(البنت لولد عمها) بهذه الجملة البسيطة ختم الأب مناقشته مع ابنته الشابة الجميلة (ذ- ع) التي وجب بها أن تتزوج ابن عمها رغم عدم التكافؤ الواضح بين الزوجين في كل شيء.
تستطرد الفتاة ( ذ – ع) و هي لا تستطيع أن تسيطر على المدامع التي فاضت من عينيها قائلةً: و كانت الزيجة العائلية بل الكارثة العائلية ، أنا الفتاة الجامعية الطموحة و بسبب العادات و التقاليد أتزوج بهذا الشاب الذي فشل في أن يكون له شأن في المجتمع ، وفشل في دراسته مرارا وتكراراً، و أمام إصرار أبي الذي رفض كل العرسان المتقدمين لي حتي أوشك أن يفوتني قطار الزواج ، سكتت دقيقة ثم أكملت ( أنا سيدتي ضحية عادة الحجر و هي – لمن لا يعرفها – أن تُحجر الفتاة لابن عمها ، و عندما أردت أنا كفتاة حرة أن أختار شريك حياتي صرخ الأب في وجهي قائلًا ( ابن عمك يخاف عليك أما الغريب فلا … ) و أمام هذه العادة تزوجت ابن عمي و كانت الطامة الكبرى …..
منذ اليوم الأول ظهر ابن العم على حقيقته يتعامل بكل القسوة وفي كل شيء – حتي في العلاقات الزوجية التي لم يطلب إلا الغريب منها – يطيل السهر مع ندماء السوء ، لا يأتي إلى البيت ‘إلا وقد غالبه الخمر لينام دون أدني شعور بمسؤولية الأسرة التي كونها ، أسرعت أستنجد بأمي و أبي و كانت الكارثة الأخرى في قولهم ( الستر واجب على ولد العم ) و تمر الأيام و أنجب منه بدل الطفل ثلاثة و تتحول حياتي إلى جحيم مستعر .
وكل هذا بسبب كلمة واحدة ( البنت لولد عمها ) .
بينما تحكي لنا (ك- ص) أن عبارة (إنه عرس ابن عمك) كانت القاضية على كل أحلامي بل حطمت هذه العبارة حياتي، فأنا الفتاة الجميلة التي تقدم لي العديد من الشباب للزواج فرفضتهم جميعًا على أمل الزواج من ابن عمي، ذلك الشاب الخلوق الوسيم المجتهد في الدراسة، وذات يوم إذا باتصال هاتفي من زوجة عمي تقول لأمي (يوم الخميس القادم إن شاء الله عرس ابني وأنتم أول المدعوين) لم أتمالك نفسي من الصدمة..
أردت بعرض هاتين القصتين أن ألقي الضوء على مشكلة مجتمعية هامة من المشكلات التي تتعلق باختيار شريك الحياة ألا وهي زواج الأقارب وظاهرة الحجر العائلي، على الرغم من أن أكثر من 70% من الأمراض الوراثية في المملكة العربية السعودية ترجع إلى سبب زواج الأقارب، بل أن المملكة العربية السعودية من أكثر الدول في انتشار ظاهرة زواج الأقارب، فقد وصل نسبة زواج الأقارب لأكثر من 60% مما يسهل عملية حدوث هذه الأمراض الوراثية في الأجيال المتتالية نتيجة هذا الزواج.
فضلا عن المشكلات الاجتماعية الناتجة عن ظاهرة الحجز العائلي و زواج (ولد العم)، و هنا أتساءل أين إنصاف العاقلين في المجتمع ؟، ولد العم إن كان فاسدًا تزوجته ابنة عمه من باب الستر على ما فيه من عيوب و مفاسد وإن كان (ابن العم) صالحا ناجحا ترك له الحرية التامة في الاختيار، و الضحية الوحيدة في جميع الحالات هي الفتاة المسكينة.
نعم (ابنة العم) هي الضحية فإن كان ابن العم صالحا ًحرمت منه وتزوج هو بمن يريد من غير العائلة ونسيت الأسرة حجزهم لهذه المسكينة، وإن كان غير صالح نخرج لهم المقولة (البنت لولد عمها) تتجرع معه العذاب وتنجب أولادا ًبأمراض وراثية بسبب الجينات وأمراض نفسية اجتماعية بسبب الخلافات الأسرية.
لذا أردت أن أكتب هذا المقال لإلقاء الضوء على مثل تلك العادات التي جنت على العديد من الزهرات في مجتمعنا الحبيب ، وهو أيضا همسة في أذن كل أب و أم لا تجبروا بناتكم على هذا النوع من الزواج ، بل اقبلوا من ترضون دينه وخلقه ، و أنت يا ( ابنة العم ) أنت – حبيبتي – تعيشين في مجتمعنا اليوم الذي أعطى لك كامل الحرية في كل شيء بما لا يخالف تعاليم ديننا الحنيف ، ليس هذا المقال رفضا لزواج ابن العم أو ثورة عليه ولكن نهدف منه ترك مساحة أكبر من الحرية لعروس المستقبل لاختيار الزوج المناسب لها ولا يكون المعيار هو القرابة فقط
و يبقى السؤال ( ماذا أفعل في ليلة العمر ….. ليلة الدخلة ؟؟؟)
- 26/04/2024 أمانة جدة تزيل 163 عربة وبسطة عشوائية مخالفة بنطاق حي الجامعة
- 23/04/2024 ( تقنية EPM ) لمعالجة هبوطات أغطية الخدمات و مصائد تصريف الامطار بالاحساء
- 23/04/2024 أمانة جدة تتعقب الباعة الجائلين وترصد 55 طن من الخضروات والسلع المتنوعة
- 23/04/2024 تعليم الطائف ينفذ لقاء لمديري ومديرات المدارس للاستعداد لتطبيق اختبارات نافس ٢٠٢٤
- 22/04/2024 معالجة 466 ( موقعاً لتجمعات المياه ) بالاحساء وطرق حيوية للمكافحة الحشرية
- 22/04/2024 المركز الطبي بجامعة طيبة يشارك في المنتدى السعودي الامريكي للرعاية الصحية
- 22/04/2024 أمانة جدة تضبط موقع يعيد تدوير البيض الفاسد بالفيصلية
- 22/04/2024 جامعة طيبة تنظم لقاءين حول الابتكار في المملكة
- 22/04/2024 مسابقة “ طيبة ثون 2” تواصل فعالياتها بجامعة طيبة
- 18/04/2024 بطولة السعودية المفتوحة للجولف تنطلق امس الاربعاء في الرياض
زاوية وهج الزوجية > لولد عمها
2021/07/09 .
لولد عمها
وهج نيوز بقلم - بقلم: هدى بنت حسن الخضير
وهج نيوز بقلم - بقلم: هدى بنت حسن الخضير
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://wahjnews.com/55138/