***
بقلم : مباركة الزبيدي
ربما كثر الحديث عن الإبداع ومفاهيمه المختلفة في كل مكان ، ومعظمنا أصبح يرددها ويطلقها على أي عمل أو إنجاز ينال إعجابه أو يُلقب به صاحب ذلك العمل المنجز إذا نال على استحسانه ، وفي أحيان يطلقه بمفاهيمه المختلفة ويبادل فيما بينها الشخص نفسه على ذاته أو على أفعاله التي يرى أنها تستحق الثناء أو من باب دعم وتقدير الذات كما ينادي بذلك المختصون في مجال التنمية البشرية ومن في حكمهم .. وهؤلاء الداعمون لذواتهم هم نقطة تسليط الضوء في مقالتي هذا العدد ؛
أقول : لقد أنعم الله عليك يامن تصف ذاتك بالإبداع بنعم كثيرة أهمها : أهمها : نعمة الإيمان به ، ثم الثقة بالنفس ، حيث أن كثير من الناس يفتقدونهما أن النعم تدوم بشكرها أولاً ، بعد ذلك يأتِ دور المحافظة عليها ، وطريقة المحافظة تأخذ أشكالاً عديدة كإيصال إبداعاتك ومهاراتك بشكل علم نافع ، ومساعدة من يحتاج لك في أمر يتطلب الاستعانة بما تتمتع به من هذه المهارات .... الخ )، لأنك بذلك قد كسبت بإذن الله خيري الدنيا والآخرة ، وهذا أفضل بكثير من أن تكون لوحدك مكتفياً بإطلاق الألقاب على نفسك ، لأنك لو ظللت هكذا ، أو منتظراً العروض الباهضة لتختار منها ماتشاء فلن يعرفك أحد على أقل تقدير، أو يلمس إنتاجك لكي يقدم تلك العروض لشخصك الكريم ؛
قد يكون ما أثرته أعلاه غير مقنعاً للبعض ، لكنها الحقيقة التي يجب إدراكها ، فأنت عندما تطلق على نفسك الألقاب ، ويستعان بك ولا تجيب دائماُ إلا بثمن هنا ستظل تدور فقط حول ذاتك ولن يلتفت إليك أحد ، بينما لو بادرت لكل من يناديك مستشعراً شيئاً من مسؤوليتك الاجتماعية والأخوية تجاه محتاج لك ولعلمك وتوثق عملك ، وتخللت ذلك بعرض آخر مرتبط بما لديك من مهارات أخرى ، أو أن تعرض على من تقدم له الخدمة التسويق لك ، هنا قد كسبت الرهان ، ثقتك مجتمعك ومساعدته لك بنشر إبداعك ، وأيضاً زيادة في رصيدك فيما لو كنت لاتنتظر من يسوق أو يعرف بك ..
إذاً أقول لكل مبدع وكل صاحب ملكة أو مهارة : فنية ، علمية ، أدبية ، لغوية ، أن يجعل من نفسه مسؤولاً ويدرك معنى المسؤولية ، نغم أنت مبدع إذاً أنت مسؤول عن عما تملك ولمجتمعك وإخوتك من أبنائه حق عليك مما تملك من مواهب وقدرات ومن حقهم أن يحصلوا على بعضاً منها وليس كلها بالمجان ..
***
كاتبة وإعلامية سعودية