ايقظني الحنين، وشعرت أنّني بحاجة إلى جرعة من صوته، ونبض قلبه، وزفرات شوقه
فقد سئمت الخيال
كم وددت لو اعانق أنفاسه، واعود لاغفو بين احضان عينيه
غدًا عيد الأضحى، والدمع بعيني أضحى، كحلا لها حين علمت انه لن يعود
عذرًا أيها العيد فهو عيدي، وإن كان عنّي بعيد، وبهجة لعمري ولو كان غيابه مديد
هاهي شمس العيد تشرق، وتطرق، نوافذ زاويتي كطرق من أتى ببشرى
لن افتح النوافذ……
سأغار من تلك الشمس التي تختال بأساورها الذهبيّة
سأغار من الطيور المغردة بألحانها الشجيّة
سأغار من الأطفال، السحاب والأشجار المتمايلة فرحا بنسائم العيد الهنيّة
لن افتح النوافذ…..
كي لا أرى كفوفي الباهتة دون نقوش الحنّا ولبس الخواتم فزينتها في ملامسة كفوفه
كي لا أرى العطر الحزين الذي تخلّى عن معانقة فستاني الأحمر
كي لا أرى جدائل شعري التي طالت تحقيقا لأمنيته
كي لا أرى الحلوى الذائبة التي كان يغريني مذاقها
كي لا أرى دلة القهوة والفناجين حولها كحمامة ترتدي وقار الصمت حتى لاتفزع صغارها
لقد حاولت ساعتي القديمة ان تخفف عني الحزن وقامت بتغيير اتجاه سير عقاربها علّها تعود بالزمن للوراء، فأراه
ولكنها فشلت في أن تعيد لي الزمن وعندما أرادت عقاربها العودة للاتجاه الصحيح نسيت المسار، كالغراب، فزداد الغياب !!
كل أشيائي التي كانت تحيا بحبّه هي الآن مجرد ثقوب، وأصبحت اعيش في زاويتي السداسية بين النوافذ المغلقة وحزن يعقوب.