دعونا نتحدَّث الآن عن فيروسات العلاقة:
1⃣فايروس العصبية:
أي علاقة فيها طرف عصبي، فالعصبية فيروس، العصبي يُحرق خطوط الرجعة، العصبية الزائدة إشكالية ضخمة.
-النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لاتغضب”، لاتغضب
أيُّها العصبي:
“اغضب لمدة معدودة، وشدة محدودة”، ولاتجاوز الحق، لاتظلم، لاتطغى، لاتكن كثير الغضب والعصبية لأنها تخرم جدار العلاقة.
2⃣ فايروس الحساسية :
نحن نسميه: “الزعول” الذي يتسخط ، أيها الحساسون إنكم تؤذون أنفسكم قبل غيركم، إنكم مزعجون لغيركم، محرقون لأنفسكم.
-حساس كل شيء يسخطه، لماذا لم يكلمني ؟، لماذا لم ينظر إليَّ ؟، لماذا لم يفعل ؟
-مشكلة الحساس ياكرام:
أنه يطالبك أن تفعل معه مثلما فعل معك، بمعنى:
– أنا زرتك لماذا لم تزورني؟
-أنا حضرت عرس ابنك لماذا لم تحضر عرس ابني؟ .
-أنا أتصل عليه لماذا هو لم يتصل عليّ ؟
أنا.. أنا… أنا….
فيطالب الآخرين بما يفعله هو، وبالتالي يَتْعب، ويُتْعِب. الحساسية شرخٌ في العلاقة.
3⃣كثرة اللوم هذا فايروس:
أول مايأتي الزوج تستقبله الزوجة بكمية كبيرة من التذمر، واللوم.
اللوم ياكرام مثل الرائحة الكريهة يُفْسد أجواء العلاقة.
الإنسان لايحب أن يجلس مع واحد كثير اللوم، يلومه على كل صغيرة و كبيرة.
هذه الفيروسات إذا اجتمعت تكون فتاكة طبعًا.
نحن نتحدَّث عن وجود واحدة منها يكون مشكلة، فما بالك إذا اجتمعت الثلاثة.
4⃣من الفيروسات الشك:
إذا تشك ففي المقابل لا تستمر أي علاقة تُبْنَى على شك ؟
والشك نوعان:
1/شك مرضي، هذا له علاج عند المختصين. يشك في كل شيء ، يشك في الحنفيات ما تسكرت ، الأبواب، الوضوء عنده وسواس، يشك أيضًا في المقابل في زوجته، في أبنائه، في أخته، في صديقه، فهذا يحتاج إلى علاج.
2/شك عرضي:
يبدأ يشك قليلًا، يبحث عن الجوال، يحاول يتتبع أخبارك، هذا الشك إذا كان من الغيرة ، فالغيرة نوعان: محمودة، ومذمومة، فلينتبه الشكاكون.
هذا على مستوى الشك.
5⃣ فايروس سوء الظن:
أي علاقة يدخل فيها سوء ظن:
-أنا أسيء ظني في مديري.
-مديري يسيء ظنه في الموظفين.
-أنا أسيء الظن في الطلاب.
-المرشد الطلابي يسيء الظن في طلابه.
“تفسد العلاقة”
تفسد مباشرة الأب مع أبنائه، الزوج مع زوجته تفسد العلاقة. فالأصل في التعامل مع المسلمون حسن الظن، مالم يثبت عكسه.
إساءة الظن ياكرام تجوز من زاويتين:
1/ إذا وُجِدَت إمارات تدعو إلى سوءالظن .
الزاوية الأولى حسن الظن، لكن لو وجدت -بالمقابل- في الشخص الذي أمامي إمارات يمكن أن أسيء الظن فيه كما حدث في قصة يوسف عليه السلام عندما قال الله عزوجل:
” وجاءوا على قميصهِ بدمٍ كذب قال بل سولتْ لكم أنفسكمْ أمرًا فصبرٌ جميل” يوسف: 18
ظن فيهم ظن سوء لوجود علامات أنهم يكذبون، فهنا يجوز أن تسيءالظن.
2/ أيضًا في قصة يوسف. تسئ الظن ليس لوجود علامة، وإنما لسابق تجربة.
“يا أبانا إنَّ ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين* واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون* قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل” يوسف:81/ 82
لماذا أساء الظن بهم أبيهم ؟
لديهم سابقة، لذلك قال في تكملة الآية:
“عسى الله أن يأتيني بهم جميعًا” يوسف:82
إذاً هو ربطها بالأولى.
الإنسان الذي أمامي الأصل فيه حسن الظن، فإن وجدت إمارات ممكن أسيء الظن
-إذا وجدت سابق تجربة ممكن أسيء الظن، وإلا فالأصل في العلاقة هي حسن الظن.
6⃣من فيروسات العلاقات وهي أعظمها: “الكبر”
عرفه النبي صلى الله عليه وسلم، وقطع كل التعريفات:
“بَطر الحق، وغَمْط الناس”.
رد الحق، واحتقار الناس.
أيَّها الكرام: هذا الداء خفي جدًا لدرجة أنك لاتدري هل هو فيك أم لا؟
-لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة كبر، حبة خردل كبر.
-“ثلاثة لاينظر الله إليهم، ولا يكلمهم، ولايزكيهم، ولهم عذاب عظيم، وذكر منهم عائل مستكبر”
-احْتَجَّتِ النار على الجنة قالت: “لايدخلني إلا المتكبرون”
الكبر ياجماعة أول ذنب عصي الله به في السماء: ” إلا إبليس أبى واستكبر” البقرة: 34
بقلم / عزيزة الشهري