تسللتْ نظرةٌ من بين هطيلِ دموعِها وسنابلِ أهدابها.. إلى ذاك الجسد المكفنِ بلا حراك .. خُيل لها أن نفسًا ما يتردد في صدره..
صدى صوتٍ غارقٌ في البعد ترامى إلى سمعها: اشتقتُ لك بنيتي لاتغيبي عني..
أجابتْ: جئتُكَ أبي و لن أترككَ..
حُملتِ الجنازة.. صلُّوا عليها ودفنتْ.. عادوا وهي تردد:
ها أنذا أبي.. بين يديك..
نظروا فإذا الجسد المدجج بالبياض على الأرض أمامهم..
صُعقوا..
من دفنوا إذن؟
أجابت البنية: شوقُه لي أوسعُ من لحدٍ ضيق.. فاختار برزخَهُ هنا..
مالبثتْ أن استيقظت من وَسنٍ فزِعة.. بحثت عنه
و أدركتْ أنه..
رحلْ
د. فاطمة عاشور 💜