تسترجع ذكرى زواجها وهي مسرورة، تنتظر مجيئه لتحتفل معه في تلك الخانة البعيدة جداً عن أعين المتطفلين..
تضيء الشموع وتنثر الورد الجوري في أرجاء المكان، ترتدي أجمل فساتينها الباهظة الثمن وتكتحل بسواد الليل الحالك..
تنتظر حتى يحين اللقاء ليأتي طيفه الهادئ ويلف المكان بنسيم بارد يشعرها بنشوة كاذبة، لم تكن هناك بل كانت في ذاكرة الزمن..
تفيق من غيبوبتها الوردية لترى زوجها القابع خلف أسوار البرواز ، صورة تحدق إليها بنظرة ثاقبة ، تجدها حانية تارة و أخرى معاتبة كيف لها أن تنسى ذكرى وفاته الخامسة..
تدمع عينها اليمنى دمعة وعينها اليسرى أربع دمعات،، لا شيء يعيد الراحل ولا يطفئ لهيب الشوق كالبكاء فتنغمر غاطسة لأعماق الحزن والرثاء..