إشراقة اليوم من رواد مدينة الطائف، صحفي وباحث وكاتب، صدر له 26 كتاباً، اشتغل بالتعليم والإرشاد الطلابي، وكانت سبب شهرته الالتحاق بمجاليْ الصحافة والكتابة،ولقد أسس المنتدى السالمي الثقافي بالطائف.
عرّف قراء وهج نيوز بنفسك
+ حمّاد بن حامد السالمي. معلم وباحث تربوي سابق. صحافي في الندوة من العام 1388هـ حتى العام 1400ه. مؤسس مكتب مؤسس الجزيرة الصحافية بالطائف ومديره وصحافي وكاتب مقال بالجزيرة منذ 1400هـ حتى اليوم. كاتب وباحث. مؤلف صدر لي 26 كتابًا؟ كنت أوازن بين واجباتي العملية والأسرية وحبي لاقتناء الكتب والقراءة اليومية طيلة أعوامٍ مضت .
1- ما هي الوسائل التي ساعدتك في النجاح؟ وكيف توازن بين متطلبات أسرتك وعملك؟ وما هو الأمر الذي تعتبره أكثر أهمية وتتطلع لتحقيقه خلال العام القادم 1441- 1442 هـ على المستويين الشخصي والوظيفي؟
ما ساعدني في الوصول للنجاح هو حبي للقراءة. كنت منذ أيام الطلب في المرحلة المتوسطة وأنا خدين كتاب، حتى أصبح لدي مكتبة خاصة بها عشرة آلاف كتاب، أقضي فيها معظم وقتي. كنت طيلة أعوام خلت أوازن بين واجباتي العملية والأسرية وممارسة حبي لاقتناء الكتب والقراءة اليومية، وكذلك ممارسة الهوايات الخاصة ومنها التصوير الفوتوغرافي. أتطلع لأرشفة مئات آلاف الصور التي تضمها مكتبتي، ومنها صور الأبيض والأسود والملون، وصور تاريخية مهمة لمئات المناطق حول الطائف وفي المملكة، وكذلك كثير منها يوثق رحلاتي العملية والسياحية لعشرات البلدان التي زرتها في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا
الصحافة أخذت وقتها والجيل الجديد تعود على المعلومة الكبسولة والإعلام السعودي منذ بدايته يقوم على مرتكزات دينية وثقافية ووطنية وأخلاقية واضحة.
2- بما أنك رائد من رواد المجال الصحافي، برأيك هل أصبحت الصحف المطبوعة عزيز قومٍ ذل، ومن وجهة نظرك كيف تستطيع الصحف المطبوعة مواكبة الحراك الإلكتروني الفضائي؟ وكيف تستطيع الصحف الإلكترونية العربية أن تفرض نفسها على الساحة الصحفية العالمية؟
الصحف الورقية مثلها مثل الكتاب الورقي أخذت وقتها، وأدت دورها، ونحن نعيش عصرًا جديدًا يمتاز برتم حياتي سريع جدًا. دخلنا عالم التعاطي المعرفي الرقمي، وربما نجد أنفسنا عن قريب في عالم ( تشييء البشر )..! الإنسان القادم سوف يصبح مجرد رقم، مثله مثل السيارة والهاتف الذي يحمله. العقل البشري يُشيّء البشر كما يبدو، والأجيال التي أخذت تتعود على ( المعلومة الكبسولة )؛ تقطع صلتها بكل مكتوب ورقي تدريجيًا. صحافتنا الورقية والعربية بالعموم تقاوم تيار الغمر الرقمي، ولن تبقى مدة أطول. إن الصحف الإلكترونية ما زالت في بداياتها، وهي حتى اليوم لم تكتسب مصداقية مشجعة عند المتلقي، ولعل هذا يأتي مع الوقت إذا تم مأسسة هذه الصحف، وسارت في ضوء استراتيجية وطنية واضحة لدى الكل
3- ما هي أهم المرتكزات والمبادئ التي يقوم عليها المجال الإعلامي في المملكة العربية السعودية؟ وما هو التطور الذي تطمح به في مجال الإعلام السعودي؟
منذ البدء؛ كان الإعلام السعودي- الحكومي أو الخاص- يقوم على مرتكزات دينية ووطنية وثقافية وأخلاقية واضحة للبعيد قبل القريب وما زال. آمل أن يعاد رسم الخطط الإعلامية، مقروءة ومسموعة ومرئية، ليواكب إعلامنا خططنا التنموية الشاملة، وأن يعكس حقيقة التغيير والتطوير الذي نعيشه، ويعكس وجهنا الحضاري المشرف لكل العالم
شبكات التواصل الاجتماعي سبب رئيسي في أن نعيش حالة فصام جديدة،ورسالة المعلمين هي رسالة رسل بعد رسل
4- برأيك هل شبكات التواصل الاجتماعي ساعدت في تطوير المجال الثقافي أم أفسدته؟ وهل أنت راضٍ عن واقع الثقافة العربية في ظل هذا الفضاء الانفتاحي الإلكتروني؟ وما رأيك في الصحافة المحلية على أنواعها ونزاهتها في تغطية الأخبار وفي تعاملاتها مع المثقفين والكتاب المبدعين المحليين؟
