شخصنة الأمور و إدعاء المثالية و سوء الظن مرض يقتل كل شيء جميل داخل صاحبه ، ويوغل في الصدر الكبر و الأنانية وسوء تقدير الآخرين..
فمتى كان التقليل من احترام الآخرين قوة وفرد عضلات ؟! بل كيف يتوقع المهاجم أن يرى شكله عندما تعكس المرآة وجهه ويزداد غماً على غم ..
لجميعنا فصولٌ أربع تشبه إلى حدٍ ما فصول السنة في دفء العائلة شتاءً و المتعة والسياحة صيفاً، و تساقط الأشخاص بالمواقف من الحسبان ، كَمَا تتساقط أوراق الشجر خريفاً و تبتهج الورود حباً بالإهتمام ربيعاً..
ويبقى فصلاً خامساً يتوارى عن الوعي في العقول ويتسلل للأرواح، فيملائها إما بالأمل و اليقين أو يشوهها باليأس والشعور بالنقص ..
إسقاط مافي داخلنا على الآخرين لا ينبع إلا من قلة وعي وعدم دراية فكيف الحال إذا كان من يتعالى على الناس من فئة المتعلمين و المثقفين فليست من المروءة أن نتهم الثقافة بالكبر و الفوقية ؛ بسبب من أساء لبس رداء العلم والثقافة، ولم يتشربه فكراً و منطقاً ..
عندما تتعاظم العقول – في نظر أصحابها – بالعلم والمعرفة، وتتجاهل قول الله سبحانه وتعالى :﴿ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ وَفَوقَ كُلِّ ذي عِلمٍ عَليمٌ﴾
يوسف: ٧٦
فماذا ينفعها من علمها ؟! إن لم يهذب الروح والعقل والفكر، والعلم النافع يحسن من أخلاق صاحبه ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة كيف لا و خُلقه القرآن الكريم..
عندما يتشدق أحدهم بحفظه للقرآن الكريم وهو لا يظهر في سلوكه فاعلم أنه لم يتعلم ولم يصل إلى قلبه، إذاً لا تخبر أحداً كم تحفظ من القرآن الكريم ولكن أظهر أثره في تعاملك معهم..
الفصل الخامس يظهر شيئاً فشيء في أمور حياتنا وينبع من دواخلنا، فلماذا لا نضعه تحت المجهر و نصلح من أنفسنا وندع الخلق للخالق فلن نحاسب عن غيرنا و لن يشفعوا لنا إن أخطأنا ..
بقلم : وفاء العتيبي 🕊️