوات الخل مع خله
لاحسه إللي يشوف وشاف الأحوالي
والحر حبل السبق في الوكر ما تله
والذيب سرحان ما هرول على الخالي
أجبر كسير العظم وأسمح عن الزلة
وأجر في عالي المرقاب موالي
أهدي مع الروح لك ما يبري العلة
وما تنهدى الغالية إلا على الغالي
حنا كتبنا القصايد بسم عبدالله
والشاهد الله علي في كل الأمثالي
الله يحسن عزا هذا الوطن كله
مرحوم يا أول غلا وأوسطه والتالي
وقد عُرف عن “التويجري” أنه شاعر شعبي، وكان قد كتب عدداً من القصائد تحت اسم “ساري”، إلا أنه توقف لسنوات بعد أوبريت ( وحدة وطن ) الذي قُدم في مهرجان الجنادرية للثقافة والفنون، حتى عاد بقصيدة رثائية في الملك الراحل.
وفي هذا الأوبريت ( وحدة وطن) الذي تغنى به محمد عبده في الجنادرية لعام ١٤٣١ هجرية
اعتز الشاعر بوطنيته وانتسابه للسعودية والتي رواها على هيئة قصة حوار بين الأجداد و الأحفاد :
إنت الوطن .. إنت الوطن
أرض الجدود
اللي سقوا من .. شوقهم .. من عزمهم .. من دمهم
وحدة وطن
يوم الوطن نخلة وبيت .. سقفه سعف
يوم الحياه صبر وكفاح، كان الهدف
وحدة وطن، وهذا الوطن كل الوجود
كله وفا حتى ولو شاف الجحود
يجحد ولد .. ويوفي ولد
تبقى حنون .. للي وفا واللي جحد
أنت الوطن أرض الجدود
اللي سقوا من .. شوقهم .. من عزمهم .. من دمهم
وحدة وطن
أهلي الحضر .. وأهلي البدو
اللي على المله عدو
خلف الولد .. اللي شرب من ثديها .. طعم الوفا
عبد العزيز اللي ملك فينا القلوب
قبل المعارك والحروب
اللي بنى هذا البلد
وفى وكفى بالوعد
واللي فرض خمس الفروض
ما جت لبوتركي حظوظ
يجحد ولد .. ويوفي ولد
تبقى حنون .. للي وفا واللي جحد
أنت الوطن أرض الجدود
اللي سقوا من .. شوقهم .. من عزمهم .. من دمهم
وحدة وطن
وحدة وطن .. وحدة ثرى .. وحدة قلوب
وحدة ولاء وحدة غلا وحدة دروب
أما كذا وإلا فلا تحيا شعوب
يا وطنا لو نقول اللي نقوله
ما نوفي في الكلام اللي نقوله
روح شعب وقلب عبد الله ودوله
دايم الصوله لنا في كل جولة
في ثراه وفي سماه وفي جباله
عز شانه فوق من عزة رجاله
كلنا له حب من عرضه لطوله
تقصر الكف اللئيمه ما تطوله
قال جدي يا ولدي أنتم في نعمه
ادعو رب الكون لياها تزول
واشكروا من جابكم من خير أمة
ولوذوا بالرحمن مفتاح الحلول
والزموا عهد عزيز
للملك عبد العزيز
إن أحدكم ما يبور
مهما دنياكم تجور
وقال جدي احذروا فكر غريب
المطامع حولكم ترجى نصيب
واحذروا الفتنة تراها ثم تراها
كلمة بالحق لكن وش وراها
والزموا عهد عزيز
للملك عبد العزيز
إن أحدكم ما يبور
مهما دنياكم تجور
قلت يا جدي ترانا
ما نفرط في شقانا
حنا أحفاد الموحد
ويومنا بيد المجدد
اللي آمن بالحوار
وخلى للكلمه منار
قايد الخير النصوح
غارس فينا طموح
لا وربي ما نبور
مهما دنيانا تجور
إلى أن ختم الأوبريت بهذه الكلمات التي تنبض بالوطنية وتفيض حباً و إنتماء لوطن الخير وطن الأمن والأمان المملكة العربية السعودية حيث جاء فيه :
ذا وطنا اللي نصونه .. دونه نموت بشرف
نتفق حنا ولكن .. العدو فينا اختلف
يا ديرتي .. يا عزوتي .. يا كل شيء بدنيتي
شمتي وشمنا عن أقاليم ومناطق
وصارت الوحده لسان الحال ناطق
لاتباين بيننا .. بيننا ما به فروق
عزنا في ديننا .. ونتساوى في الحقوق
دام في روحي هويه .. تثبت أصلي السعودية
هب من صدري هبوب
كله احساس وحب
لا شمال ولا جنوب
لا .. ولا شرق وغرب
الولاء فينا تجسد
نحمله في كل درب
ما يخونك يا بلد
هالجبين اللي سجد
ذا وطنا اللي نصونه .. دونه نموت بشرف
نتفق حنا ولكن .. العدو فينا اختلف
نعم يا شاعرنا الجميل نتفق جميعاً كسعوديين على حب الوطن و على الوحدة والتلاحم و لن نعطي مجال للأعداء بالدخول بيننا أو إبداء الرأي في أي شأن يخصنا، حفظ الله مملكتنا الغالية وحكامها وشعبها من كل شر أراده الأعداء..
بقلم : وفاء العتيبي 🕊️