( ها أنا كتبت لكم قصة مأرب وحكاية ورد من متجري وخلف طاولة تنسيق الورود وتغليف الهدايا)
في البداية نرحب بك في صحيفة وهج نيوز الإلكترونية ونشكرك على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الجميل معك:
* في بداية حوارنا معك نتمنى أن تعرفنا بنفسك وبسيرتك الذاتية للقراء الأعزاء؟
_مأرب الجوهر شابة من المنطقة الشرقية مدينة الدمام من أصل نجدي، الوحيدة في العائلة واسرتي كفيفة بصر، الوسطى بين شقيقي وشقيقاتي واتحمل جزء من مسؤلية الاسرة وهذا أمر يسعدني والحمدلله من ثقتهم بي، ولدت طفلة طبيعية ولا أملك هم سوا اللعب والمرح وكنت أتمنى أن أصبح دكتورة أطفال أو قلب، وكبرت وواصلت تعليمي الابتدائي وانتقلت إلى المتوسط وانتهيت من الصف أول وثاني، ثم بدء يضعف نظري بسرعة فصطحباي والداي إلى المستشفيات لمعرفة السبب وجميعهم اتفقوا على أنني مصابة باللتهاب الشبكية الصباغي في بؤبؤ العينين من يرى عيناي يرى السواد تهتز وعشاء ليلي، الحمدلله طفرة جينية غير وراثي لهذا المرض الوراثي.
من المواقف التي عرفت إنني لا أستطيع الرؤية بوضوح كنت في نزهة مع الاهل وركبنا الدبابات فبعد ما ركبت ومشيت أكتشفت أنني لا أستطيع إكمال اللعب فتوقفت حتى إنتهى الوقت، وجاء من يساعدني فحكيت لأهلي وضعي وبعد فترة بدء العام الدراسي وهنا بدأت قصتي إنتقلت للمرحلة الثانوية ورفضت من المدرسة التي قريبة من منزلي، وأخذت أبحث مع والدتي ويرفضون بسبب تعب نظري أستمر الحال الى أربع سنوات للعلم إنني لا استطيع الالتحاق بمدارس خاصة أنا من أسرة على قد الحال، وفي السنة الرابعة حصلتالهدية الربانية في يوم استيقظت ووجدت نفسي لا أرى فبكيت وانهرت كثيراً وتضايقت ودخلت في اكتئاب لمدة سنة ومعاناه وحزن ووضع صعب علي كيف اعيش واتعايش واقضي أموري الشخصية بدون مساعدة ووالديني واخواتي واخي جزاهم الله عني كل خيرساعدوني واعطوني وقت ومساحة، إعتمدت على نفسي وأثبت وجودي ولكن الحزن كان يمنعني الخروج وحضور مناسبات وبالاخص تخلي صديقاتي في المدرسة ونظرات الاستهزاء والشفقة والدونية من اقرباء وجماعة ومجتمع، بس هذا الأمر لم يأثر بأسرتي أبداً وبعدها
بفترة وجيزة جاءت كسرة ظهري وفقدت أعز وأصدق حب والدي فتأثرت أكثر وزيادة بوفاته تغير الوضع فبدأت أفكر بنفسي وأمي وخواتي وأخي الوحيد، كيف سنكمل الحياة بدون حبيبي أبي وكيف أمي بتقدر تربينا وقتها ابلغ من العمر ١٩ سنة، ولدي خوات أكبر وأصغر مني فبعد إنتهاء أمي من العدة قررت قرار لا رجعة فيه ، من شخصيتي وطبعي الحكمة والصبر والقيادة والعناد والإصرار وحب المغامرات والتجارب ولا أهمل حدسي الذي لم ولن يخونني يوماً قط بقدرة الله وعاشقة للحياة.
