رحم الله الأستاذ عبدالله بن محمد النفيسة وأسكنه فسيح جناته وعظم الله أجر أسرته ومحبيه ونحن منهم وما أكثرهم. ومعرفتي بالفقيد بدأ من ليلة الولادة فقد ولدنا في ليلة واحدة وبحكم قرابة والدتي حفظها الله له وكون والدته رحمها الله زوجة العم محمد فقد رضع كل واحد من أم الثاني وأصبحنا أخوة متحابين متقاربين وعشنا من تلك الايام في تواصل مستمر طوال أيام الطفولة والمراهقة والشباب حتى كبرنا وأصبحنا نلتقي باستمرار في إطار العائلة .
ويشهد الله أن عبدالله كان نبيلا شهما كريما متواضعا مبتسمًا هاشا باشا عطوفا كريما صاحب مواقف ايجابية مع الجميع وكان حمامة مسجد يسمع النداء فيترك كل مايشغله ويتجه للمسجد فجرا أو ظهرا عصرا أو مغربا أو عشاء ولهذا جاء الجيران يتحدثون عن مناقبه وجيرته منذ 28 سنة في حي النزهة حيث السمت والطيبة وحسن المعاملة ورقي الاخلاق .
هذا هو عبدالله بن محمد النفيسة رجل من جيل الاخيار الطاهرين الانقياء ومحل تقدير وحب كل من عرفه وتعامل معه .
أما على المستوى الوظيفي فقد شق طريقه في الامانة العامة لمجلس الوزراء وعمل مع أمنائها المعروفين عبدالله السلطان وعبدالعزيز السالم وعبدالرحمن السدحان والامير الدكتور عبدالرحمن بن محمد بن عياف وكان نعم الرجل الثقة الصامت الحكيم حتى وصل الى المرتبة الخامسة عشرة يحضر جلسات مجلس الوزارء ويوثق مايقال ويختزل المداولات حيث يجلس خلف الوزارء لابسا عقالًا بينما في حياته اليومية لا يلبس العقال ولا يرغب في الظهور ولا يتحدث نهائيا بل ربما الكثير ممن يعرفه لا يعلم أين يعمل أو ماهي طبيعة عمله فكان الخبير الاداري المحنك القريب من الامراء والوزراء متجها للعمل محافظا على أسراره قنوعا بواجباته المهنية ولم تكن الوظيفة مصدر إثراء ولم يستغل هذا القرب بالطلبات المادية بل كان صاحب رسالة وظيفية متمكنة بشكل احترافي موزون متزن .
مات عبدالله بن نفسية فجأة وهو بصحة جيدة وكان محافطا في أكله وبرنامجه ويمارس الرياضة ولم يكن يعاني من أمراض فقد أحس بكتمة في الصدر ونقل لمستشفى خاص في حي النزهة ولا نعلم عن الاجراءت الطبية التي قدمت له لكن هذا يومه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .
كان مقربا من الجميع ولكن يحضى بعلاقة جيدة مع أخي خالد المصيبيح ومع اللاعب والإداري السابق فهد بن محمد المصيبيح وقد كتب خالد كلمات أذكرها هنا (عدت الآن من مقبرة الشمال بعد الصلاة على الصديق الوفي والأخ عبدالله النفيسه تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته ..
عرفت ابومحمد منذ أكثر من ٤٣ سنه ترافقت معه مرارا حلا وترحالا فكان نعم الصديق والأخ الوفي بكل ماتحمله الكلمه من معنى …
رحل الرجل الطيب نقيا للسريره مبتسما دائما ذو معشر يحسد عليه …
خلال ٤٣ سنه وبما أن ( الرجال معادن ) فكان عبدالله يوزن ذهبا بحسن أخلاقه وطيبته المتناهيه وحبه للخير …
وبينما كنت ممن ( يهيل ) التراب على قبره لم أستطع كبح جماح دموعي وفاء وحبا لهذا الرجل الذي لم أرى منه طوال سنين عشتها معه الا كل محبة ووفاء وصدق مشاعر نابعة من قلبه الطيب …
رحم الله ابومحمد واسكنه فسيح جناته والهم محبيه الصبر والسلوان ….)
.لقد رأينا الرجال يبكون لفقد أبا محمد وكانت والدته قد ماتت قبل سنة وأربعة أشهر ورثيتها في جريدة الرياض وكانت نبع حنان أخذ منها عبدالله الطيبة والتواضع والنبل وكانت طفولتي في منزلهم أكثر من منزل والدتي قاضيا الوقت مع عبدالله وكانت من أجمل فترات حياتي .
لن تفي المقالات حق عبدالله في الثناء على خصائله الحميدة والناس شهود الله في أرضه لكن دعواتنا له بالرحمة والغفران ولأسرته بالصبر والسلوان ولزوجته الصابرة المحتسبة أم محمد وأبنائه محمد وأحمد وخالد وابنته سارة وشقيقته الصابرة المحتسبة وأخوانه عبدالرحمن وعبداللطيف ووالدتي وأهله وأسرته الكبيرة آل النفسية الكرام وأسرة آل الحمودي الكرام وجميع من عرفه وجمعنا الله معه في الجنة يارب وإنا لله وإنا إليه راجعون