الإعلامي القدير يحي الشبرقي ضيفاً في زاوية حديث المشاهير.
أعدته الإعلامية /حبيبه أحمد سليمان
*عرِّف متابعين صحيفة وهج الإلكترونية بنفسك.
يحي محمد عبدالله الشبرقي بكالريوس تاريخ، وحضارة ،ماجستير إعلام، عضو هيئة الصحافة السعودية،عضو اتحاد الإعلاميين العرب، حصلت على عدة أوسمة، وشهادات محلية، وعالمية،حاورت نجوم الرياضة، والفن، والسياسة، والإدارة، والاقتصاد..الخ على مدى 36 سنة، وبصدد اصدار كتاب عن بعضهم تحت إسم(أسماء لا تموت).
بدأت الإعلام في التلفزيون متعاوناً، وأنا طالباً في أولى ثانوي، أثر احتفال كنت أقدم فقراته فأشار راعي الحفل رحمه الله الأديب الأريب الإعلامي الشيخ محمد عبده يماني على التلفزيون بالاستفادة مني، فكانت البداية ثم الاذاعة، ولكن أخذتني الصحافة فعملت للبلاد وعكاظ، والمدينة، والندوة،والوطن، والجزيرة، والرياض التي إستقلت منها مؤخراً، ثم تفرغت لمكتب الاستشارات الاعلامية، والتأليف، وكتابة المقالة، والمحاضرات، والتحليل، والحديث عبر القنوات في السياسة، والسياحة، والحضارة، والتاريخ، والتنمية، والإدارة.
*ما هي العوامل التي ساعدتك في النجاح وبالتحديد في المجال الصحفي؟
إن من أهم العوامل التي ساعدتني في النجاح وبالذات في المجال الصحفي التي من الممكن لأي شخص العمل بها بغض النظر عن دينه، وعرقه، وفكره، ومن أهم هذه الوسائل هي توفر الموهبة، والميول، والرغبات فالدراسة، وحدها لا تكفي دون وجود دافع للعمل بهذه المهنة، ثم الإخلاص في العمل، والإلتزام بقواعد المهنة وما يؤدي إلى البناء المجتمعي لا الهدم، القراءة، والثقافة فالصحفي الذي لا يقرأ فيساوي صفراً،أما ماذا أقرأ! فليقرأ كل ما وقعت عليه عينه، في الطب، والهندسة والصحافة والفصاحة، والأدب والاقتصاد والرياضة...إلخ
بحكم أنه سيدخل ويغطي مؤتمرات، وندوات، ولقاءات متنوعة،ثم تطوير الذات إما عن طريق دورات، أو الالتحاق بمعاهد التدري، أو حتى ذاتياً،ومحاولة اكتساب الجديد من مهارات مفيدة تثري عمل الصحفي، كالبرمجة، والتصوير، وتعلم لغات جديدة، وأخيراً التواضع، والأخلاق الحميدة لإسهامها بكل تأكيد في خدمة بناء العلاقات العامة.
*كيف توازن بين عملك وأسرتك؟
في البداية أود أن أقول إن الهواة خدموا الصحافة بما يوازي المتفرغين لها إن لم يكن أكثر، ومثالاً على ذلك د/هاشم عبد الهاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ الذي كان يُدَرِّس في الصباح في جامعة الملك عبدالعزيز ومن ثم يذهب عصراً للصحيفة،والجدير بالذكر هنا أن مهنة الصحافة ليس لها وقتٍ محدد وطبيعة الموازنة تختلف بطبيعة العمل فمثلاً طبيعة عمل المحرر غير طبيعة عمل رئيس التحرير، وهذا جعلني أقول أن التوازن هذا بركةً من الله سبحانه وتعالي، والصحفي مثل أي شخص يستطيع أن يصنع التوازن بين عمله وأسرته.
*برأيك ما مدى تطور الإعلام السعودي في هذه الحقبة ؟
بكل تأكيد تطورت الصحافة السعودية بشكل خاص والإعلام السعودي بشكل عام بشكل كبير جداً،فلقد كانت الصحافة صحافة أفراد ثم تحولت لصحافة مؤسسات مما أحدث طفرة كبيرة،وتعددت الإذاعات من إذاعة واحدة إلى ست إذاعات غير زيادة ساعات البث التي تصل الآن إلى أربعٍ وعشرين ساعة، والتلفزيون بعد أن كان قناة واحدة فقط وقد تغطي إقليماً معيناً وتقتصر على عدد معين من الأخبار أصبح الآن يمتلك عدة قنوات منها الحكومية ومنها الخاصة كروتانا و Mbcوهذا في حد ذاتها إنجاز كبير، غير الحرية التي تميز بها الإعلام السعودي في الفترة الأخيرة عن الفترة الأولى وهذه النقطة بحد ذاتها إنجازٌ كبير.
