بقلم /حبيبة أحمد سليمان
من المحن تأتي المحن ومن المصائب تأتي الفرص ، ومما لا شك فيه أن جميعنا يعلم الآن ما يمر به العالم من جائحة كورونا ، وما جاء معها من إجراءات احترازية عدة ، ومن إحدى هذه الإجراءات العزل المنزلي الذي وضع معظم الناس في فراغ كبير ، استغل بعضهم هذا الفراغ بشكل إيجابي ، وبعضهم استغلوه بشكل سلبي ، ولكننا على يقين أن الإيجابي أكثر بإذن الله ، وسنعرض لكم في هذا المقال عن إحدى النشاطات التي قاموا بها الناس لاستغلال أوقاتهم ، وقتل همزات شياطينهم ، فكما قال الشاعر:
إن الفراغ والجيد والغنى لمفسدة على المرء أي مفسدة .
الدورات عن بعد هي إحدى الخدمات التي قدمتها الشبكة العنكبوتية الانترنت والتي بلا شك قد ازدادت في الفترة الآخيرة وخاصة ً بعد العزل المنزلي ، استغل بعض الخبراء ، والأكاديميين ، وأصحاب الرأي ، و المدربين هذه الفرصة لتنوير العقول ، ولتثقيف البشر ، بدأت المنظمات تتنافس في عمل هذه الدورات ، كل يوم تأتيني رسالاتٍ متعددة من المنظمات والهيئات تعلن عن دورة مختلفة عن غيرها ، جاءت هذه الدورات مراعيةًً ظروف الناس من حيث الماديات فبعضها مجاني ، وبعضها بمبلغ مالي يعد بسيط مقارنة بالدورات العادية ، واهتمت كذلك بالتوقيت فجعلته مناسباً لأغلب فئات الناس ، فلا هو صباحاً ، ولا هو ليلاً ، هو بين ذلك ، وجعلت نصب عينها اهتمامات الناس ، فوضعت مواضيع كثيرة ومجالات متعددة فمنها ما هو إعلامي ، ومنها ما هو تقني ، ومنها ما هو أدبي .
و للدورات الأون لاين مميزات وعيوب ، ولعل أهم مميزاتها ، قتل الفراغ ، واستغلال الأوقات ، واكتساب المهارات ، فعلى المستوى الشخصي ، حضرت دورات كثيرة أون لاين من بداية العزل ، وحتى الآن ، اكتسبت منها الكثير ، وتعلمت منها الأكثر ، ولكن يعيبها شيئين فقط ، أولُهَا المشكلة التقنية فقد يَحدث عطلٌ مفاجئ في الانترنت أو يحدث تشويش مثلاً ، وثانيها عدم قدرة المتدربين على التواصل مباشرة مع القائم بالاتصال ، التي قد تسفر على عدم التأثير بمضمون الدورة على الوجه المطلوب ، فقد أثبتت الدراسات أن الاتصال الشخصي ( وجهاً لوجهة ) ، أفضل بكثير من حيث التأثير من الاتصال الجماهيري ( عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي) .
حسناً ماذا يبقى ؟!
يبقى القول : أن الدورات الاون لاين الآن في أوج انتشارها ، فمعظم الناس في المنزل بلا عمل ، ولا يعلمون ماذا يفعلون ، يشعرون بالملل ، وهي جاءت منقذةً تنقذ الناس من فراغٍ قاتل ، و هي ذات منفعةٍ للقائم بالاتصال ، والمستقبل على حدٍ سواء ؛ لذا استغلوا أوقات الفراغ في التعليم وفي الحصول على تلك الدورات فهي بلا شك ستعود عليكم وعلى المجتمع بالنفع ، فالوقت كالذهب إن لم تقطعه قطعك.