أحبها تلاوة و تأسرني مبنى ومعنى..
ذاك المشهد العظيم..
مشهد النهاية لحياة تنتهي،
و البداية لحياة تبدأ..
والصلة المشتركة بين الحياتين هي حقيقة أزلية وهي وجود المولى سبحانه وقدسيته و ألوهيته .
ويوضع كتاب الأعمال في ظل إشراق الكون بنور الله،
وقد غطى نوره تعالى كل شيء.. إشراق ينسج خيوطه حول الأرض فكأنما قد أضيئت، وأنى لها ألا تفعل و قد غمرها نور الملك الديان..
ويأتي الأنبياء فيشهدون أممهم بأنهم قد بلغوا رسالات رب العالمين للناس، ويقضى بين جميع الخلق بالعدل.
حياة و حياة.. في الأولى اختبار وتمحيص..
وفي الثانية نتيجة وعاقبة وخلود ، إما زمرا أي جماعات إلى الجنان أو زمرا إلى النار، و الجنة يدخلها المؤمنون جماعة بعد جماعة، مقربين ثم أبرارا ثم الذين يلونهم و أول من يقرع باب الجنة فيؤذن له و يدخل المؤمنين من بعده هو سيدنا محمد الهادي صلى الله عليه و سلم، و الجنة بنعيمها و حريرها ولآلئها و روعتها تنتظر الزمرة الأولى من الوافدين اليها وجاء وصفهم في الحديث الشريف أن وجوههم كالقمر في ليلة البدر، قطعا من نور، لا بل يستقبلهم خزنتها مرحبين قائلين طبتم حللتم أهلا إلى دار الخلود، و المجرمون يساقون إلى مهادهم جماعات أيضا.. نسأل الله العافية.
ثم يأتي المشهد الأخير، ويبرع الإعجاز القرآني في تصويره بأسلوب يغمر القلوب سكينة و هيبة..
ها قد تم الحساب.. وأنيخ الركاب، وبلغ كل من البشر مأواه.. إما جنة أو سعيرا..
ويعم السلام الحق حيث عرش الإله في ارتفاعه والملك يحفون به يسبحون ويثنون..
وهناك كلمة تقولها الملائكة و يقولها الناس قلبا و لسانا،
كانت كلمة البدء،
وكذلك هي اليوم كلمة الختام..
الحمدلله رب العالمين..
د. فاطمة عاشور💜
التعليقات 1
1 pings
ابو محمد
10/01/2021 في [3] رابط التعليق
بارك الله فيك ورفع قدرك ونفع بك وبعلمك وبطرحك الجميل الهادف.
(0)
(0)