وقفت أمامي تنظر إلى عيني وتتمتم بكلمات ملؤها الحزن وتطرق برأسها خائبة كسيرة..
هدئت من روعها وأخذت أُطمئنها : مابالك يا حبيبتي والله إني لانكسر لانكسارك و اتألم من الآمك، أجابتني بدموع غزيرة حجبت عنها كل ألوان الدنيا الزاهية ولم ترى إلا سواد الحزن يطوق أُفقها المجهول..
قالت لي: خيّب أملي وضيّع حلمي وفقدت معه كل الأمان الذي ارتجيته سنوات عمري.. خانني مع الجميع وأصبح زعيمهم وقائدهم، لا يهمني الجرح و آلامه لكنني قُتلت ألف مرة عندما تيقنت أن من ملكته أمري هو من أشعل قناديل الحرب داخلي و أصبح يحارب ضعفي بقوة حبي له، أذلني بعد أن كنت عزيزة..
نظرت إليها بعين المشفق على حاله لم تكن أسوأ حالاً مني فما أشبه اليوم بالبارحه وكيف تشابهت القلوب و ساكنيها، كيف تبدلت الأحوال وأصبح الصديق ألد الأعداء و قتل الوفاء..
تذكرت يومها أن الكتاب القديم يبقى ذو قيمة عالية وإن رُكن على الرف..
أحدهم ذات يوم قرأ العنوان في الصفحة الأولى فقط و أعجبه الكتاب فقرر اقتنائه لكنه لم يحسن معاملته ولم يكمل قراءته ليفهم محتواه بل فضل وضعه على أعلى رفٍ لئلا تصله الأيادي ونسي حتى أن ينفض عنه الغبار..
ما الكتب الموضوعة في أدراج المكتبات إلا أرواحاً و قلوبًا ومشاعرًا سُلبت و استرقت بقيمة مالية زائفة لتصبح إما على الأرفف يعلوها الغبار أو على الأرصفة تستجدي المارة المثقفين ..