على مفترق الطرق وقفت حائرة، أي طريق سأسلكه لايوجد أمامي إلا الظلام ولا أكاد أرى أي بوادر أمل في النجاة .. كنت قوية وعازمة على المضي وحدي ولكني ترددت قليلاً حتى لا أقع ..
يدك التي أمسكت بي وأنا على حافة جرفٍ هار أشعرتني بالدفء ، وصلت لأعمق نقطة خوف تعتري فؤادي وطمأنتني، وقنديلك المضيء المشع رسم أمامي الطريق و أعاد ألوان الحياة تتراقص حولي زاهية ..
أعلم بأنني لم أكن السالكة الوحيدة في تلك الطرق أو أنني من عانى من وعورتها لأصل إلى بر الأمان ، حتى أنت يا رفيقي وصلتني ممزقاً تكاد تنبس بكلمة وتتلعثم بآلاف الكلمات ..
الخذلان مؤذي جداً وعدو للأنقياء يسلبهم أبسط حق من حقوقهم ، يحرمهم الراحة والأمل ..
أعرف أنك لم تنسى ولكن الله أيضاً ياصديقي لم ينسى فبدل الهم فرحة كبرى وجعل الأمنية واقع جميل..
دعني أخبرك ماكان يختبئ وراء ذلك الصمت الرهيب، فالضجيج الذي يجمل كل اللقاءات التي عاصرتها طوال حياتي الممتدة لأربعة عقود، والتي كانت جميلة بريئة مفعمة بالمشاعر، ولكنها لم تصل إلى حد النقاء الذي جئتني به ولا بطهر الدعاء الذي ما تفتأ وأنت تردده على مسامعي و قلبي يردد آمين ..