تروق لي الفنون الجميلة بكل أنواعها ، فتبهرني بتعدد ألوانها وانسجام أطيافها ، تجعلني كفراشة انتقل من لون إلى لون . تارة اتراقص على أنغام الموسيقى وتارة أتباهى بأبيات الشعر و كلمات النثر .. وبين الفينة والأخرى اتلألأ كنجمة بين آلاف النجوم مرتسمة على لوحة فنية بريشة سحرية تنقلني من عالم الفوضى إلى عالم التشكيل والتنظيم حتى انسجمت روحي معه فأصبح يشبهني أو أنا التي تأثرت به ، لتتبلور شخصيتي الجديدة .
سأكتب لكم عن هذا العالم الخفي قليلًا ؛لعلني استطيع وصف مابه والبوح باليسير من أسراره .
إنه عالم الهدوء والراحة من كل شوائب الحياة، حيث الصفاء والنقاء .. لا يوجد في هذا العالم إلا انعكاس شعاع الشمس على جداول الماء وأصوات الطبيعة تملأ المكان .. أما رائحة الرمل مع نزول الأمطار فهو عطر يفوق كل العطور .. على مر العصور .. وروحي تختبئ بين كل هذه السطور .. الروح .. نعم الروح ، الشيء الذي يشعر بكل شيء ولكن لانستطيع أن نحدد مكانه في الجسد فهو شيء مبهم .. تمتلك هذه الروح سر الحياة وبشكلٍ خفي تتقن فن الاختباء الذي طالما سحرني بل أبهرني هذا الإعجاز .. سبحان الله..
كل الفنون جميلة ولكن يتسيدها فن الاختباء و تكمن قوته في الغموض الواضح .. والحضور الصامت ..
كل صمت يضفي على النفس الوقار .. و الجمال الحقيقي يختبئ خلف الستار ..
ومضات مشعة:
خبئوا أشيائكم الجميلة فالحياة مليئة بالمفاجآت ، ودثروها بالدعوات .. فلكل مستودع ربٌ حافظ ..
بقلم : وفاء العتيبي