أصبحت زيارة حديقة أزهاري فريضة لايخلق بي أن اتأخر عنها حتى أنها حين تراني تتراقص فرحة، لقد صحت منتعشة الروح كما صحوت أنا، وكذلك الطيور التي تصافح الحياة بأجنحتها الخفاقة مرحبة بشعاع الشمس الأنيق.
ما أجمله من صباح وإني لأعلم يقينا أنه ازداد جمالاً بفستاني الأرجواني وشعري الأسود، ورسالة منه تخبرني أننا مازلنا على قيد الحب
يااااه قلت ارتويت وكذلك أزهاري! من نهر حبه وعذب حرفه..
كان الليل قد أرخى سدوله وبدأ يصغي إليّ بخضوع تام وأنا أتحدث إلى طيفه وكأن الليل جمهور خفي وهو سيد الحضور وأنا شاعرته البارعة.
حتى أنهم ذات مساء كانوا يذكرون اسمه فألتفت إليهم لأجيبهم حتى علموا أنه أنا..
اليوم العاشر ولم تصلني رسالة منه وكأنه يمهد لرحيله الآثم، حتى حديقة أزهاري لم تعد تستهويني وبدأت تذبل شيئاً فشيئاً حتى أصبح يستحيل حقن تلك الحديقة بالنضارة لتعود كما كانت
لم يعد الصباح بهيجاً ؟!
أم أن ضي عينيّ قد وفاه الرحيل بعد رحيله الآثم…