أكاديمي ومستشارٌ تربوي ونفسي وأمني وأسري تقلَّد الكثير من المناصب وعمل في العديد من الجهات ولكنه اختار أن يتقاعد مبكراً ليُكمل دورهِ تجاه المجتمع بتأسيس مركز يسهم في حلول الأسرة العصرية وتقليص مشاكلها إنه الدكتور سعود المصيبيح رئيس مركز تعارفوا للإرشاد الأسري والذي سنتعرف عليه أكثر من خلال هذا اللقاء
عرِّف نفسك بقراء وهج نيوز الإلكترونية.
سعود بن صالح المصيبيح تخرجتُ من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتعينتُ معلماً في الحرس الوطني ثم عملتُ معيداً في كلية الملك خالد العسكرية في شعبة علمَ النفس ثم ابتعثت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأدرس الماجستير في علم النفس التربوي ثم الدكتوراه التي انتهيتُ من دراستها عام 1990 وبعدها تعينت أستاذا مساعد بقسم العلوم الإنسانية بكلية الملك خالد العسكرية ثمَّ شغلتُ وكيلاً للقسم لأنتقل معاراً إلى صحيفة عكاظ شاغلاً منصب نائب رئيس تحرير للمنطقة الوسطى راجعاً بعد أربع سنوات إلى كلية الملك خالد مرةً أخرى وبعد مدة دامت عامين ذهبت لوزارة التربية والتعليم مديرا عاما للإعلامُ التربوي لأنتقل بعدها إلى وزارة الداخلية مستشاراً أمنياً في مكتب وزير الداخلية حيث شغلت مدير عام العلاقات والتوجيه ورئيس لجنة المناصحة و رئيس تحرير مجلة الأمن وكانت هذه عدة مناصب تقلدها على فترات متباعدة بالمرتبة الخامسة عشرة إلى أن صدر قرار التقاعد المبكر لأتفرغ بعدها إلى تأسيس مركز تعارفوا للإرشاد الأسري والعملِ عليه.
س1/ ماهي الوسائل التي ساعدتك على النجاح؟وكيف توازن بين عملك وأسرتك؟وما هو الأمر الذي تعتبره أكثر أهمية وتطلع لتحقيقه خلال العام القادم 2021 على المستويين الشخصي والمهني؟
لعل من الوسائل التي ساعدتني على النجاح (كُتَّاب جدي) الذي درس به الملك المغفورُ له عبدالعزيز آل سعود رحمه الله و عددٌ من أبناء الأسرةِ المالكة ووجهاء المجتمع في هذه الأيام ليواصل بعدها والدي المسيرة ولقد كان هذا الكُتَّاب يُحفظ القرآن الكريم وغير ذلك من الأمور التعليمية مما جعلني أستمد ثقافتي منه وأحبُّ الثقافةِ والإطلاع كذلك عملُ أخي الأكبر عبدالرحمن رحمه الله في الإعلام والتعليم والتربية وكان يأتي بالصحف مما ساهم في اطلاعي على الأمور المحلية غير العمل الذي بدأته منذ دراستي الثانوية، هذا ولا ننسى فضلُ الوالدة حفظها الله التي كانت داعماً لي بدعواتها وتشجعيها.
أما عن التوازن بين العملِ والأسرة فللهِ الحمد أسرتي متفهمة أوضاع العمل.
أودُّ أن أنوه أنني مؤمن جداً بالتخطيط لذلك من إحدى أهدافي على المستوى المهني التوسع على مركز تعارفوا للإرشاد الأسري وتحقيق نموذج متكامل لتقديم الاستشارات الأسرية والاجتماعية والنفسية خصوصاً أن المجتمع في هذه الأيام يحتاج إلى مثل هذه الخدمات في ظلِّ تعقد الأمور بوجود مواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح إلى العالم مما يدفعنا إلى محاولة الحفاظ على الأسرة.
س2/ بصفتك صحفياً في العديد من الصحف العربية، ما رأيك هل أصبحت الصحف المطبوعة عزيز قومٍ ذل كما يقال إذا كان كذلك من وجهة نظرك كيف تستطيع الصحف العربية الإلكترونية فرض نفسها على الساحة الصحفية العالمية؟
دخلت الصحف الورقية في مرحلة الاحتضار وذلك لتكلفتها العالية مقارنةً بالإلكترونية ولولا دعم الحكومات لكانت أوقفت طباعة أعدادها غير أنها قامت بتقليص موظفيها إلى درجة كبيرة؛لذلك أرى دمج الصحف الورقية أو توديعها والصحف الإلكترونية تقوم بالواجب مع مواقع التواصل الاجتماعي في نقل المعلومة.
