* التحرُّشُ الإيراني .. هل هُو مُقامرة أم مُغامرة؟!*
بقلم /عبدالمحسن محمد الحارثي
هل تهديد القطع البحرية الإيرانية المُسلَّحةالأخيرة ، للبارجة الحربية الأميركية ، والقُرب منها لمسافة حذفة الحصاة ، هل هي مُغامرة أم مُقامرة؟!
في عالم البِحار ، هناك قواعد أمنية ، وثوابت قانونية ، لا يُمكن تجاوزها ، إلا إذا كان هناك إتفاقاً مُسبقاً سريَّاً بين الشريكين ( الإيراني والأميركي) ، فإنْ كان ذاك ، فإنها أقرب للمُقامرةِ منها إلى المُغامرة.. وكما تعلمون أنَّ المُقامرة تكون بتوافق مُسبق ، ونِزالٍ مؤقّت ومُحدد.
أمَّا لو افترضنا الآخر ، وهو المُغامرة ، فإنَّ المُغامر الإيراني ، يعلم أنهُ سيتلقَّى الضربات الموجعة ، خاصَّة إنْ كان هذا المُغامر بيته من زُجاج ، ولكن .. أحياناً المُغامر يخرج على القانون في حالةٍ واحدة ، وهي إنْ كانت مُغامرته فِراراً من البيت الإيراني ، وعادةً ما يكون المُغامر يُغامر بلا هدف ، حينها .. سيواجه مصيراً غير معروف ، لكنهُ مُؤلم.
الخُبثاء يخونون أنفسهُم بأنفسِهم ، ودائماً ما تكون خِدعة أفضل المُتآمرين، أنها تُسيئ إلى صاحبها ، ومكونات الخُبث ، هي ( لُؤم + كَذِب+ خِسَّة) ، فمن كافأ النَّاس بالمكر ؛ كافأُوهُ بالغدر، كما قال عُمر المُختار.
يُفشون بينهُم العداوة والبُغض ، وقُلوبهم وعقولهم وأفعالهم توحي بغير ذلك ، لكنها المصالح في أقبحِ صُورها.
قال تعالى:( وإنْ يُريدوا أنْ يخدعوك فإنَّ حسبكَ اللهُ )، حسبي الله ونِعم الوكيل ، في كُل من يُبطن العداوة ، ويُظهر المراوغات السياسية ، لأهداف بعيدة المدى ، لكنَّنا .. نحسبهم كذلك ، ونحنُ لسنا غِر ، ونعلمُ ما تُوسوسُ به نفوسهم ، وإنَّا لهم راصدون.