يقول الخالق سبحانه جل في علاه في سورة الدخان (فما بكت عليهم السماء و الأرض و ماكانوا منظرين)..
و هذه الآيات تتحدث عن فرعون و قومه، بأنهم مابكت عليهم السماء و لا الأرض حزنت لهلاكهم فقد عوجلوا بالعذاب في الدنيا ، فهل تبكي السماء و الأرض؟ ؟
ورد في التفاسير الموثوقة أن موضع صلاة العبد في الأرض و باب رزقه في السماء يبكيان عليه بعد موته، فقد سُئل ابن عباس: هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ فقال: نعم إنه ليس أحد من الخلق إلا له باب في السماء يصعد فيه عمله، وينـزل منه رزقه، فإذا مات بكى عليه مكانه من الأرض الذي كان يذكر الله فيه ويصلي فيه، وبكى عليه بابه الذي كان يصعد فيه عمله، وينـزل منه رزقه، وأما قوم فرعون فلم يكن لهم آثار صالحة، ولم يصعد إلى السماء منهم خير، فلم تبك عليهم السماء والأرض.
و يقال: إن المؤمن إذا مات بكت عليه الأرض أربعين صباحا.
و قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إنَّ الإسْلامَ بَدَأ غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا، ألا لا غُرْبَةَ عَلى المُؤْمِن، ما ماتَ مُؤْمِنٌ فِي غُرْبَةٍ غَابَتْ عَنْهُ فِيهَا بَوَاكِيهِ إلا بَكَتْ عَلَيْهِ السَّماءُ والأرْضُ”، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ ), ثم قال: ” إنَّهُما لا يَبْكِيانِ على الكافر “.
وقد ورد في التفاسير أن بكاء السماء هو حمرة أطرافها و قيل أيضا حمرتها،
سبحان الخالق العظيم حتى الجمادات تبكي بطرق مختلفة بل إن الجمادات تشتاق و تتألم فهاهو جذع النخلة التي كان الرسول الكريم يستند إليه و هو يخطب و بعدها حين صنعوا له منبرا فاعتلاه وتركه، سمع للنخلة صوت أنين و حنين و بكاء، فنزل الرسول عليه السلام و احتضنها و بين لصحابته أنها تشتاق لسماع ذكر الله، فسبحان العلي الذي وهب حتى الجماد شوقا و شعورا و صلى الله على الحبيب الذي تتألم الجمادات لفراقه، أليس أولو البشر أولى بهذه المشاعر الصادقة الراقية، اشتقنا لك يا حبيبنا يا رسول الله، ونرجو الله أن يجعلنا ممن يرافقونك بفضله على حوض الكوثر و في جنات النعيم.
د. فاطمة عاشور ،💜