قال تعالى : ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) الكهف 46
———————-
في كل يوم جمعة تأتي سورة الكهف نوراً و ضياءاً من الحكم و العبر على قلب كل مؤمن ، في دروس القرآن يمتلئ القلب أملاً .
قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
الله سبحانه وتعالى ذكر أن من صفات المؤمنين أنهم إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون هذا من صفات المؤمنين.
ومن صفاتهم أنهم تطمئن قلوبهم بذكر الله، توجل يعني تخاف من الله وأيضًا ترغب فيما عند الله وتطمئن، فهي تجمع بين الوجل والطمأنينة، هذه صفات المؤمنين، المؤمن يأنس بذكر الله، بالتسبيح والتهليل والتكبير، ذكر الله باللسان وتلاوة القرآن، وأيضًا يطمئن قلبه بذكر الله بالأعمال الصالحة، بالصلاة والصيام والحج وغير ذلك، فتنشرح صدورهم وتطمئن قلوبهم بذكر الله عز وجل، وتستوحش من الغفلة وعدم ذكر الله عز وجل.
قال سبحانه وتعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)
الصلاة تبعد الإنسان عن الفحشاء وعن المنكر، وتقربه من طاعة الله، وتحببه إلى الله، وأيضًا تطمئنه، ويأنس بها، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاة، وقال لبلال: أقم الصلاة، أرحنا بها ، فيستريح إذا دخل في الصلاة يستريح من هموم الدنيا ومن المكدرات لأنه يناجي ربه ويتلوا كتابه فينشرح صدره وتطمئن نفسه، وهكذا المؤمنون مع الصلاة، ولهذا قال جل وعلا:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
فالمؤمن يعيش مع ذكر الله ويطمئن وينشرح صدره ويأنس بذكر الله عز وجل بأنواع الذكر القولية والفعلية والقلبية أيضًا، فذكر الله حياة القلوب، دائمًا وأبدًا، ولهذا يجد الإنسان من نفسه أنه إذا ذكر الله، إذا قال لا إله إلا الله يجد راحة ويجد لذة ويجد انشراح صدر، هذا شيء يجده الإنسان المسلم، شيء واضح، حينما يتلو القرآن يتلذذ به ويأنس به ويألفه لأنه يطرد الشيطان، لأن ذكر الله يطرد عنه الشيطان، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يذكر والذي لا يذكر الله قال: مثل الحي والميت ، الذي يذكر الله مثل الحي والذي لا يذكر الله مثل الميت، ينبغي للمسلم أن يكثر من ذكر الله عز وجل بالقول وبالفعل وبالقلب وبالتفكر وبذلك يعيش في حياته مطمئنًا.
معاني لفظ الباقيات الصالحات:
سبحان الله
الحمد لله
الله أكبر
لا إله إلا الله
الأول : تنزيه الله عن السوء والنقص والعيب. وأن هذا المعنى التسبيح، بـ (سبحان الله).
الثاني : الثناء على الله تبارك وتعالى، وحمده، وأن ذلك هو حمده سبحانه بـ (الحمد لله).
الثالث : الدعاء للعبادة، أو للمسألة، فأفضل الدعاء، وأفضل الذكر، (لا إله إلا الله). وإليه يرجع ما ورد من أدعية بصيغة الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
الرابع : تعظيم الله، و أن هذا بـ (الله أكبر).
فالكبير، هو العظيم الذي كل شيء دونه، وهو أعظم من كل شيء. وهو الكبير في قدرته وجلاله، الذي له الكبرياء في ذاته، وصفاته وله الكبرياء في قلوب أوليائه من أهل الأرض والسماء.
ومن أجل هذا تكررت هذه الألفاظ في أنواع الأذكار
ويجمع كل هذه المعاني( الحمد والثناء لله عز وجل) ؛فالحمد يتضمن التنزيه، و دعاء العبادة، والتعظيم والتمجيد له سبحانه في ذاته وفي صفاته.
حديث أنس رضي الله عنه:
“فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا، ثُمَّ أَشْفَعُ وفي رواية مسلم : “فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَاأَقْدِرُ عَلَيْهِ الْآنَ، يُلْهِمُنِيهِ اللهُ”؛فالهجوا بالحمد لله .
قال تبارك و تعالى :
“سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ* وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ”الصافات 180-181 .