شاعرة سعودية نظمت الشعر في سن صغيرة وتمكنت من ترجمت المشاعر بالجمل والكلام حتى أوصلته إلى قلوب الناس وكأنها تحكي حكاياتهم وتشعر بالآمهم..
فشاعرة زاويتنا لهذا الأسبوع الشاعرة الأميرة لينا بنت عبد الله بن إبراهيم العجاجي اشتهرت في الأوساط الفنية بلقب هتان ، زوجها الأمير المعتز بن سعود بن عبد العزيز آل سعود الأبن السادس والأربعون من أبناء الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود ومدير مكتب الحرس الوطني السابق بواشنطن.. أنجبت للأمير ثلاثة أبناء الأمير شقران و الأميرة عهد و الأميرة عذبه..
الكل يعرف الشاعرة السعودية الملقبة بـ ( هـــتــّـان )
سنوات طويلة وجميع عشاق شعرها لا يعرف من تكون هتّان
إلى أن صرح زوجها في أحد المقابلات باسمها الحقيقي. قائلا بكل فخز واعتزاز هتان زوجتي : الأميرة لينا
واعتبرت هتان رحمها الله أن الأمير معتز فضح سرها شعرياً ..
كتبت الشعر الحر والنبطي والتفعيلة، غنى لها العديد من المطربين الخليجين والعرب أمثال الراحل طلال مداح والراحلة ذكرى والفنانة نوال الكويتية وعبدالله الرويشد وعبدالمجيد عبدالله و خالد الشيخ وكثير من الفنانين .
طرحت لينا العجاجي قصائدها على الساحة الغنائية وفي المجلات والصحف خلف لقب هتان قبل أن تكشف عن اسمها الحقيقي، وكان أول تعاون فني لها مع الفنان عبدالمجيد عبد الله في قصيدة “يا سيدهم وينك” في عام ١٩٩١م لكن عبد المجيد عبد الله تأخر في طرحها، وبعد نشر القصيدة في مجلة المختلف ومضي ٧ سنوات طُرحت الأغنية بصوت الفنانة الكويتية نوال في عام ١٩٩٨م بعد اتصال هاتفي أجرته الفنانة نوال مع الشاعرة هتان، وفي عام ٢٠٠٠ م كتبت هتان “ماشي الحال” وغنتها المغنية الراحلة ذكرى ولحنها الفنان طلال مداح، ويتمثل مشوارها الفني في:
تأزمت حالتي – رابح صقر
يا تاعبني – نوال الكويتية
كثر الفراق – خالد الشيخ
يا ذوق – راشد الماجد
حرية قرار- أنغام
أبي إنسان – أيمن الأعتر
عين الشمس – رابح صقر
سؤال – محمد المازم
اصحى تزعل – عبد المجيد عبد الله
قبل لا تروح – خالد الشيخ
ماشي الحال – ذكرى
ستر وغطا – وعد
شيء غريب – أصيل أبو بكر
نور البيت – بشار الشطي
بخير – ثامر التركي
واقعي – عبد القادر الهدهود
هذا كل شي بقى – ريم المحمودي
زمان وطاف – رابح صقر
جروح دفينة – هند
خمس جروح – نوال الكويتية
تعبت – محمد المازم
آخر حب – رويدا المحروقي
وش اللي بس بيتغير – رابح صقر
الغربة – مودي جمال
الف شكر – طلال مداح
