* عبدالمحسن محمد الحارثي*
مِنْ مُرادفات الحِقْد :( الضغينة - النِقْمَة- الغِل- الحسد- الغيرة) ، وهو شعور إنساني بالكراهية ؛ لسبب مُعيَّن ، يدفع صاحبهُ إلى الرغبة في الانتقام.
هؤلاءِ الحاقدين .. مَنْ وراؤُهُم؟ وهل الحِقد من أجل الحِقد ، أمْ أنَّ لهُ أسباب ومواقف حياتية سابقة؟!
إنها أمراضُ القلوب ، قد تكون بسبب الغيرة ، أو الخُصومة بين النَّاس.
لا يخلو أي مُجتمع من الاحتكاك ، سواء كان ذلك الاحتكاك بصورة فردية ، أو جماعية ، لكن الأهم هُنا .. كيف يجتمعُ أطراف الشَّر؟!
على مستوى الأفراد والجماعات ، نجد الحِقد ومُشتقَّاته ، وهو في حُدود ضيِّقة ، ولا يُؤثِّر لا من بعيد ولا من قريب ، فمساحتهُ المكانية محدودة.
حينما يجتمعُ أطرافُ الشَّر ، في مكانٍ واحد ، وبأزمنة متقاربة ، وتحتَ مظلَّة الشرَّ الأكبر ، تحضنهم أرضٌ واحدة ، وهدفٌ واحد ، ومصير مُشترك ، ويتضللُون بظلِّ كبيرهم الذي صنع لهم آلات التعبير الحُر ، وبرمج ألسنتهم بالحِقد الدفين ، وعلَّمهم طُرُق التجسس ، التي تُضرم نار الكراهية أكثر ، وتُعمِّق الشتات والفُرْقة ، وتؤدِّي إلى الأذيَّة .
إنَّها فِرْقةُ الدوحة الإعلاميَّة ، فقد اجتمع فيها كُل أنفاس العفن الإعلامي ، التي تخدم الفِرق الأُخرى ، والتي وُلِدت بولادة قيصرية ، اعتمدت على المشرط والمِبرد.
اعتلى المشرط بُطون الفسق والدجل ، وانتهى المبرد باختيار الأنسب في نظرهم !
هذهِ العمليات الحسَّاسة لم تكن إلا بوجود الإمكانات ، وعندما تهيأت لها كُل عوامل الانحطاط والسفالة والانجرار وراء أوهام النذالة وبصمات اللؤوم والخساسة ، فكان لها طُعماً لجوعهم القلبي ، وارتواءاً لعطشهم النفسي.
لكن. ماذا بعد هذا الشَّبَع ؟ ! ما الذي سينالونه من جراء وظيفتهم الخسيسة ، وهل سيكون في الوجود من هو أفضل ممن حقدوا عليه؟!
الحِقد لا يعرف الحقيقة ، ولا يدلُّ بابها ، فما الذي يُريدُه الحاقِدون الآمرون بالحِقْد؟!
الانتقام أقصى ما يستطيعون تحقيقه ، وماذا بعد؟!
لا شيء.. هُم يعيشون حالة من الشيطنة مع أنفسهم ؛ لتحقيق أقصى هدف وهو الانتقام.
أعتقد أنَّ كُل ما فعلوه مُنتهاه الانتقام ، ولاشيء غير الانتقام ، فأي مستوى من الانتقام يُوقفهم عن هذه المغامرات؟!
بطبيعة الحال .. سيبقى الحال كما هو ، ومن المُحال تحقيق الانتقام الشافي لنفوسهم المريضة ؛ لأنَّ البقاء دوماً للمتسامحين ، وتلك طبيعة الأنبياء والمُرسلين!!