سَلّم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية
بمساعدة مصر والأردن والأوربيين..
هولوكوست الفلسطينيين بغزة أسوأ مما فعلته المانيا باليهود.
إنعكاسات الإبادة ألتي تُشرف عليها بغزة لا يحتملها مستقبل إسرائيل.
أنصحك بصدق:
طوال فترات حكمك المختلفة لإسرائيل، لم تَصُب جام غضبك وقنابل جيشك الحارقة إلاّ على شعب فلسطين المدني الأعزل الذي لا يمتلك أغلبه سكيناً تصلح لتقطيع البصل، وهذا عار سيلاحق إسرائيل فيما بقي من عمرها.
الرئيس بنيامين، إن إحراقك للفلسطينيين حالياً بغزة سيوثقه التاريخ، بل هو تاريخ أسود لن يستطيع طمسه المنتصرين والجبابرة الذين سمحوا لك بارتكاب هذه المذابح. إن هذه المحرقة التي تُشرف عليها بنفسك بغزة، ونحن نعيش في عام 2023، هي أفضع بكثير مما فعلته ألمانيا باليهود حرقاً، بل أنها بغزة جرائم مرعبة وغير مسبوقة، تفوق فضاعتها ومشاهدها كل ما أرتكبه هتلر بحق العالم واليهود، وسنرى لاحقاً صور تلك الفضائع والمقابر الجماعية والمشاهد الرهيبة بغزة.
إن ما تفعله كرئيس لوزراء إسرائيل وقائداً لجيشها، من إبادة لشعب غزة، وصمة عار سترتبط بإسمك وبإسرائيل ما بقيت الحياة كما أرتبطت جرائم النازية بمنفذها المجرم هتلر وبدولته المتعجرفة التي تدفع لكم التعويضات حتى اليوم تكفيراً لماضيها ولم تغفروا لها!، فلا تستبعد بنيامين ومن سيأتون من بعدك أن تجد إسرائيل نفسها ولو بعد حين مضطرة للتكفير عن خطاياها وجرائمها ضد الإنسان الفلسطيني، وتطلب العفو من الفلسطينيين الذين تحرقون اليوم آباءهم في المستشفيات والطرقات وتحت سقوف منازلهم بغزة. لا تستبعد ذلك أبداً بنيامين، وتذكر أنكم كنتم في المنافي مستضعفين بلا نصير وبلا دولة وتقتلون بلا رحمة في محرقة رهيبة كما تفعلون أنتم اليوم بإنسان غزة ولكن ببشاعة أشد،يشهد عليها العالم بأكمله وأمام أعينه، وتوثقها عدسات قنواته الإعلامية بكل لغات الأرض، وقد تفعلونها أيضاً بالضفة الغربية، المؤشرات سيئة.
لك ناصح صادق، أوقفوا هذه المجازر الرهيبة ضد الفلسطينيين، وسلّموا قطاع غزة عاجلاً بكل من فيها حتى من بقي من حماس للسلطة الوطنية الفلسطينية وقد تقبل مصر بأن تكون ضامناً للإتفاق، والأردن مساعداً، صدقني مستر بنيامين، بالتحليل وقراءة التاريخ القريب أنه سيكون لمذابح #غزة إرتدادات خطيرة خارج أي تصور ضدكم وضد حلفاءكم الداعمين لكم، فضعوا في إعتباركم بإسرائيل إحتمال أن يتخلى عنكم بعضهم خاصة الفاعلين، إما لصعوبة حدث قادم غير متوقع، أو لقناعتهم أن دعمهم المفتوح والمجاني لكم أصبح وبالاً عليهم.