غريبه – رابح صقر
من أبرز قصائدها والتي تجسد الحيرة و التساؤل ” يا سيدهم وينك”
يا سيدهم وينك علقتني بمرايتي
فيها اعيش حكايتي
بعض الحكايا هم
ما به احد يهتم
واجهتني بحلمي القديم
الخوف والشوق اليتيم
ما به احد يهتم
تركت لي بعضك يا سيدهم وأقفيت
واعدتني بكلمه باكر اذا مريت
تسالني عن شوقي بغيابي وشروقي
باكر يجي باكر ما يجبر الخاطر
لاجيت في بالك ولا للزمن آخر
وما به احد يهتم
سألتهم وينك ما جتني اعلومك
تو ابتدا همي وانت انتهى يومك
يا سيدهم بالله هذا جزا حسّي
تواجهني بنفسي تتركني لنفسي
لو بالغلا بتسأل تشرق فرح شمسي
وما به احد يهتم
وقصيدتها الأخرى التي تجسد ضبابية الشعور “رمادي”
لون ذا الـليلـة رمادي لونـها ما كـان عـادي
تعبت أردد وين وين تـعبت مـن قـلبي أنـادي
لو تحس الشوق فيني قـبل لا يـبـرد حـنيني
لـو تجـرب لو تجـيني كان لك عمري وفـؤادي
حـتى لو ما أقـدر أجامل بكل طريقه كنت أحاول
كان ظـني فـوق واصـل وأثري جاوزت التمادي
الـعشـم فـيـك أنتَ غـالي خــابت ظـنـون الليـالـي
لا أنتَ أول ولا أنا تالي بـس لا تجرب عـنادي
الشاعرة و الأديبة لينا العجاجي الشهيرة بلقب «هتّان» – رحمها الله – منبع القوافي المتفرّدة بالجمال، والتي مازالت ترسخ في الأذهان، ونهر من الحنان.
تبقى أنت يا وطن.. لحظة أمان..
وكل الحنان.. وتبقى أنت.. يا وطن..
دمعة الحُبّ الوحيدة اللي أذرفها بعيدة..
واللي ما قواها، عنيدة!..
والشاعرة «هتان» صاحبة عطاء مثمر، والتفاني فيما تقدّمه من جمال الإحساس والمشاعر الصادقة التي تأسر القلوب وتخاطب العقول، فقد كتبت بإحساسها، وذوقها وإنسانيتها في زوجها صاحب السمو الملكي الأمير المعتز بن الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – قصيدة رثاء عبرت فيها عن ألم الفقد لمن كان الزوج والأخ والصاحب منها هذه الأبيات:
قمت احسب ايامي واعد الليالي
ولافجعني مثل بعض الصداقات
توي دريت اني وحيده لحالي
الحين اصدق غصب معتز قد مـات
فقدت اخوي وصاحبي راس مالي
وغرقت عقبه في بحور عمـيقات
حتى بحزنه كان جــداً مثالي
يحمل هموم الكون بإيمان وسكات
والشاعرة «هتّان»من أكثر الشاعرات اللاتي خدمن الشِّعر وذلك من خلال الكثير من الروائع التي شدا بها كبار المطربين حيث جادت قريحتها الشِّعرية بالبوح العذب، والمشاعر التي تلامس مشاعر الآخرين، فقد عاشت سنوات مليئة بالفرح والحزن، فكانت كلماتها – رحمها الله – نبضاً ينبضُ بالإبداع الذي يخدم التراث من الشِّعر.
