بقلم الكاتبة /سحر الشيمي
Sahar.Alshimi
@sahar_shimi
طليق القيد لا يحجر ؟!..
كثيرا ما يتراءى للإنسان أنه بفكره وقوته التي وهبه الله في الأرض ، يستطيع السيطرة والتحكم الإرادي بكل شيء يملكه ؟!..
ولكن الحقيقة أنه ليس كل شيء نستطيع السيطرة عليه والتحكم به، فهناك شعور داخلي لا إرادي يطلق كردة فعل لحدث اختياري ، من شخصه نفسه أو من طرف آخر ، ومن ذلك نرى صورا كثيرة ، كسقوط الدمع منهمراً لشخص حزين أثاره كلمة او مشهد مرئي او مربذاكرته ،أو من جلد ذاته لموقف او خطأ ماض ، فلا أحد يستطيع منع او حجر هذه الدموع ولو أغلق جفنيه ،
وأبدى شعور الفرح ، وكم من ألم لا يراه يخبئه صاحبه ولكن لا تلبث ملامح وجهه تبديه وتظهره .
وقد قال بسام بن عبد الله : أضحك الله أسنانهم وأبكى قلوبهم . وأنشد :
السن تضحك والأحشاء تحترق وإنما ضحكها زورومختلق
يا رُبّ باك بعين لا دموع لهاورب ضاحك سن ما به رمق.
، وكم شاهدت في واقعنا الحالي ، ملامح الشوق والحنين على وجه أمّ لم ترى ابنا او بنتا لها لفترة الحجر فلما زارها اختلط دمع الفرح والألم المندثر من زمن ، وكم من أب في القطاع الصحي أو الأمني ، يتمزق داخله شوقا وألما ولا يستطيع أن يلمس طفله فتسقط دموعه رغما عنه، وفي المقابل نرى كذلك مشاعر الفرح والسرور عند حدوث شيء أو سماع كلمة مبهجة ، ترتسم ملامح السعادة بابتسامة أو ضحكة لا يقدر أحد كتمها وان حاصره الحزن والألم ، وكثير من الشعور الداخلي من حب ، عاطفة جياشة ، إيثار ، تفاعل مع المواقف المؤثرة ، كلها ينطلق منها فرس جامح طليق القيد لا يحجر بقيد او جدران أو أسوار وان بلغت عنان السماء ،
وأن حجرت الأجساد الحاوية لذلك الشعور ، فلا يستطع أحد مهما بلغت سلطته ومكانته وقدرته البشرية أن يحجرها أو يسيطر عليها ، وقد خاطب الله سبحانه رسوله الكريم وهو اكبر مؤثر في البشرية في قوله تعالى :(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22)) الغاشية . أي: ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم،
فعلى الرسول مهمة الارشاد اما الهدايا وتقليب القلوب فهي من الخالق سبحانه، لأنّ ميل القلب واستجابته ( شعور طليق القيد لا يحكمه الا الله ).
وفي شعور البكاء والضحك ، قوله تعالى:( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ (43) سورة النجم.سبحان من جعل الضحك والبكاء بيده وميز به الانسان عن بقية المخلوقات وكرمه به.
ومن هذا يتجلى لنا أن هناك شعور داخلي في مرحلة التسيير وما بعد التخيير للإنسان ، يكون طليق القيد لا يحجره أحد.
فلنرفق بهذا الشعور قبل انطلاقه بكلمة طيبة أو عمل صالح أو صور خير تسرُّ الناظرين حتى لا نفقد بعد وقوع الحدث ، السيطرة على هذا الفرس الجامح وليكن سكنه
وموطنه آمن قبل انطلاقه من نفوس آمنة مطمئنة ، راضية مرضية ، بذكر الله والقرب منه .
دمتم بنفوس قريرة العين مسرورة ..