بعد ما أنتهت أمي من العدة بلغتها بقراري أريد أن أعمل، لاضرب عصفورين بحجر أساعد أهلي في المادية لتحسين الدخل وأخرج من الحزن
والأهم وأن هذا أمر الله فواجب علي إنني احمده وأشكره ولا اتدخل بإرادة الله سيعوضني الأجمل بكل إيمان ويقين، فبحثت عن وظيفة ووجدت سنترال في فندق في الدمام ولكن من شروط الوظيفة أمتلك شهادة في طريقة برايل للمكفوفين بدأت أبحث عن معهد أو مركز لتعلم طريقة برايل
، في هذه المرحلة أصبحت مسؤولة عن نفسي وترتيب المنزل والطبخ بل أصبحت شيف الاسرة لاأخفيكم عندما تعلمت أطبخ انلسعت كثير وجرحت أصابعي وكل مرة أدخل المطبخ تدخل إحدى خواتي أو أمي معي المطبخ بحجة مساعدتي والغرض مراقبتي للخوف علي حبيباتي، خسرت الوظيفة لعدم وجود شهادة برايل
، بدأت مغامرات مأرب في البحث عن عمل وكل شركة أقدم يرفضون بسبب كف بصري واجهت مجتمع صعب وينظر لي بكل غرابة وجهل وإلى أي معاق وتركت البحث عن وظيفة وتوجهت بالبحث عن مدرسة لإكمال تعليمي وأنها الفرحة، وجدت مركز لذوي الاحتياجات في مدينة الخبر وقتها أصبح عمري ٢١ سنة وأصبح معهد النور للكفيفين دوام مدرسي ولكن لا أستطيع أذهب بسبب أنه في مدينة الاحساء بعيد ولا يوجد من يستطيع يذهب معي كل يوم وأعود إلى الدمام، فألتحقت بالمركز الذي فالخبر واستمريت بنفس مستوى التفوق الدراسي السابق بل أكثر أصبحت أخذ المركز الاول بتفوق ومرتبة شرف وتخرجت، والتحقت بجامعة الملك سعود في الرياض وبحكم إني إعتمد على نفسي سكنت في سكن الطالبات وأهلي ازورهم في الشهر مرة وبمشيئت الله لم أكمل الجامعة، فرجعت إلى الدمام ورجعت أبحث عن عمل ولم أجد بس ثقتي بالله ثم نفسي كبيرة وقوية ولم استسلم كانت لي نظرة مستقبلية لحياتي
أخبركم بها
* هل حدثتينا عن أهم ميزة وصفة فيك تميزك عن الأخرين الذي كل فخر وسعادة لاكتشاف شخصيات أمثالك والذي يستحق أن أحاورهم ويسطر قلمي عنهم؟
يكفيني أنني مميزة من الله بكف بصري وأمتلك صنعة وموهبة شرطها البصر ولكن تغلبت على شرطها وكسرت وحطمت القاعدة في مهنة تنسيق الورود غيرت توجهي، وحولت بدل البحث عن وظيفةأحضر دورات وجمعت شهادات ودورات مختلفة نفسية إجتماعية حرفية وابرزها اسعافات أولية وصناعة العطور وصناعة الشوكولاتة وتصميم سبح يدوية وإعداد المدربين وغيرها.
* جداً متحمسه لسماع كيف بدأت قصة نجاح مآرب العظيمة؟
_ في يوم جلست أفكر ببحث عن وظيفة منزلية ليش لازم أتوظف في شركة أو أي منشئة ففكرت ووجدت الكنز الدفين في صغري، كنت احب الورد بس أجهل المحافظة عليه وطريقة تنسيقة والإهتمام فبدأت بالبحث عن محلات الجملة للورود الطبيعية ووجدتها وأخذت أتردد على ثلاجات الجملة وأتلمس الوردة واستفسر عن إسمها واسجل اسمها في جوالي واستخدم الايفون لانه يوجد في برنامج قارئ شاشة أسمه فويس أوفر يحول الايفون الى ناطق، وابحث عن الوردة عن مصدرها وموسمها والوانها والزيارة التالية أسئل عن الوردة السابقة وأقول للموظف أسمها أختبر نفسي وتجاوزت مرحلة معرفة الورود، واصريت اكثر بسبب حضوري للمناسبات وشرائي للهدايا لحبي لاهداء الناس وعندما اللمس الطاولة فاجد أنواع جميلة وغريبة والأجمل أنه طبيعي وأخذت أتدرب في المنزل أشتري ربطة من نوع الروز وما يسمى بالجوري وشريط وتغليف ومقص عادي ومقص ورد ومشرط وبكس وصمغ مسدس، وبدأت أتعلم التنسيق وأوريها لأهلي وأسمع تعليقهم، وتعلمت بعد مرور سنة وقتها أكملت ٨ سنوات بدون انجاز ولا وظيفة
