القِطارُ الإسرائيلي ، والسِكَّة الفلسطينيَّة!!
عبدالمحسن محمَّد الحارثي
عادةً ما تكون آفةُ القُوَّة ، هِي استضعاف الخصم.
إسرائيل تعمل ، والفلسطينيون يأملون !
هكذا الواقع اليوم .. سلسلةُ الفلسطينيين ليست قويَّة ؛ لأنَّ بِها حلقات ضعيفة.
يقول هيغل:( إذا كانَ الحقُّ للقوَّة ، فمن الحِكْمة ألَّا تكونَ ضعيفاًً).
الفلسطينيون يبحثُون عن السلام ، والسلام لا يكون بين طرفين غير متكافئين ، فالسلام بغير القُدرة على حمايته : استسلام!!
لنْ يحلَّ السلام الحقيقي بين العرب والإسرائيليين ، ما دامت إسرائيل لا تطلب السلام إلا لنفسها.
نحنُ العرب .. خُذِلْنا من أصحاب القضيَّة أكثر من مرَّة ، وما بعض العلاقات التي حدثت مع إسرائيل من بعض العرب ، إلَّا نتيجة للتشرذم الفلسطيني ، ولا زال الفلسطينيون يتحدَّثون عن السلام الدائِم.
ما دام القطارُ الإسرائيلي يتجدَّد ، ويحلم في التنقل ما بين النهر والبحر ، والسِكة الفلسطينيَّة بدون نقاط تفتيش ، فإنَّ القطار سيمُر بكل سُهُولة ، لذا إمَّا أنْ يكون لكم نقاطاً قويَّة تُوقف هذا القطار المُسيَّر ، وإلا دعوه يمُر ، ولا تحاولوا إيقافه بالكلام ، فزمنُ الكلام قد ولَّى ، فهو أسرع من أنْ تسبقوه!
سِلاحُ الضُعفاء الشكاية ، ونثْر اللَّوم على الغير ، فإمَّا أنْ تتَّحِدُوا ، وإلَّا أنْ تبقوا مُتفرجين على هذا القطار السريع ، دون أنْ توقِفُوه ، بل حلقاتكم الضعيفة ستنقطع ، وتبقى سلسلتكم شتات ، بين خُذْ وهات ، والعدو قد فات.
يقول ديجول:( من لا يستطيع كسب الحرب ، لا يستطيع صُنع السلام).
إذن.. عليكُم أيُّها الفلسطينيون التحرُّك بأسرع ما يُمكن ، فلِعبةُ الشطرنج قد بدأتْ ، فإنْ لم تُحافظوا على بقيَّة قِلاعكم ، فإنَّ مربعات الشطرنج ستشهدُ عليكُم بأنَّكًُم ، بدون تفكير عميق ، وتسطيحكم للقضيَّة الفلسطينية بالانفصال ؛ ستجعل منكم كبشاً ضالَّاً ومطحوناً تحت مجنزراتً القطار.
الجميع مع السلم ، ضِدَّ الحرب ، ومع الحرب ضِدَّ الذُلِّ.
لا تُريدون تطبيعاً ، وأنتم غير طبيعيين ، ولا تُريدون اتِّحاداً ، وأنتم مختلفين!
حَذارِ أنْ نُحلِّق بأجنحة أعدائنا ، وهذا الكلام موجَّة لكلا الأطراف ، لكننا نرى أنَّ قول الشاعر ينطبق عليكم:
احذرْ عدوَّك مرَّة ..... واحذر صديقك ألف مرَّة
فلرُبَّما انقلبَ الصديقُ ..... فصار أعلمَ بالمضرَّة.