شاعرنا لهذا الأسبوع من الشعراء المعاصرين لم يكن من أهل العصر الأندلسي الذهبي لكنه تمكن من إحياء أمسية شعرية في غرناطة اسبانيا عام ١٩٩٧م وبعدها توج بلقب شاعر الأندلس ويحق له..
شاعر ذو مكانة بين الشعراء..
هو الشاعر المحبوب ” ناصر القحطاني” فهو خريج لجامعة الملك سعود ثم عمل في وزارة التعليم العالي مديراً عاماً للتطوير الإداري.. بعدها استقال ليتفرغ للإعلام والشعر..
نظم الشعر منذ نعومة أظافره ، فلقد نسج الشعر بلسان فصيحٍ وآخر عامي..
أبدع و أيما إبداع في أغراض الشعر جميعها وتميز بإهتمامه الكبير وإبراز ذلك في قضايا المجتمع المحلي والعربي والإسلامي..
كتب قصيدته لاتحزن مواكبة لكتاب الشيخ عايض القرني..
له ست دواوين مسموعه وديوانين مقروءة
الديوان الأول بعنوان “الذاهبه”
الديوان الثاني بعنوان “وجها لوجه”
شغفه بالشعر جعله يؤسس مجلة شخصيات ، مجلة ثقافية واجتماعية..
ثم أسس قناة الساحة الفضائية ، قناة متخصصة بالشعر والتراث..
تم اختياره ضمن مئة شاعر من نخبة الشعراء العرب للمشاركة في مهرجان دبي الدولي للشعر..
تم تكليفه مؤخرًا بالإشراف العام على جائزة الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي..
كان من الأوائل الذين شاركوا في قصائدهم مع شعراء آخرين كثنائي مشترك ((ديو)) وكان من أبرز قصائده مع الشاعر الكويتي المتألق حامد زيد بقصيدة
“ملذات الحياة”
الله يا زين الليالي كل مانرجع ورا
شان الزمن ياهل ترى ..
والا يا عالم وش جرى
لا طعم للضحكه ولا اللقمه
ولا حتى الكرى
والعمر ينقص مثل ما تنقص ملذات الحياة
ما فيه صدر الا وفاح
ولا كلام الا انحكى
واللي شكا واللي بكا ..
واللي على الحزن اتكا
واللي خذا له بندق
و دور خويه و ارتكى
حتى افلس وضاقت عليه الأرض من كل الجهات
للشاعر قصائدٌ جزيلات ومحملة بالحكم والعبرات..
لكن تظل أوفى قصائد ناصر القحطاني والتي خلدت ذكره وعرفه الجمهور من خلالها تلك القصيدة التي تحكي عن قصة عاشها الشاعر وتجربة أليمة جسدها بقصيدة “الذاهبة” والتي كانت عنوان لديوانه الأول المطبوع..
ثم انتقلت قصيدته البارزة والرائعة ‘ الذاهبة ‘ ، والتي قام بغنائها الفنان ” خالد عبد الرحمن ” إلى مسلسل درامي تليفزيوني تم بثه على الكثير من المحطات الفضائية ..
وقصة هذه القصيدة تبدأ
عندما كان هذا الشاعر شاباً ، أحب امرأة ولم يكن له نصيب أن يتزوجها ، فتزوجت المرأة وبعد مرور ثلاثة عشر عاماً توفي عنها زوجها ، فقام الشاعر بالمجيء مرةً ثانية ، وطلب يدها وتمت الموافقة وتم الزواج ، ولكن بعد مرور كل هذه المدة الطويلة التي فاتت على الاثنين ولا يمكن تعويضها..
هذا الحب القديم في أربعة أسابيع فقط لا غير – ولكن تلك المدة مرت على الشاعر كما قال عنه هذه الأيام التي بيني وبين زوجتي مرت وكأنني في جنة بجمالها – وبعد مرور اربعة أسابيع وافتها المنية ، تلك المرأة التي توفت وتبخر حلم هذا الشاعر الكبير والرائع والمبدع ناصر القحطاني ، بعدها تم إصابته بعدد من الأمراض ، وأخذ يكتب تلك القصيدة الحزينة والمعبرة على مدار شهراً كاملاً .