مجرد منزل، اهل، صديقات، طلعات، سفر واصبحت اتنقل برفيقتي العصا البيضاء الخاصة للمكفوفين تساعدنا في إرشاد الطريق، وعند إتقاني التنسيق فتحت حساب في تويتر وأصبحت أستقبل طلبات، والعميل الذي يطلب مرة يعود يطلب عدة مرات وأصبح عندي مبلغ واشتريت ثلاجة خاصة للورد وجهزت غرفة في المنزل للمشروع، وفي يوم جائتني فكرة كبيرة وأصبحت تنمو كل يوم أريد أن أحول مشروع المنزلي إلى محل لعدة أسباب، مثل أتميز كوني كفيفة بصر وأحبط من يستهزؤن ويستصغروني وينظرون لي بدونية وتكبر ويسعون لتحطيمي بسلبيتهم وجهلهم بما أملك من مواهب وشخصية وإنني أعيش الحياة بشكل طبيعي، فتوجهت للجهات التمويلية وللأسف لا يفرقون عن الشركات تم رفضي وسمعوني جملة أشكر الله الذي الهمهم إنهم يتفقون في قولها اشكرهم، كانو يقولون كيف تفكرين تفتحين محل ورد وأنتِ ما تشوفين أنتِ وين والورد وين عطوني طاقة إيجابية قوية في هالجملة، جميع الجهات اللي توجهت لهم واسمعوني إياها بعد فترة ما يقارب شهر تصفحت صفحتي الخاصة في تويتر ووجدت إعلان يوم المهنة لذوي الهمم في عام ٢٠١٧، فقلت لعلها فرصة وأجد عمل لكي أتوظف ولكن الغرض ليس الخروج من هم وفراغ، بل للحصول على راتب واستطيع اقترض من البنوك لافتتح محل وذهبت مع سعادتي أمي وأخذت أوراقي لاقدم على وظيفة، وجاءت ثاني هدية ربانية ألا وهيا التقيت بجمعية الإرادة الفريدة بنوعها وهيا مختصة بالموهوبين المعاقين، مقرها في جدة يراسها عمار بوقس الملقب (بقاهر المستحيل) وهو من المعاقين فطرح سؤال ياشباب يا شابات من لديه مشروع أو يطمح يمتلك مشروع؟ رفعت يدي مع كذا شخص وأعطوني المكرفون فعرفت بنفسي واعاقتي وموهبتي ومشروعي المنزلي، إلا والمسرح ضج بالتصفيق والدموع فوصلني كرت التواصل أثناء حديثي فتواصلت مع الجمعية، وسجلت وأصبحت مستفيدة في جمعية الارادة فكلموني لمشاركة وكانت أول مشاركة لي في المعارض أقيم تعريف عن الجمعية في كافة مناطق المملكة بالتعريف عن الجمعية، واختاروني من موهوبين الشرقية وأقيم الركن التعريفي في مجمع الظهران مول لمدة ٣ ايام، وحصلت على إقبال غير متوقع وطلبات
وبعد شهرين تواصلت معي مديرة المواهب في الجمعية تخبرني في لو رغبت في إشتراك بمسابقة مبادرة عمار تقيم سنوياً، وبالفعل رحبت وشاركت كان الموسم الثاني عام ٢٠١٨ وقدمت طبخ وتنسيق ورود وأعجبوا اللجنة في جميع ما قدمت، ورشحت من أفضل عشر موهوبين لبرنامج اسمه برنامج أكاديمية الإرادة مدته سنة من تطوير إلى سقل الموهبة، وبما إنني أملك خبرة في التنسيق وأنواع الورد أخذت مباشرة دورات احترافية، لأن البرنامج نهايته بعد التخرج أما توظيف بنفس مجال الموهبة أو فتح مشروع في الجمعية خيروني ما بين إفتتاح مطعم أو محل ورود فأخترت محل الورود، وحصلت على لقب أول منسق ورود ومدرب في تنسيق الورود كفيفة بصر الحمدلله حصلت على شهادة معتمدة و شهادة مدرب معتمد وشهادة من اكادمية s b للفنون من دولة الكويت، وشهادة البرنامج الوطني بالختم الذهبي من مملكتنا الحبيبة في تنسيق الورود
وتم بفضل الله ولله الحمد تم دعم مشروعي من جمعية الإرادة إلى الإفتتاح شكر وامتنان لكل من ساعدني ودعمني وسندني وصفق لنجاحي وأن لا أتوقف هنا سأكمل وسأحول المؤسسة التي اسميتها ولا يليق بها غير هذا، الاسم (حكاية ورد) شعرت أن الاسم يلامس قصتي وبه بأمر الله وقدرته ستتحول إلى شركة كبيرة وجزء من موظفيها من ذوي الاعاقة.
