أُحِب تاريخ وطني كثيرًا،
وهذا مما غرَسه بعمقٍ في داخلي: والدي -حفظه الله وأطال عمره في طاعته-.
وعندما بلغتُ الثانية عشرة عامًا تقريبًا، زرتُ مدينة الرياض لأول مرة،
وكان لديَّ شغَف كبير بالوقوف على آثارِ البطولة والشجاعة التي درسنا سيرتها في مادة التاريخ،
فوَعدني والدي -حفظه الله- بزيارة خاصة لقصر المصمك وبرحلة خاصة للدرعية.
مكثنا عشرة أيام، وجاء اليوم المخصص لزيارة الدرعية،
سلَكنا الطريق وأنا في شوقٍ لرؤيتها، حتى وصلنا.
أوقفنا السيارة واتجهنا صوب تلك الأسوار العريقة، ثم بدأنا نتجوَّل داخلها بين تلك الأزقة والبيوت التي أدهشني بنيانها المتواضع وتصميمها البسيط،
وفي تلك الأثناء بدأ والدي ووالدتي حفظهما الله بسردِ قصة المؤسس: الإمام محمد بن سعود رحمه الله وكيف كانت قيادته وإدارته وسمته ودينه وجهوده، وكنتُ أُشاركهم بما تعلمت،
كم كنتُ فخورة بالمشاركة وبسماع قصة هذه البطولة مع مشاهدة آثارها عَيانًا.
وما إن عُدتُ لمدينتي: (الطائف) حتى بدأتُ أعد الأيام المتبقية على انتهاء الإجازة لأعود للدراسة وأُخبر معلمة التاريخ وصديقاتي بما رأيتُ وسمعتُ بفخر، وقد كان.
الحمد لله على نعمة هذه القيادة وهذه البلاد، حفظ الله ولاتنا وبلادنا من كل سوء وأدام علينا الأمن والأمان.
يوم التأسيس: قِيَم راسخة، وتاريخ يتوارثه الأجيال.
في القلم القادم: أتابع الحديث عن زيارة المصمك إن شاء الله.
(أُقصوصة)
بقلم: د.جميلة بنت عادل فته
الأستاذ المساعد بجامعة الطائف
يوم الأربعاء، الموافق: ١١/ ٨/ ١٤٤٥هـ