تصوروا ان يتراجع نصف الدعم الغربي عنكم مستقبلاً، لك أن تتخيل بنيامين وضع دولة إسرائيل حينها، قد تجدها أو حفيدك خالية من السكان الذين سيغادرونها. هذا السيناريو غير مستبعد، بدليل أن عملية طوفان الأقصى على محدوديتها فاجأتكم والعالم، ولم تستطيعوا مواجهتها بمفردكم دون دخول الولايات المتحدة وأوروبا وعموم حلف الناتو إلى جانبكم فوراً بالسلاح والمال والسياسة والمعلومات، وغداً قد لا يكون أهم هؤلاء معكم.
إن حماس ياسيد بيبي، ليست هي قضية فلسطين وليست هي فلسطين ولا تمثل غير نفسها وفكرها ومن يشغلها، حتى العاملين معها مجرد موظفين يتقاضون مرتبات شهرية لا تمتلكها حماس بل تُعطى لها، والجميع يعلم وأنت تعلم أنها صنيعتكم وبرغبتكم قامت لشق الصف الفلسطيني، ومنع قيام دولة فلسطينية، وقد نجحت حماس في لعب دورها الذي يخدمكم، ثم أختطفتها منكم ثورة إيران وربطتها بالإرهابي قاسم سليماني لهيمن الحرس الثوري على سياساتها وقرارها وعملياتها الميدانية والقيام بتدريبها وتسليحها أمام أعينكم، وأنت كرئيس وزراء كنت بنفسك إلى ماقبل 7 أكتوبر 2023 تستقبل من دولة عربية مبلغاً شهرياً قِيل أنه 20 مليون دولاراً ، ليقوم مكتبك بنقله وتسليمه لقادة حماس مباشرة.
منظمة حماس يا قادة إسرائيل لم تعد هي القضية، فقد أنتهى دورها بالنسبة لكم والدليل ملاحقتكم اليوم لعناصرها المسلحة بأنفاق غزة في المعركة الأخيرة، ولو كنتم سابقاً تريدون غيابها كتنظيم مسلح منشق هدفه منع قيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل لفعلتم ذلك ببساطة، كيف لا وقد أستطعتم الحصول على خرائط مفاعل تموز العراقي ودمرتموه في بداية الحرب العراقية الإيرانية، وقطعتم ألف ميل لتصلوا إلى مكتب قائد الإنتفاضة الأولى أبو جهاد “خليل الوزير” في جوف الليل وأغتلتموه بعملية كبيرة أمتدت من منتصف سماء وسطح البحر المتوسط إلى وسط دول شمال إفريقيا.
وما تصفيتكم لبعض قادة حماس إلاّ لخروجهم على قواعد الإشتباك المتفق عليها فيما بينكم، لم يكونوا بذكاء ودناءة المجرم حسن نصر الله الذي يلتزم حتى الآن معكم بحذافير تلك القواعد لينجو بنفسه في مخبئه من ملاحقتكم.
أنصحك مرة أخرى بإيقاف الحرب فوراً على غزة وكبح جماح المستوطنين بالضفة، وعندها قد تغفي إسرائيل نفسها من تبعات إنتقامية مخيفة قادمة، يُتوقع أن يقوم بها من بقي من الأطفال الأيتام بغزة الذين أحرقتم آباءهم وأمهاتهم وإخوتهم ودمرتم مساكنهم وقتلتم حتى الأمل في نفوسهم البريئة، تذكّر مستر بنيامين أن المجازر التي ترتكبونها الآن بغزة هي إنتقامية من جانبكم ضد شعب أعزل بريء ومحاصر لم يفعل لكم أي شيء وفقد كل شيء، وهو يطالبكم فقط كسلطة حصار وأحتلال، فتح قنوات الماء والكهرباء ووقف قصفه بالقنابل.
الإنتقام يولد ماهو أشد منه مستر بنيامين.. فلا تستمع لنصائح أمريكا والمانيا بعدم إيقاف الحرب، وتذكر أنهم هناك بعيداً وليسوا معنا هنا بالشرق العربي أو الأوسط..
عبدالله غانم القحطاني
مختص دراسات أمنية واستراتيجية