*من وجهة نظرك ما الدرجة المستحقة للتلفزيون العربي في الوقت الراهن من خمسة ؟
بدايةً أود أن أقول أن التلفزيون العربي حصل على نقلة نوعية في الفترة الأخيرة فأصبح منافس للتلفزيونات الأخرى،وحصل أيضاً على الاستثمار في إنشاء القنوات الخاصة مما أضفى تنميةً مختلفة من نوعها على التلفزيون العربي، لكني أستطيع أن أعطيه أن 3.75 من 5.
*بصفتك كنت معد لبعض برامج التلفزيون لفترة معينة، أخبرنا ماذا أضفت عليك هذه التجربة؟
دخلت للتلفزيون كمندوب متعاوناً غير متفرغاً كغيري في ذلك الوقت أغطي مناسبات وأحداث أو أعمل لقاءات او أجري حوارات أو إعداد الرسائل التلفزيونية البسيطة ثم ارادوا نقلي الى اذاعة الاخبار بعد أن إنطبقت علي معايير المذيع في ذلك الوقت التي يشترطها التلفزيون مثل القبول والهندام والطلاقة وغيرها لكنني سقطت في اختبارات استقامة اللسان وسلامة اللغة رغم انهم اجروا لي سبع اختبارات ولذلك لم أرتقي لهذا الشرف أم الإعداد فهذا كان شيء مبكراً على سني في ذلك الوقت، ولَم تتعدى إعداد الحوارات أو الرياضة فقط.
*ماذا أضفت عليك تجربة الصحافة؟
علمتني الصحافة:تنظيم الوقت، الترقي، المثابرة،المنافسة، التنوع في القراءة، تكوين صداقات وعلاقات،وحب الناس،والتواضع، والبعد عن الغرور ،متابعة الأحداث أولاً بأول،غير أنها تركت لي ذكريات جميلة،و مشروع أعمل عليه الآن بصدد الظهور وهو كتاب (أسماء لا تموت)،تركت لي اللمسة التاريخية،والإلمام بالاحداث وتسلسلها،وتركت لي أن أكون طالباً يتعلم من خبراء أمثال (د/ محمد الفال و تركي السديري و هاشم عبدالهاشم و د/عبدالعزيز النهاري وعبدالله المناع وفوزي الخياط وناصر الشهري وغيرهم) ،زرعت لي أصدقاء في كافة الأقطار والأمصار العربية وغير العربية.
*برأيك هل الصحافة المطبوعة أصبحت فعلاً عزيز قومٍ ذل؟
الحياة من طبيعتها أن فيها تسارع في كلِّ شيءٍ وفي كلِّ العلوم،ولا شك أن هناك بعض العوامل والتطورات كان لها أثراً كبيراً على الصحافة المطبوعة لعل من أهمها ظهور الصحافة والمنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً تويتر الذي اعتبره أثر في الصحافة بشكل كبير،الذي يُعتبر مجلة متنوعة بين السياسة والاقتصاد والفن والكثير من المجالات ، ومما لا شك فيه أن هذا الموقع أثر كبيراً على الصحافة بنوعيها الإلكترونية والمطبوعة فهو كان بمثابة الضربة الموجعة ،وعلى الصحافة اتخاذ عدة طرق للخروج من هذا المأزق الكبير لعل من أهمها عدم التركيز على نقل الخبر مجرد النقل بل عليها أن تتجاوز الخبر إلى ما وراء ،إنه من الواضح أن الصحافة المطبوعة لم يتم الاستغناء عنها حتى الآن فهي مازالت تُطبع وما زال لديها نكهة خاصة خصوصاً لمن عاصرها في أوج انتشارها وبالدليل على ذلك أن الصحافة المطبوعة لم تقفل أبوابها وما زالت تطبع الأعداد إلى الآن ولكن الجدير بالذكر أن قيام الصحف الورقية بعمل المواقع الالكترونية هذا في حد ذاتها خطوة جيدة ستثري الصحافة بكلِّ تأكيد.
*ماذا الذي ينقص الإعلام العربي في الوقت الراهن؟
أود أن أقول بدايةً أن الإعلام العربي يملك المتخصصين والكوادر والعقول، ولكن ينقصه المزيد من الاستثمارات، وضخ الأموال خاصة في أشكاله الجديدة كالفضائيات، وهو بحاجة أيضاً لاستقطاب العقول والمواهب من كافة المجالات عموماً والإعلام خصوصاً .
