أكرم توفيق
قد يصعب التنبؤ بتداعيات فيروس كورونا، وتأثيره علىالاقتصاد العالمي و” الصيني” بشكل خاص إلا أنني اثقبقدرة بكين على تجاوز تلك التداعيات مهما كان حجمهاوعظمها. إن الدولة التي استطاعت التحول من دولة معزولةمهددة بالانهيار إلى أعظم قوة اقتصادية مؤثرة في العالمتستطيع صناعة المجد .
لقد اتبعت الصين سلسلة من الاصلاحات الاقتصاديةحديثا كما فعلت سابقا حتى أسهمت في تغيير وجهالاقتصاد الصيني فقفزت به إلى مصافي الدول الكبرىعالميا وفتحت الأبواب للاستثمارات الأجنبية وعززت النشاطالداخلي وتمكنت من مغادرة دائرة الفقر وصولا لتجاوزهأواخر الألفية القادمة .
إن الدولة العظمى التي تغلبت على فايروس كوفيد19 القاتلواستطاعت تطهير بؤرة انتشاره قادرة على تجاوز اي عقبات طارئة تتمثل في انتشاره مرة اخرى وستكون كذلكمستعدة لمواجهة اي مخاطر مشابهة لا سمح الله . بل وقادرةعلى تجاوز اي عقبات محتملة تعيق مسيرة العطاء والعظمةوالعلو التي انتهجها شعب الصين العظيم.
لقد أعلنت السلطات الصحية الصينية مؤخرا أن الحكومةوافقت على إجراء تجارب سريرية على لقاحين خاملينلمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وكانت الصين قد حصلت في شهر مارس على الموافقة علىإجراء تجربة سريرية أخرى للقاح ضد الفايروس كانت قدطورته الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية العسكرية وشركةكانسينو للتكنولوجيا الحيوية . كل ذلك يؤكد حجم الطفرةالعلمية طبيا وبيولوجيا ويؤكد أن ما تزخر به الصين يكفيلان ينقذ العالم من فاجعة كادت تقضي عليه .
وفي الوقت ذاته، تسارعت مستويات التعليم بالنهوض بشكل هائل بعد التعافي الكبير الذي شهدته الصين ، وكمايتوقع بنك ستاندارد تشارترد أن تكون 27 % من القوةالعاملة في الصين تحظى بتعليم جامعي بحلول عام 2030 .
لقد تحولت الحكومة الصينية منذ عدة سنوات في بناء نموها الاقتصادي من الاعتماد على الصادرات إلى الاعتماد علىالاستهلاك المحلي. ولا تزال تعكف مؤخرا على تأسيسجبهة جديدة في مجال التنمية الاقتصادية العالمية لتمويلمشروع بنى تحتية جبار يهدف إلى ربط نصف سكانالأرض تقريبا ببعضهم البعض، ودمج خمس الناتج الوطنيالاجمالي العالمي من خلال تأسيس ارتباطات تجاريةواستثمارية تمتد إلى كل زوايا الكرة الأرضية