في سورة الشعراء آية 62 يقول تعالى (قال كلا إن معي ربي سيهدين)..
الموقف يموج بالفزع فموسى و قومه مدركون لامحالة من قبل فرعون و البحر أمامهم و العدو خلفهم، و مع هذا تبزغ شمس اليقين في قلب موسى بأن ربه سيرشده إلى طريق النجاة.
بالرغم من أنه حين لحق الطاغية بموسى و المستضعفين لم يراوده شك قيد أنملة في الظفر فمعايير الدنيا كانت كلها في صفه وتشير لذلك النصر الساحق .
وحين وصل موسى كما أمر إلى أن واجه البحر وخلفه جيش فرعون وارتعدت الفرائص من قومه فرقا لم يراوده شك قيد ذات الأنملة في النجاة، فيقينه بمعية الله كان يؤكد ذلك .
لو اختزلت أسباب النصر والفلاح لك في بوتقة وحملتها دون عون الله.. لخسرت.
ولو حملت وعاء فارغا بين جنبيك إلا من يقين بالله.. لظفرت.
(سيهدين) جزم نبي أوقن بصنيع الإله الأحد..
وقد كان.. هداه وجعل له البحر يبسا وأنجاه.
لذا إن وقعت طريحا في مصيدة الحيرة وغلقت الأبواب في وجهك، وناءت عنك أسباب الدنيا فالجأ إلى الله ليهديك إلى طريق المخرج من الضائقة، فليس لها من دون الله كاشفة.
سيهدين.. جذوة ثقة و يقين تنير ظلماء الطريق.
سيهدين.. التماس ورجاء مقدم لصاحب الأمر بأن يرشد و يدل.
سيهدين.. مسار سريع الخطى ببوصلة أمان ربانية وتوجيه إلهي.
سيهدين.. حسم لنزاع النفس مع هاجسها.. إنهاء لدرب الحيرة و ابتداء لرحلة الطمأنينة.
سيهدين.. إعلان وإعلام عن اعتماد كلي على مشيئة من لايغفل بانتظار تدبيره مع الاجتهاد بيسير من سبب.
رب اجعلنا برحمتك موقنين.
د. فاطمة عاشور 💜