ويحتاج الإعلام العربي إلى مجالس و هيئات استشارية تضم خبراء يصنعون للإعلام خطط استراتيجية تراجع محتواه دائماً وتضع خطط، وأهداف مرحلية مستقبلية للارتقاء بما يقدمه وبما يجعله مواكباً للعصر بحكم أن الاعلام أصبح صناعة .
*بالتأكيد تعلم فيروس كورونا ذاك الوباء الذي يجتاح العالم الآن ، وبصفتك إعلامي ، ما الذي يجب على الإعلام فعله لمواجهة هذا الوباء؟
على الإعلام أن يعمل على الثلاث الاتجاهات التالية وهما الإخبارية والتثقيفية و التوعية وإنني أرى إن الإعلام في الوقت الراهن يواجه فعلاً ذلك الوباء بتفعيل تلك الاتجاهات في وسائله كافة فهو يرصد جميع الأخبار عن المرض سواء الأعداد المصابة وذلك بالإحصائيات والرسوم البيانية أو أخبار المراكز و الأبحاث العلمية التي تقوم عمل لقاحات معالجة، أو مصل مضاد ، أما من جهة التوعية فوسائل الإعلام لجأت إلى استضافة الأطباء والمختصين لتوعية الناس بهذا المرض، كما لجأت الوسائل أيضاً إلى نشر إعلانات التوعية في كافة الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة، كما عملت وسائل الإعلام على زيادة الناس ثقافياً بكيفية التعامل مع الأمراض ليس فقط وباء كورونا، وإنما الأوبئة الأخرى أيضاً، وهذا عامل مهم جداً لأن انتقال الفيروس من الصين إلى العالم بأسره سببه الأول والأخير هو عدم دراية الناس الكاملة بكيفية التعامل مع الأوبئة.
*وجه نصيحة للإعلاميين ؟
أن لا يأخذ مهنة الإعلام سلم للوصول للأغراض الشخصية،رفع المستوى التعليمي والعلمي كلما رفع المستوى العلمي وحصل على شهادات عليا كل ما كان أفضل، أما نصيحتي الذهبية للإعلاميين والصحفيين هي القراءة ثم القراءة ثم القراءة لأن صحفي بلا قراءة يساوي أداء ضعيف.
*بصفتك تمارس الآن الاستشارات الإعلامية ، حدثنا قليلاً عن أهم الصعوبات التي واجهتك في هذا العمل ، ومن وجهة نظرك متى يكون الإعلامي قادر على تقديم الاستشارات؟
في البداية أريد أن أقول أن من يصبح قادر على تقديم الاستشارات في مجال الإعلام، هم الحاصلين على دراسات عليا، وتعليم عالي، وأيضاً أصحاب العمر الطويل في المجال وهم من يطلق عليهم أصحاب الخبرة، فهم يستطيعون تقديم استشارات في حالة فتح وسيلة إعلامية جديدة، أو انقاذ إحدى الوسائل من الانهيار .
أما بالنسبة للصعوبات فإن أهم الصعوبات التي تواجهنا دائماً، حينما يأتي رجل أعمال يريد فتح وسيلة إعلامية، وهو غير مثقف أو متعلم تعليم كافي، وهدفه الأساسي من فتحها هو الربح فقط، وهنا نلجأ إلى تأسيس مجلس استشاري يضع الاستراتيجيات، والأهداف التي تضمن ثراء المحتوى، والربح في نفس الوقت، وتتم المداولات بين المستشارين، وبين صاحب المشروع حتى نصل للشكل النهائي الذي يضمن ثراء الإعلام.
*الإعلام جزءٌ هام في التأثير على التاريخ، فبرأيك كيف يسهم الإعلام في تعزيز التاريخ؟
الإعلام يُسهم في تعزيز التاريخ خاصة إذا كان يتمتع بقدرٍ من الحرية كبير،فالإعلام مصدر للتاريخ، فمثلاً بالتطبيق على الصحافة التي تسجل الأحداث باليوم، وبالساعة، وتكتب ما وراء الكواليس، تجعلنا نستطيع الرجوع لتلك الأحداث في وقت وحين.
*وجه كلمة لصحيفة وهج الإلكترونية.
وهج الإلكترونية مولودٌ جديد، فأتمنى أن تكون رابط جيد بين القراء وأن تحتوي جميع الميول والرغبات ليجدوا فيها ضالتهم، وأن تتوفر فيها جميع الرغبات والمجالات من سياسة وإقتصاد وترفيه وفن وغيرها، وأن تصبح بتعاون الأسرة الوهجية رقماً مهماً في الإعلام السعودي والعربي.