شبكات التواصل الاجتماعي نجحت إلى حد كبير في تحقيق ( التفاصل الاجتماعي )..! وليس ( التواصل ) بالمفهوم الأسري والحبي الذي عهدناه. أصبح الهاتف النقال هو والد وأم وأخ وأسرة الشاب والشابة. بل هو عالمه الوحيد الذي يقضي معه جلّ وقته. يحادثه ويساره ويأخذ منه ويعطيه. هناك انفصام من نوع جديد نعيشه في حياتنا اليومية، يشكل سلبية اجتماعية خطيرة على المجتمعات، سوف تظهر أخطارها في المستقبل. صحيح أن شبكات التواصل لها فضيلة النقل المعرفي السريع الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان؛ لكن كذلك ليس كل ما يتم تداوله هو صحيح، أو يخلو من دس وتخريب للعقول والمفاهيم. لهذا ليس كل مادة ثقافية عبر وسائل التواصل صحيحة أو نقية ونزيهة. إن سهولة وسرعة النشر عبر وسائل التواصل؛ قدمت الغث والسمين، واستطاع كل من هب ودب يكتب ويصور ويتكلم وينشر، ويعد نفسه في علية المثقفين والمفكرين والموجهين. صحافتنا المحلية الورقية كانت منذ زمن الأفراد؛ هي وفية مع المجتمع، وخدمت الفن والثقافة والأدب، وارتقت بالذوق العام وما زالت. وظلت تمارس دورها الوطني بكل اقتدار
5- كاد المعلم أن يكون رسولا.. بصفتك كنت معلمًا برأيك هل المعلم يقتصر دوره فقط على القاعة الدراسية والكتب والتعليم أم يتسع ليشمل التربية والتوجيه؟
المعلم هو أب ثانٍ، ودوره أكبر وأعظم من الكتاب والفصل والسبورة والمقرر المدرسي. هو المربي والموجه والقدوة الذي يغرس في تلاميذه الأخلاق الحميدة، والمبادئ الإنسانية، والمثل العليا. إن رسالة المعلمين هي رسالة الرسل بعد الرسل، فلله درهم من رسل بعد الرسل
بدأ المنتدى السالمي الثقافي في المنزل وهناك بعض الأفكار لتحويله ليكون نشاطه شهرياً طوال العام وأتمنى أن يكون هناك مركز ثقافي في كل محافظة بإشرافٍ من الوزارة.
6- بصفتك مؤسس منتدى السالمي الثقافي، اعطنا نبذه عن هذا المنتدى وما هي الخطة والرؤية المستقبلية التي يعتزم المجلس الإداري للمنتدى تنفيذها؟
منتدى السالمي الثقافي بدأ في مكتبتي الخاصة بداري في حي المثناة منذ 35 عامًا. كان ينظم لقاءات شهرية، ويكرم بعض الرموز الثقافية. بعد ذلك أنشأت مقرًا له بالحجر على الطراز المعماري القديم بمسقط رأسي بقريتي في بني سالم، ثم تطور برنامجه إلى ندوات ومحاضرات وتكريم كبار الشخصيات. زاره أمراء ووزراء وأدباء من داخل المملكة وخارجها. هناك بعض الأفكار لتحويل نشاطه ليكون شهريًا على مدار العام إن شاء الله
7- النوادي الأدبية لها مكان خاص في قلوب الأدباء والمثقفين، برأيك ما الذي جعلها تأخذ هذه المكانة؛ و بماذا تساهم في بناء المجتمع وتطوير ثقافته؟
الأندية الأدبية ظهرت أول مرة على أيدي الأدباء الكبار، الذين وجدوا التقدير من الدولة لإسهاماتهم في الحراك الأدبي والثقافي والبحثي في عموم المملكة، ثم تطور عملها بعد ذلك إلى أن أصبحت اليوم تحت إشراف وزارة الثقافة. أظن وبعض الظن ليس بإثم أنه حان الوقت لأن يُنشأ في كل محافظة مركز ثقافي، يضم النادي الأدبي، وجمعية الثقافة والفنون، والمكتبة العامة، والمكتبات الوقفية، وأن تتولى الوزارة إدارته، ويصبح قبلة لكل مثقف وأديب وفنان وصاحب إبداع وإنتاج
8- من خلال تجربتك في البحث، برأيك ما الذي يقدمه البحث للمجتمع من أجل ازدهاره وقوته؟
البحث في أي مجال كان؛ هو تجديد علمي وإضافة معرفية مهمة، وتطوير وتصحيح أحيانًا لا غنى عنه؛ سواء خرج من جامعة متخصصة، أو جاء عن جهد فردي. لم تتطور العلوم البشرية وتنجح في خدمة المجتمعات؛ لولا العناية بالبحوث والدراسات؛ نظرية كانت أو عملية.
9- كم كتابًا أصدرتَ حتى الآن، وما هي مشاريعك المستقبلية في عالم التأليف؟
أصدرت حتى اليوم 26 كتابًا في الأدب والشعر واللغة والتاريخ والبلدانيات والفن، وصدر عني كتابان. لدي الكثير من المسودات لكتب وبحوث ومقالات لمواضيع محددة أراجعها بين حين وآخر، لعل يأتي اليوم الذي أتمكن فيه من طباعتها واصدارها.
وختاماً شكراً للكاتب والصحفي حماد السالمي حواره معنا سائلين المولى عزوجل أن يطول عمره ويمده بالعلم النافع.