(تولنا يا الله )
يقول تعالى في سورة محمد، الآية ١١ :
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم)
ذلك الذي فعلاه بالفريقين فريق الإيمان وفريق الكفر; بسبب أن الله ولي المؤمنين ونصيرهم, وأن الكافرين لا ولي لهم ولا نصير.
مولى أي وليهم و ناصرهم.
قال قتادة : نزلت يوم أحد والنبي – صلى الله عليه وسلم – في الشعب ، إذ صاح المشركين ويقال أبو سفيان تحديدا : يوم بيوم ، لنا العزى ولا عزى لكم ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : قولوا الله مولانا ولا مولى لكم .
ومعنى أن الكافرين لا مولى لهم أي لا ينصرهم أحد من الله.
وفي تفسير الطبري :
هذا الفعل الذي فعلنا بهذين الفريقين: فريق الإيمان, وفريق الكفر, من نُصرتنا فريق الإيمان بالله وتثبيتنا أقدامهم وتدميرنا على فريق الكفر (بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) : من أجل أن الله وليّ من آمن به وأطاع رسوله.
وبحثت في معنى كلمة مولى في اللغة العربية كما ورد في القواميس فوجدتها تعني:
الْمَالِكُ، السَّيِّدُ : خالقهم ورازقهم وباعثهم ومالكهم.
و من العجيب أنها تعني أيضا عبد أو “مولى أجير” أو وليّ تابع، حليف “كان من مواليه”.
كما انها تأتي بمعنى شريك.
وفي معجم لغة الفقهاء
يطلق على معان منها : السيد ، والعبد ، والمعتق والمعتق ، والمحب المتابع ، والحليف والقريب العم و الخال.
والولي – مشتقة من الفعل ولي أيضا – هو النصير و الحافظ.
و هذه من عجائب اللغة العربية.
لهذا جاء في الدعاء رب تولنا فيمن توليت
وفيه توسل إلى اللَّه تبارك وتعالى بفعل الولاية، وهو مشتق من اسمين للَّه تعالى من الأسماء الحسنى: (الولي، والمولى)، والولاية المقصودة في هذا الدعاء المبارك تقتضي: التوفيق والنصرة والعناية والصبر عن كل ما يغضب اللَّه تبارك وتعالى، وفي هذا تنبيه على أن من حصل له ذلّ في الناس، فهو بنقصان ما فاته من تولي اللَّه تعالى, وإلا فمع الولاية الكاملة ينتفي الذل كله، ولو سلّط عليه من في أقطار الأرض.
و بالمقابل فمن لايتولاه الله قد يتلقفه الشيطان، يقول تعالى في سورة الحج :
(كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ) (4).
قُضي على الشيطان أنه يضلّ أتباعه ولا يهديهم إلى الحق بل يسوقهم لعذاب السعير .
نعوذ بالله من ولاية الشيطان و نتوسل له إلهنا أن نكون ممن تولاهم بفضله.
رب أنت مولانا و سيدنا و ناصرنا و حليفنا و إلهنا وليس لنا مولى سواك.. و أنت ولينا نعم المولى و نعم النصير .