محطات إيمانية لِتَهْذِيب النُّفُوسُ الْإِنْسَانِيَّةُ .
بِقَلَم .
أ . صفر بْنُ عاطي الْمَالِكِيّ
١٠ / ٩ / ١٤٤١
الصيام شعيرةٌ من الشعائر الإسلامية العظيمة، وعبادة من العبادات التي لها أكبرُ الأثرِ في حياة المسلم فالصوم مدرسةٌ إسلاميَّة عظيمة تُربِّي الإنسان بكلِّ مكوناته ومقوِّماته النفسيَّة والجسميَّة والروحيَّة والخلقيَّة والاجتماعيَّة تصفو فيه النفوس، وتقترب القلوب من خالقها .
وهي أشبهُ بمحطَّات على طريق الحياة يقفُ فيها الإنسان مباشرةً فيُناجي ربه ويدعوه فيتزوَّد بالتقوى والاستقامة، ويتغلَّب على أهوائه وشهواته .
قال تعالى في كتابه العزيز: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)
وقال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في ذلك: (الكَيِّسُ مَن دان نفسَه وعمِل لما بعدَ المَوتِ، والعاجِزُ مَن أتبَعَ نفسَه هواها وتمنَّى على اللهِ )
فالجهاز النفسي للإنسان لابُدَّ أن يكون متوازنًا حتَّى تسير الحياة سيرًا سويًّا .
لِيَكُن رَمَضَان هَذَا الْعَامِ وَكُلّ عَام مَحَطَّة إيمانية يُجَدِّد فِيهَا الْمُسْلَمُ التَّوْبَةَ وَالْإِيمَانَ بِاَللَّهِ وَالرُّجُوع إِلَيْهِ وَالِانْكِسَارِ بَيْنَ يَدَيْهِ .تَرْبِيَة لِلْإِرَادَة وَجِهَادٌ لِلنَّفْس بِالطَّاعَة وَالصَّبْرِ عَلَى الْعِبَادَةِ ليتذوق حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بنفحات رَمَضَان مستشعراً قَوْلِ اللَّهِ تعالى ؛ ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرهمْ بِغَيْرِ حِسَاب ) .
نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعِزَّ دِينِنَا الْإِسْلَام وَيَحْفَظ قَادَه الْبِلَاد وَيُدِيم عَلَى مملكتنا الْأَمْن وَالْأَمَان وَالصِّحَّة وَالسَّلَام .