أشعر بالبرد يجمد كل أحشائي، أشعر بالخوف يسيطر على جميع حواسي، أشعر بالحزن الشديد، هل أستحق ذلك؟ هل أنا المذنبة الوحيدة لأستحق الوحدة المقيتة، بل الموت البطيء بأنامل من أحب..
لم يعد شيء حولي يطمئنني ، فقدت كل مشاعر البهجة والتفاؤل..
من منظار المجهول القادم لا أرى سوى السواد وكأنه أسراب خفافيش تفرد أجنحتها ليلاً وتلمع عيناها خشية الأضواء،،
سكون رهيب يسري في عقلي والبرد القارس ينهشني من الداخل لتخور قواي وينتهي كل شيء..
بهذه الكلمات البائسة الكئيبة بدأت قصة أسيرة الماضي، لها من اسمها نصيب فهي لا تفتأ تذكر أحداث مضت وتعيشها في كل يوم بمرارة وألم يعتصران قلبها الهش الضعيف.. تحاول جاهدة أن تبرر كونها وحيدة بخيبة الأمل الكبيرة التي أطبقت على صدرها الحنون وهشمته..
تزمُّ كلماتها وتنبسها برجفةٍ كزلزال عاث في الأرض فساداً لتصرخ: لماذا أخترتني أنا ؟!
ولماذا تركت كل هذا العبء القابع فوق رأسي ؟!
لماذا سمحتُ لكَ بأن تهزمني في قلب النور و أنا ابنة الظلام الذي لا يهزم ؟!
تستجمع قواها لتقف زائرةً كأسد غاضب، وتزمجر خوفاً وقلة حيلة، ثم تسقط حائرةً كحمل ضعيف أرهقه الركض بلا هدف ولا ماؤى..
تتحول كالزهرة الجميلة ذات الألوان الزاهية إلى أوراق خريف تذروها الرياح ذهاباً وإياباً..
تصفر وتبهت والسماء تجود عليها بدموعها فتنهمر حتى تغمرها في باطن الأرض لتعود مجدداً للحياة وتواجه الرياح بساق أقوى وأوراق أجمل وأزهى..