وحين يأتي الشتاء..
سنعود..
ويعود اللقاء..
ويلتم شتاتنا،،
إلا لقاء الوالدين !!
نزين ليالينا بشعلة نارٍ ،،
وحولها السمار،،
متحلقين ومتأملين..
بحثاً عن الدفء المختفي ..
وكل نفس بما حُمّلت.. تكتفي..
بزفرات النادمين..
والليل يرخي ستاره الحالك،،
والريح تعزف بالناي الحزين،،
كانوا هنا..
نعم هنا..
من ضمن المتجمهرين..
يطوف الحنين..
أرجاء المكان..
يجر ردائه الكئيب..
و يعتلي صوت النحيب..
وبينها صوت حزين..
ألا مغفرة الله تلفهم،،
والملائكة تحفهم،،
وتتغشاهم رحمة الراحمين..
حضروا وغاب الحاضرين..
حضروا وجابوا المكان..
هنا آمنين..
هنا ضحكة
وهناك قصة عبرة
من حكاوي الزمان..
هنا كلمة ترحيب بمن قدم..
وهناك رتبات على أكتاف المتعبين …
هناك غيم يعتلي سماؤنا
أماه !!
أمااااه..
ألا تسمعين ؟!
ثم أثقلنا الحنين..
تتساقط العبرات تارة،،
وتارة.. وجه بائس حزين..
كم كنتِ حاضرة
و إن غاب الجسد؟!
كم كنتِ أقرب للروح وللقلب؟!
وكم كنتِ بنا تشعرين؟!!
أضاع منكِ تاج الأمومة؟!
أم ألبسوكِ الجفاء ثوباً ؟!
و دثروكِ الغياب دهراً
وزملوكِ بالنسيان؟!
فما عدتِ تعرفين؟!
أو تذكرين؟!
أماه.. يا بلسم المجروح
يا زهرة بيضاء..
و منبع العطاء..
لآلاف السنين..
تتساءلين؟!
عنا ونحن منذ رحيلكِ
لم نعد بخير..
و لم يعد مركبنا بسلامٍ،،
تكسرت مجاديفنا..
وتخبطت أرواحنا..
و أمسينا في البحر غارقين..
أماه عند موتكِ ..
مات الجميع ..
فالأمهات لا يحق لهن..
الغيااااب..
ولا التخلي والذهاب..
فبموتهم..
تموت الحياة..
ويسكن الليل من جديد..
ثم يملؤه ضجيج الخافتين..
في جنة الخلد حبيبتي
ترفلين..
وسيكتمل عقدنا بروحك
وتفرحين..
يا درة.. يا دانة..
وأي جمانة أنتِ..
يا زهرة الياسمين..
يارب هي أمانتنا لديك
يا حافظ المستودعين..
فاجعلها آمنة.. مستقرة في رحمتك..
مطمئنة.. ضاحكة.. مستبشرة
واجمعنا بها أجمعين..
.
.
.
.
.
.
بقلم : وفاء العتيبي 🕊️