س3/ في ظل هذا الانفتاح التقني والتطور التكنولوجي المتسارع في العصر الحديث، حدثنا عن كيفية الحفاظ على الهوية والثقافة العربية من الضياع؟
لنحافظ على الهوية علينا أن نبدأ بالتعليم (فتِّش عن التعليم)،فمتى ما كان التعليم قوياً سينعكس ذلك على الثقافةِ المحلية وهناك دولٌ كثيرة استطاعت تطوير نفسها والحفاظ على هويتها بفضل التعليم على سبيل المثال لا الحصر كوريا واليابان وإنني اقترح إضافة مادتين مهمتين في مراحل التعليم العام وهما الثقافة الإعلامية وفقه الاختلاف لما لهما من الفائدة على الطالب والمجتمع.
س4/ بصفتك مؤسس مركز تعارفوا للإرشاد الأسري، اعطنا نبذه مبسطة عن هذا المركز، وعن ماهي الخدمات التي يقدمها للمجتمع؟
مركز مصرَّح من وزارة الموارد والتنمية البشرية لتقديم استشارات نفسية واجتماعية وتربوية الهدف منها تقريب وجهات النظر داخل الأسرة، حل الخلافات الأسرية، الاهتمام بتعديل سلوك الأطفال والمراهقين، وتعديل المعالجة المعرفية السلوكية،والمخدرات ومشاكلها،أيضاً يقدم المركز بعض الورش العلمية كتطوير الذات والعنف ضد المرأة وغيرها.
س5/ عملت فترة من الزمن مديراً للإعلام التربوي في وزارة التعليم، من وجهة نظرك كيف يستطيع الإعلام خدمة التربية، وهل تنصح بالتعاون بين الجهات التعليمية والإعلامية؟
كثير من المشاكل التربية هو نتاج تقصير الجهات التعليمية المعنية بالاهتمام بالإعلام فالمقصود بالإعلامُ التربوي هو استثمار وسائل الإعلام في خدمة أغراض التربية؛لذا من المهم إنشاء قناة تعليمية خاصة التربية يُناقش فيها بعض الأمور المتعلقة بالطالبِ والمعلم؛لأن وسائل الإعلام هي من ترسل رسائل التعليم إلى الأسرة وأفراد التعليم.
س6/ ما رأيك في الإعلام السعودي في الوقت الراهن؟، وهل ترى أنه قادر على التعامل والتكيف مع حجم الدولة الاستراتيجي وما تواجهه من أزماتٍ إعلامية موجهة؟
لاشك أن الإعلام السعودي له فترة طويلة راكد لا يواكب تطورات المملكة العربية السعودية،لا شك أنه يوجد بعض الحراك الآن في التلفزيون والإذاعة ولكننا بحاجة إلى هيئة للإعلام الخارجي لتكون لسان للمملكة العربية السعودية في الخارج مكونة من سعوديين وغير سعوديين محبين للمملكة من جميع عواصم العالم حتى لو كان هذا البث من داخل السعودية لإبراز القضايا المتعلقة بالمملكة.
وبكافة اللغات.
س 7/من خلال تجربتك بالحياة، ما هي النصائح التي تقدمها للمتقاعدين عن العمل عن كيفية استغلال أوقات فراغهم؟
أولاً المصطلحات لها دور كبير في تغيير الأمور؛لذلك أنني أرى من الأفضل تغيير اسم متقاعد إلى متمكن أو مستمر مع العلم أن الفراغ من أشد الأمور التي يحبس فيها المتقاعد نفسه فمن الأفضل أن يعمل في أي مجال يحبه ويستثمر وقته.
