( وطني لو شغلت بالخلد عنه * راودتني إليه في الخلد نفسي ) كلمات بسيطة تحمل أكبر المعاني فمن بين عيون الصقور و بين عزم الجبال يكمن مكاني في وطني المملكة العربية السعودية ، أرض العز و دار الفخر ، عندما يمر عليك يوم 23 من شهر سبتمبر فيجب أن تعرف أنه ليس يوم عادي أنه يوم الوطن ، يوم الفرسان ، نشعر في هذا اليوم بالتضحيات التي قدمها لنا الأجداد العظام ، ليصل لنا الوطن كما نراه باليوم ، كم كنت أتمنى لو أنهم أتموا لنا اختراع آلة الزمن لأرى بها رجال عزمهم كالجبال ، و أفئدتهم أصلب من الفولاذ و أطيب من الريحان .ليتني أسافر بين العصور لأرى ذلك الفارس المقدام يركب صهوة جواده ، ليحسم معركة العزة و الإباء ، يسترد ملك الأجداد و يحرر البلاد ،فارس يحيط به رجال قلائل العدد لكنهم عظيمو القوة و العزم أنه الفارس الحسام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود – رحمه الله – الذي حسم معركة الكرامة ثم تفرغ لمعركة البناء و الشهامة ، معركة التنمية و الرخاء .
و تمر الأيام ليظهر لنا فارس التعليم و التنوير ، الملك سعود بن عبد العزيز – رحمه الله – يخرج الناس من ظلام الجهل إلى نور العلوم فيفتح المدارس و الجامعات و يهتم بتعليم أبناء هذا الشعب العظيم ، ثم يُلقى الضوء على فارس جديد أنه الفيصل نعم الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله الذي جاء بالقول الفيصل ليفصل بين الفقر و الغنى و الجهل و التنوير أنه الملك الفارس الذي مد شبكة من الطرق و الطرق تحتضن وطني كالأم الحنون ، ومن بين الأسماء الخالدة يظهر لنا اسم الملك خالد رحمه الله الذي خلد اسمه في ذهن الشعب السعودي باهتمامه بالرخاء و البناء و النمو و الرخاء ففي عهده المجيد ازداد بفضل الله دخل البلاد ، و ظهر الرخاء على العباد ، و تضاعف عدد أبناء الوطن من المتعلمين و المثقفين ،وأصبحت الرياض درة عصماء ، و لا أجد كلمة مناسبة أقدم بها سيدي الملك فهد رحمه الله إلا اللقب الذي رضاه هو لنفسه ( خادم الحرمين الشرفين ) فقد اعتنى رحمه الله بتوسعة الحرمين الشريفين و عنى بهما عناية بالغة ليس هذا فحسب فهو صاحب فكرة بناء جسر يربط وطننا الحبيب بمملكة البحرين ، و من بين الفرسان فارس جسور متواضع أنه فارس الكرم و ملك السخاء الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود رحمه الله الرجل الذي اعتنى بالبعثات الخارجية ليستفيد أبناء الوطن من الخبرات الخارجية ، ثم تعود هذه البعثات لتبي مستقبل هذا الوطن .
و تمر الأيام لنصل إلى فارس الفرسان و بطل الأبطال ملك الحزم سيدى خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله ملك الحريات ، ملك الشباب الذي نادى بتمكين الشباب ودعا إلى الثقة بقدرات الجيل الجديد ، بل أعطى لهم الفرصة لرسم مستقبل ذلك الوطن العظيم ،و كما يقول العرب القدماء ( هذا الشبل من ذاك الأسد ) نعيش اليوم في ظل رؤية ثاقبة أنها رؤية 2030 التي أطلقها أمير الرؤية و صاحب الفكرة مولاي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله فارس الرؤية وواضع الخطة التي تعبر بالوطن إلى بر الأمان فبارك الله لنا في هذه الرؤية و حفظ صاحبها و جزاه الله عنا خير الجزاء .
الوطن أيها السادة أعز و أغلى ما يمتلك الأنسان ، وطني الحبيب أنت فخر لكل من اختاره الله ليعيش على أرضك الطيب ، دام شموخك يا وطني ، دام عزك يا سكني وداري ، فالمملكة هي لنا دار ، و أنعم بها من دار ، و عندما ينادي الجميع بأن نسمي اليوم 23 من شهر سبتمبر بأنه عيد الوطن ، أجد نفسي أهمس و أقول وطني العز والفخر والانتماء ، فوجودي على أرضها، و بين شعبها ، و في ظل حكامنا الحكماء تلك هي النعمة الحقيقية ، وطني وطن النجوم ، و عزم لا يعرف الهموم . واليوم ونحن نحتفل حكومة وشعبا باليوم الوطني السعودي 91 ..نحتفل بإنجازات حٌققت .. ومستقبل صنع المجد.. نسال الله ان يجعل أيام مملكتنا الغالية فرح ونصر وسلام .