في سورة الضحى يختم الله السورة الكريمة بقوله تعالى ( و أما بنعمة ربك فحدث).. و قيل أن في تفسير هذه الآية الكريمة عدة وجوه :
منها أن النعمة الكبرى في حياة النبي عليه السلام و في حياة كل البشر هي القرآن الكريم فيجب على كل مسلم تلاوته و العمل به و الاهتمام بملازمته .
و منها أن النعمة التي بريد الله من نبيه أن يحدث بها هي النبوة و إتمام الرسالة على الوجه الأمثل بتوفيق الله.
و من النعم القيام بحق اليتيم و إجابة حاجة السائل و المحتاج ومن يفعل ذلك فعليه أن يحدث بما يفعل ليقتدي به الناس، و يحاكونه فيما يفعل من أفعال طيبة ولايتعارض ذلك مع الحرص على سرية الصدقة و إخفائها حيث يستطيع المسلم أن يظهر أمرا و يخفي أمورا و يجعل بينه و بين الله خبيئة لايعلمها إلا الله .
و أيضا الحديث بالنعم يقصد به الكلام عنها و ذكرها و شكر الله عليها فعلا بالحفاظ عليها و أداء الصدقة وأيضا بحمد الله الدائم، كما أن الحديث بالنعمة يعني أن يفرح بها العبد و يظهر آثار هذه النعمة عليه و لا يدعي الفقر و العوز، ولا يدعي التعب و الهم إن كان قد وهبه الله الصحة مثلا، بل يبين آثار هذه النعمة عليه فإن كان غنيا لبس و تجمل و أظهر أثر الخير عليه في حياته و لا يدعي العكس، كما أن الإنسان عليه أن يشكر صاحب المعروف من الناس، فرسول الله يقرر بأن من لايشكر الناس لايشكر الله.
نسأل الله أن نكون محدثين بالنعم مؤدين لشكرها كما يجب.. رب اجعلنا حامدين شاكرين يارب العالمين..
د. فاطمة عاشور 💜