وحزن حزناً شديداً بعد مفارقة زوجته التي لم ولن يحب غير هذه الذاهبة والتي وافتها المنية بعد زواجهم بعدد من الأسابيع .
قام بغناء القصيدة الفنان الكبير خالد عبدالرحمن ، وقد اشتهرت هذه الأغنية بكلماتها المجسدة لألم وحزن الشاعر والتي قال فيها ..
(( الذاهبة ))
الله اللي راد والعقدة قضاها اللي عقدها
لا على الدنيا السلام ولا لباقي العمر زينه
الفضا ما كنه إلا خيمة طاحت عمدها
والفرح ما كنه إلا شيخ أنقصت يدينه
والعمر قطعة زجاج انكسرت ولا طال أمدها
والعرب في العيد بدموع اليتامى مستهينة
والشوارع لفها ثوب الظلام اللي هجدها
والبيوت أطلال من عقب المحبة والسكينة
والشتا والليل والبرد والسما يصرخ رعدها
والعيون اللي ورا الشباك مذعورة حزينة
طولوا في الكهف الأصحاب وبقت روحي وحدها
كنها في كوكب ثاني خلا من ساكنينه
الوداع اللي بعلم لعيني اعبر من رمدها
والوداع اللي بلا علم لقفص صدري غبينه
والوداع اللي بلا رجعه عليا امر وأدهى
والله انه غرغرة سم وسكاكين سنينه
والعنود اللي جفيت الناس والدنيا بعدها
مدة الفرقة لغاليها وهي تعطي الثمينة
وينها كيف تركتني ليه ما جت في وعدها
والقمر لا طل خابرها تجي بيني وبينه
رحت أنادي وأتلمس في مهب الريح يدها
كني حصان بلا صاحب طوى البيدا حنينه
رحت أصيح الصبح وينه والعرب ما رد احدها
ما سمعت ألا صدى صوتي يقول الصبح وينه
كنهم من يوم ذيك الشمس غابت عن بلدها
طلعوني في النفود وصكوا أبواب المدينة
كنهم من يوم ذيك الذاهبة
ما حد وجدها
كل رجال من الشرهه قلع الدرب عينه
أثرها ماتت وماتت كل فرحه في مهدها
والربيع اقفت به اللي كانت التاج لجبينه
جاورت عقب الحدايق حفرة ما اقسى لحدها
حفرة ماني مصدق كيف ضمت ياسمينه
للحزن فيني مثل ما لطهاره في جسدها
ويش أسوي لا فتشت اللي لها وسط الخزينة
زخرفت حلم وبنت له مسكن وسمت ولدها
آآه لو غرد ولدها في خميلة والدينه
عاهدتني وظفرت بيمين أقوى من عهدها
والصبي لا خير فيه كان ما نفذ يمينه
ما تتقى عن رثاها عرق أقتض بشهدها
ولا تبقى خلف قضبان الجفن عذراء سجينه
كيف عند العالم أيام العزاء محصى عددها
ولا أنا طالت شهوره والله اعلم كم سنينه
للثرى فيها نبات وللمشي خفف نكدها
لا السما فيها طيور ولا البحر يمه سفينة
للقمر هذا مساه وللعصي هذا رغدها
للزهر هذا شذاه وللذهب هذا رنينه
قالوا الشيخ الفلاني مرجع القوم وسندها
قال يبشر بالعوض والعلم جينا ناقلينه
ساق لك بدر البدور اللي نشدها من نشدها
جادل(ن) هزة عروش وخيبة روس ذهينه
قسمها في رسمها في جسمها ألا في رشدها
واسمها ان جان للغضب قومه على الألسن رطينه
أترك الناي وعطية شيخنا غنا لسعدها
وانبسط يا عم ونسى اللي ورى التربة دفينة..
وبهذا أكون قد قدمت لكم قصيدة ‘ الذاهبة ‘ والقصة الحزينة ورائها ومن هو الشاعر الكبير ” ناصر القحطاني ” .
” الذاهبة لم تمت ياشاعرنا الكبير الذاهبة رسخت في عقولنا مثلما رسخت في قلبك الحزين جبر الله قلبك وجمعك بذاهبتك في جنات الخلود” ..
التعليقات 1
1 ping
عبدالله ثامر
29/08/2020 في [3] رابط التعليق
أبدعتي مقال جميل وشاعر محترم