في اليوم العالمي للمرأة ” الثامن من آذار” الذي يأتي هذا العام تحت عنوان “المرأة في عالم العمل المتغير” وذلك للاحتفال بمنجزات المرأة على صعيد القوى العاملة وأيضاً للفت الانتباه لأثر التغيرات في عالم العمل على المرأة من حيث الفرص ومن حيث المخاوف المتزايدة مثل عدم رسمية العمالة وعدم استقرارية سبل المعيشة والدخل.
يحضرني في هذا المقام سؤال وجه لي قبل ثلاث سنوات من إحدى الشخصيات المؤثرة في المجتمع حين قال لي: هل ظهور المرأة وركضها في ميادين العمل المختلفة “ما يناسبها وما لا يناسبها” لإظهار قدرتها على التحدي والعطاء والتميز من أجل فعلا تحقيق ذاتها وشيء ترغب فيه؟ أو أن كل هذا من أجل أن تثبت منافسة الرجل واستعراض للقوة ؟ فإن كان الأول فطوبى لكن وإن كان الثاني “ثم توقف عن الحديث برهة وأنا أنظر إليه وهو يهز رأسه” ثم يكمل ستعاني من المنزلقات ولن تحقق ماتريد، لأن الركض خلف الأشياء مؤذٍ، أما بناء النفس وتطويرها هو الأهم دون الإنجراف خلف العناوين البراقة والمحتويات المغلفة دون وعي بما تحتويه أو الأهداف التي وضعت من أجلها فراغ فكري .
الركض لا يعطينا فرصة للتأمل وقراءة المشهد ورصد المحيط فهناك من يضع الفخاخ بصورة جميلة للأصطياد وقد وقعت الكثيرات .هنا انتهى كلامه.
بالنسبة لي المرأة هي محرك الحياة في العالم، فهي التي تستطيع أن تغيّر جيلاً بأكمله إن أرادت،
ولا زال البعض يمنع عنها حقوقها وبشكل يحيلها إلى مخلوق بلا كيان أو حقوق مما يدفع بعضهن إلى تلك الفخاخ الأليمة تحديًا أو هربًا من واقع مؤلم، وهذا الأمر موجود في كافّة الثقافات وليس مقتصراً على فئة معيّنة وكل شخص يتعامل مع المرأة بالطريقة التي تعجبه. وينسى أن هذه المرأة هي عامل البناء وصاحبة الهمة العالية وعلى عاتقها تقع أصعب المهمات “بناء الأجيال.
سيدتي المرأة اسمحي لنبض قلمي هذا اليوم أن يكتب لك هذه الكلمات :
أنت الحياة لهذا العالم بكل اقتدار سواء في البيت أوفي ميادين العمل والعلم والمعرفة قوة ظاهرة للعيان ولنا موروث نتكيء عليه من أسلافنا بكل فخر ، نحن لانحتاج إلى مقاعد مزيفه يصنعها لنا آخرون ويضعونها كما يريدون، لنا تاريخ مجيد وحاضر مزهر وعقول نابهه ونظرة ثاقبة لا تعميها أضواء مبهره تحلق حولها فراشات الوهم.
في يومك العالمي أنت كيان عندما تعينها سيكون “طويق” رمز حقيقي له ننتمي.