النجوم الليلة تقل مجمعه
فوق جدران بيتك الأربعة
مانختلف.. قصيدك ما أروعه
حتى الدواير ترسميها مربعه
والدموع اهطليها وادفنيها معه
محدٍ بيقدرها بوقت المعمعه
لون هالليله رمادي.. و مزوبعه
والصبح اللي يبيني، ماني معه
ومن أوراقها الشِّعرية وأرق الكلمات التي كتبتها شاعرتنا «هتّان» – رحمها الله – نص بعنوان: «دموع الندم»:
ليت يا سيد المشاعر من فهم
كان قلبك من جراحه قد سلم
لكن العيبه في ذا الحب الوحيد
مستغل إنه يمينك والخصم
يترنم بك وبأشعارك طروب
مادرى بنزفك للكلمه قلم
كنه يشوفك بقلب من قزاز
لا تواصل لا تفاهم لا ألم
مادرى بك ولو يدري باللي فقد
والله إن يخلق من رموشه قدم
يتعذر عمره ولو عمره يضيع
ماوفى دمعه من دموع الندم
كذلك نص بعنوان: «الفراق» الذي من خلاله أمطرتنا شاعرتنا «هتّان» بروعة الكلمات المؤثرة في القلوب، التي من الصعب أن يكتبها الآخرون، وبقيت معنا لا تنتهي مع الأيام:
كثر الفراق أوله.. عليكم ومجبور
أوله وأصد القلب في كل مره
يا حُبّ وداني عن الكل مسحور
توّ البعد بينك.. وأدركت شره
ويا دمعة بعيني تجرعك ممرور
وأنا اللي ما ظنيت للشوق سكره
أنا أدري بناس كثيره لهم دور
بفراقنا وأدري بالأيام وعره
لكن أشوفك إنت في ظلمتي نور
يضوي طريقي الصعب بوعود سفره
والقلب يرجع لك ولو عاد مكسور
وقلبي تحت شمسك تملكت أمره
وهنا أيضاً أروع النصوص الشِّعرية نص فاخر بعنوان: «حريّتي» يعكس لنا الفكر النير الذي تتمتع به شاعرتنا «هتّان» – رحمها الله – وما تمتلكه من ثقافة واسعة، حيث عبرت بأجمل الكلمات، وأعذب الحروف عندما أنشدت:
لا.. نا ابي ارمي عباتي..
لا.. ولا امزع غطاتي.. واقول: «ذي حريتي»
حريتي أنا.. توصل لعقلك كلمتي
تفهمني صح.. ولا تدنس سمعتي
حريتي.. اني انام وسط المطابع والحبر..
فكر حر.. بلا قيود
يكحل عيون السطر.. بعد السطر..
وتأخذ مقاله.. او كتاب.. وترفع بفهمك رايتي
حريتي.. عقلي يكون.. بلا قيود
وما يمر بوقت.. خذلان وجمود
واكبر معاني الالتزام والاحترام.. شرف الكلام
وكلمتي زروح.. والحسد حقيقتي
وإلا العباة.. ستر وغطا
بس الفهم..أصلا خطا!!
رحم الله شاعرتنا «هتّان» وأسكنها فسيح جناته، فهي من الشاعرات المميزات بإحساسها، وبوح الكلمة المؤثرة، كما أن لها نظرة ورؤية بعيدة.. لذا سوف يبقى إرثها الأدبي متوارثاً بين الأجيال، فقد تألقت في قصائدها روحاً وتجسيداً للجمال وللإبداع.
ختاماً.. من الأبيات الجميلة لشاعرتنا التي أصبحت تردد في المجتمع، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، والتي كتبتها شاعرتنا «هتّان» وصرّحت قبل وفاتها – رحمها الله – بأن هذه الأبيات يصعب أن تكتمل ومنها هذا البيت:
الكل يحلف إنه إنســـان صادق
والصدق يحلف ما لقى صدق إنسان
انتقلت إلى رحمة الله تعالى الشاعرة والأديبة المعروفة لينا عبدالله العجاجي الملقبة بـ”هتان” ، في ٢١ مارس ٢٠١٩م ، بعد مشوار طويل مع القلم والأدب استطاعت خلاله أن تحفر اسمها كأحد أبرز الأسماء النسائية التي قدّمت الكثير للشعر والأدب ..
ورثتها الشاعرة الجميلة رزان العتيبي بقصيدة حزينة قالت فيها :
يا : مارس الغدار
ماعاد به ” لينا ” ولا عوّدت الأخبار
كم .. ” آسفة ” بحلقي
تخنقني لا مرّت في سالفة وأنهار !
كنتي لروحك .. روح
ماخفّت جروحك
زوّد عناك البوح
وادري العذر واهي
لو بللّ شفاهي
وادري الزمان .. اسوار
ويالينا لو روحك تسمع حكي بالي
تعذرني ع اللي صار ! 💔