لا مستحيل مع الإرادة الحياة جميلة بكل ما فيها رغم المعوقات والصعوبات والاخفاق إلا إنني وصلت ولمع اسمي في المملكة بأول سعودي منسق ورود ومدرب من الكفيفين، وساصل للعربية والعالمية اجتهدوا ولا تتوقفون نصيحة إخواني وأخواتي لا تايسون وتحبطون عندما لا تجدون وظيفة أو لم يكتب الله لكم شيء ابحثوا عن شيء أخر فالعمر واحد استمتعوا، واصبروا وفتشوا بدواخلكم ستجدون أنفسكم، وليس الشهادة شرط أتوظف بها يمكن تجد رزقك ونفسك في مجال مختلف، جميعنا ننهض لدينا رسالة رؤية ٢٠٣٠ لابد أن نتميز ونكون فالقمة التي تتسع للجميع ومثل ما اطلق علينا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نحن همتنا وعزيمة شامخة كهامة كجبال طويق، ها أنا كتبت لكم قصة مأرب وحكاية ورد من متجري وخلف طاولة تنسيق الورود وتغليف الهداياوبجوار موظفاتي وهن خواتي الغاليات عيوني اللاتي هن نظرها.
*من الداعم الحقيقي خلف مآرب الذي نرى اليوم قوتها ومثال جميل بالحياة و تودي مع خلال صحيفة وهج نيوز الإلكترونية أن توصلي لهم رسالة؟
_ الداعم نفسي وإصراري وارادتي القوية بفضل الله مهما حصلت دعم من اهلي ومن حولي والمجتمع إلا أن الدعم والقوة نابعة من ذاتي، الانسان لو ما دعم وأثبت قدراته وعزيمته بنفسه لن يتقدم ولن يصبح قوي ومجتهد ويصل إلى التميز مهما حصل دعم وتشجيع من الاخرين، لابد ينهض بنفسه ويصنع من ظروفه الصعبة أو السهلة شخصية وكيان قوي وتميز بأخلاقه وثقافته ووعيه وعلمه وقبل كل شيء علاقته بالله وطيبة النفس.
* كلمة حابه أيصالها للعالم؟
_ كلمة للعالم لا يوجد مستحيل ولا يأس دام التوكل على الله ثم الثقة بالنفس والاصرار والحياة جميلة رغم صعوباتها والظروف المتقلبة إلا تجعلنا نخوض تجارب عديدة، فلما نستسلم ونسمح للاحباط والسلبية يسيطرون مدام كل مر سيمر وإلى كل شخص عيش حياتك ولا تسمح للظروف أن تهدمك وتحطم جمالك الداخلي، ولا تلقي اللوم على من حولك وتتخذ ظروفك ومجتمعك حجة، خلقك الله لتعمر الارض وتزيدها جمال اكدح وأتعب وحاول ستكون ما تريد والقمة تتسع للجميع ولا مستحيل مع الارادة أسعى أن تكون أفضل حتى لا تندم وتتألم،
وهذه قصتي وأتمنى أن تنتشر في جميع أنحاء العالم وأصبح سيدة أعمال يشار إليها بالبنان ومثال يحتذا به سعيدة وفخورة بأنني من أحد الشخصيات السعودية، حصلت على لقب أول منسقة ورود سعودية كفيفة بصر ومدرب معتمد في تنسيق الورود وإن شاء الله أصدر كتاب وأقول للعالم تميزي باعاقتي كف بصري جعل مني رائدة أعمال وشخصية قوية ومبدعة وملهمة واسم لامع ورفرف في سماء بلادي
انتظروا المزيد لازلت في البدايات.
*شكراً لك لقبول للقائنا وللحديث الشيق معك و سعيده جداً لحوارك الذي الهمتني لكتابي القادم أن يكون مدعم بكتاب صوتي إن شاء الله، فعلاً سعيده وفخورة بك وأتمنى لك دوام التوفيق والنجاح ، ختاماً نود أن تضيفي لنا كلمتك الأخيرة لصحيفة وهج الإلكترونية وللقراء الاعزاء؟
_ شكراً لصحيفة وهج وجميع القائمين عليها منحتني فرصة أسطر حروف قصة مأرب وحكاية ورد، شكر خاص لقراء هذا المقال أتمنى نال إعجابكم ولامس مشاعركم وأمددكم بطاقة إيجابية وسعادة وأضاف لكم جرعة من الامل والتفاؤل، أتشرف بكل من قراء ودعا لي بالخير والتوفيق، ومن يرغب بزيارة متجري يسرني في مدينة الدمام حي الدكاترة او إضافتي على تويتر وانستقرام.