س 8/بصفتك أكاديمي، ما هي أهم المرتكزات التي تقوم عليها الجامعات السعودية؟، وما هو التطور الذي تطمح أن يصل إليه التعليم العالي؟
هناك حراك في تطوير الجامعات ولكن للأسف ما شهدناه في السنوات الماضية باستثناء الخمسة الأخيرة من إنشاء جامعات وكليات غير مؤهلة للتعليم كان سبباً في إضعاف العملية التعليمية من حيث المخرجات؛لذلك أرى من المهم إضافة بعض الاختبارات التي تظهر مدى أهلية الطالب لدخول الجامعة من عدمها كذلك اختيار قادة متمكنين للجامعة وفتح مجال الاستثمار في الجامعات مما سيؤدي إلى تطوير التعليم.والاعتماد على جودة نواتج التعلم
س9/ من وجهة نظر سعادتكم، ما هي الصفات التي يجب أن تتوفر في القيادي الفعال؟وما هي أهم المرتكزات التي لا بد أن تقوم عليها الإدارة الصحيحة؟
الأمانة، العدالة، النزاهة، الانضباط فنحن نرى ونشاهد أن البعض بعد تقلده المنصب لم يكن مؤهلاً لذلك مما يجعلني اقترح إعطاء الصلاحيات الكاملة لمركز إعداد القادة ودفعه إلى تدريب الشباب ليستطيع فيما بعد أن يصبح قائداً، ومن أهم المرتكزات في الإدارة الصحيحة العدالة والانضباط وتشجيع الكفاءات وتهيئة العاملين ولابد أن يكون هناك دمج في أنظمة العمل في قطاعي الحكومة والخاص وذلك من باب تحفيز الموظف الحكومي على العمل.
س10/ ما هي الخطة والرؤية المستقبلية التي يتطلع المجلس الإداري لمركز تعارفوا للإرشاد الأسري على تنفيذها؟
يتطلع مركز تعارفوا للإرشاد الأسري عقد شراكات مع كلاً من وزارة التعليم والعدل والموارد البشرية لتقديم ورش وندوات خاصة بالأسرة وما يتعلق بها من أمور للطلاب والطالبات.
س11/ بصفتك مستشارٌ أسري، شاركنا رأيك عن ماهية الأسباب التي تؤدي إلى زيادة نسب الطلاق في العصر الحالي؟
أرى من أهم الأسباب التي ساعدت على زيادة نسب الطلاق عدم حصول المقبلين على الزواج على البرنامج المؤهل للزواج لذلك فأنني أناشد الجهات المعنية المختصة المتمثلة في وزارة العدل ووزارة الموارد البشرية ووزارة التنمية الاجتماعية بوضع حلول مبتكرة حول هذا الشأن كإلزام المقبلين على الزواج بأخذ دورات مثل هذه البرامج وتقديمه مع الفحص الطبي ولقد كانت ماليزيا من أوائل الدول التي طبقت هذا الحل مما أدى إلى نقص نسب الطلاق بشكل كبير.
أما الأمر الثاني الأكثر أهمية هو اختيار الشريك المناسب وأرى استخدام مهارة التقنية والذكاء الاصطناعي أمرٌ مهم في هذه العملية الاختيارية.
س12 /من وجهة نظرك، كيف تواجه الأسرة العربية ضغوطات العصر الحديث، وما هي النصائح التي توجهها لهم للحد من التأثير بالمحتويات الإعلامية الموجهة؟
اقترحتُ بهذا الخصوص على وزير التعليم سعادة د.حمد آل الشيخ في إحدى المؤتمرات إضافة مادة للادخار تحتوي على جرعات اقتصادية موجهة للطالب في جميع مراحل التعليم العام للحد من استهلاكه غير ذلك فإنني أرى أن لا أحد من مشاهير التواصل الاجتماعي أن يقدم محتوى دون الرجوع لوزارة الإعلام وإن من الأفضل سن القوانين اللازمة لهم خصوصاً في الإعلانِ والمحتوى.
د. سعود، شكراً لتقبل الحوار بكل رحابة صدر وشفافية رغم وقتك المهم وأعمالك، ولكن هل لنا أن نطلع للقارئ عن قنوات التواصل مع سعادتكم؟
تويتر:
https://twitter.com/269saud4?s=20
وفي الأخير نتمنى من سعادتك، توجيه كلمة لقرّاء صحيفة وهج نيوز الإلكترونية.
أشكر الأستاذة حبيبة سليمان على أسئلتها الجيدة وحوارها، وأشكر صحيفة وهج نيوز على إتاحة هذه الفرصة لي.