إن من الكلام ماهو أشد من الحجر ، وأنفذ من وخز الأبر، وأمر من الصبر ، وأحر من الجمر، وأن القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة وأن لم تنبت كلها ينبت بعضها، فالجمال بدون طيبة لا يساوي شيئ فطيب القلب ونقاؤه هو الشيئ الوحيد الذي يعوض مافقدناه ، فلتكن كلمتك طيبة ووجهك بسيطا تكن أحب الناس.
تجبرنا الحياة دائما على التعامل مع الكثير من الناس فمنهم من يحمل قلبا خبيثا ومليئا بالحقد والكراهية ؛ فيجب الحذر منهم ومعاملتهم بسطحية، وعدم الثقة بهم ، أما القلوب الطيبة النقية لا تعرف الحقد ، ولا الظن السيئ ، ولا تعرف الخيانة ، يسرق الحنين جزء كبير من طيبتهم ويسرعون في ترميم انكسار قلوبهم .
لا يمكن أن نحذف أي صفحة من قاموس حياتنا ، فالنوايا الطيبة لا تكفي أحيانا بالرغم من أن الحياة طيبة، والدنيا بحالها لم تتغير .
يتمنى كل شخص أن يكون كل من حوله مثله ويفاجئ بطعنات من أقرب الناس له يتألم ويبكي فتبقى الصورة راسخة في ذاكرته فيحاول إدخال البياض على سطورها السوداء .
هنا نقول أن الأيام كفيلة أن توضح لك مشاعر الآخرين اتجاهك، وتأكد أن ليس كل قريب منك يحبك وليس كل كلمة جميلة صادقة من القلب وليس كل ابتسامه تدل على نقاء . وإذا لم يكن لديك شيئ تعطيه للآخرين فتصدق بالكلمة الطيبة ، والابتسامة الصادقة، وخالق الناس بخلق حسن ، فالكلمة الطيبة هي أجمل الهدايا وأقلها سعرا وبها انتصار الإنسان على النفس الأمارة بالسوء .
نهايةً علينا بسؤال الله الحياة الطيبة، والعيشة الرضية، وصفاء الخاطر، وراحة البال، فالكلمة الطيبة هي كلمة المرور إلى قلوب الآخرين؛ فالكلام هو معجزة الإنسان والصمت حكمة؛ لكن الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. لذا ينبغي أن لا نتأخر عن قول الكلمة الطيبة بحجة أنها لا تسمع؛ فالبذرة الطيبة لها أرض خصبة تنشأ فيها.
دعاء ..
اللهم إنا نسألك جبراً للقلوب وتيسيراً للأمور وبعداً عن ڪل خذلان وحماية من ڪل أذى و تدبيراً منك لڪل أمورنا ..