بروفيسور أكاديمي وحصل على عددٍ من البطولات الرياضية في رياضتي الكاراتيه وبناء الأجسام،كان التفوق حليفه منذ الصغر حيث كان أول دفعته وحصل على شهادة الطالب المثالي أثناء دراسته بالجامعة بتخصص اللغة الإنجليزية و حصل على الماجستير و الدكتوراه في حوسبة تعليم اللغات ،له أكثر من ثلاثين ورقة بحثية منشورة ،مهتم بالمعرفة والتطوير،أحدث تغييراً كبيراً في البنية التحتية لجامعة الطائف حيث تقلد أكثر من منصبٍ فيها فكان رئيساً مؤسساً لمركز اللغة الإنجليزية وعميداً لكلية الآداب ووكيلاً للشؤون الأكاديمية والتطوير إلى غير ذلك، الحديثُ عن ضيفنا يطول ولا يسعه حوارٌ واحد فنطمح أن نكون جمعنا لكم قراءنا الأعزاء أكثر من جانب واستطعنا تقديم إنموذجاً للشباب يحفزهم على العمل والإصرار وقبلهما على التوكل على الله نخبرهم فيه بأن التضحية بالأهداف الشخصية من أجل الهدف الأسمى وهو الوطن هو غاية كل وطني طموح ، والآن أترككم مع خالص أمنياتي لكم بقراءة ممتعة.
عرِّف قراء وهج نيوز الإلكترونية بنفسك.
مواطن سعودي، شغوف بوطنه، مقاتل لريادته…
رب أسرة، باحث عن المعرفة، مهتم بالتطوير والتحسين…
طفولة د.عبد الرحمن كيف أثرت فيه؟
نشأت في بيت تقليدي محافظ، لوالدين لم ينالا-رحمهما الله- حظهما من التعليم، فكانا في منتهى الحرص على أن أعوض ما فاتهما من ذلك. وقد توفي والدي رحمه الله وأنا في مقتبل العمر، فكان-ولازال- لأخي الأكبر منصور الأسمري (ابو محمد)-حفظه الله- دوراً كبيراً في توجيهي وإرشادي ودعمي.
ولعل القيم الصارمة السائدة في ذلك الحين أسهمت في صنع قاريْ نهم، حيث اتممت حفظ القرآن كاملا في سن مبكرة، وبقراءاتها السبع، اضافة الى الاطلاع المكثف على امهات الكتب والسير وكتب الأدب و غيرها.
كما أعتقد أن لزواجي المبكر أثراً بالغا في زرع روح المسؤولية، واستشعار المتطلبات الحياتية، والاستثمار الأمثل للوقت، مما أظنه انعكس ايجابياً في تعزيز الجدية في التعامل مع التحديات بشخصية أكثر نضجاً، وعقلية أفضل وعياً.
سعادتكم لكم قصة كفاح طويلة، ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتكم وكيف استطعتم التغلب عليها؟
لعلي أستبدل مفردة صعوبات بتحديات، فهي لا تعدو كونها مواقف وظروفاً مؤقته، يتم التغلب عليها بالجد والمثابرة، والصبر والاستمرارية، ومن ثم اتخاذ القرارات السليمة بعد توفيق الله تعالى.
إذا جئنا للجانب الوطني عند الدكتور ما هي الخدمات التي يستطيع أن يقدمها لوطنه خارج نطاق عمله؟ وما هو مفهوم الوطنية عند سعادتكم؟
الوطنية هواء نتنفسه، و غذاء نقيم به صلب هويتنا، ووقود للجد والاجتهاد في كافة مناحي الحياة، السلوكية والعائلية والعملية.
أعتبر نفسي محظوظاً بكوني وفقت أن أصبح أكاديمياً منتسباً لمؤسسات التعليم العالي في هذا الوطن المعطاء، والتي بأدوارها المحورية تتيح المجال لخدمة الوطن على أصعدة مختلفة، تعليميا وبحثيا ومجتمعيا، وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي.
تقلّدت مناصب إدارية كثيرة، فما هو الأثر الذي أحدثته عليك هذه المناصب؟
التعلم والتعليم بالممارسة، والاطلاع المستمر على كل مستجد. والاستغلال الأمثل لدوائر التأثير في خلق فرص التغيير الإيجابي للأفراد، فرق العمل، والمؤسسات.
دائماً يقولون: أنَّ شيء يأتي على حساب شيء آخر فمن الراجح أن يكون أتى عملك على حساب أسرتك، حدثنا من خلال تجربتك كيف استطاع البروفسور عبدالرحمن الأسمري أن يوازن بين عملهِ وأسرته؟
الحديث في هذا الموضوع ذو شجون. إن طبيعة المناصب القيادية العليا تتطلب العمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وحتى في الاجازات الرسمية. كما أن مرحلة التحول الوطني التي يقودها سيدي سمو ولي العهد تحتم على متخذي القرار و صانعي التغيير مسؤولية مواكبة التطورات السريعة التي تتطلبها المرحلة، وتستدعي بالضرورة الكثير من العمل الابداعي و المبادرات النوعية خارج نطاق تسيير العمل الروتيني اليومي.
فبلا شك أن الاندماج في مثل هذه المهام الاستثنائية قد يكون على حساب الوقت الشخصي أو العائلي، بل وأيضا على حساب التطوير المهني الشخصي والأكاديمي، ولكن لأجل تحقيق الأهداف الأسمى وتطلعات القيادة الرشيدة، تتلاشى كل التحديات، وتتغير الأولويات لخدمة الوطن والمضي قدما في تحقيق مستهدفات ريادته.
ما هي خلطة النجاح عند الدكتور عبدالرحمن الأسمري؟
بعد التوكل على الله، الصدق والمثابرة وإنكار الذات لرفعة الوطن وخدمة الناس.
دكتور هل تفكر في تأليف كتاب يحمل سيرتكم الذاتية؟وهل لديكم إصدارات مطبوعة من قبل؟ – إذا كان لديكم – نرجوا تزويدنا بها.
لا أعتقد أن في سيرتي الذاتية المتواضعة ما يستحق النشر، ولكن ربما يمكن ترجمة بعض الخبرات التراكمية والمنجزات والتي أحرص على توثيقها وقولبتها إلى عمل استرشادي منهجي قد يحمل بعض الفائدة للعاملين في قطاع التعليم العالي، و المهتمين بمجالات التطوير النوعي في المؤسسات التعليمية.
بصفتك أسست التحول الافتراضي للمقررات في جامعة الطائف كتجربة جديدة على المستوى المحلي، من وجهة نظرك ما هي أهم الصعوبات التي تواجه أصحاب التجارب الجديدة؟،وما هي نصيحتك للتغلب عليها؟
في الواقع أن تجربة المقررات الافتراضية ليست جديدة بحد ذاتها في الجامعات السعودية، ولكن تطبيقها بطريقة منهجية و ترسيخ قواعدها من بنية تحتية تقنية وحزم تدريبية للمستخدمين من أعضاء وطلبة لابد وأن يتم وفق خطة تحول تطويرية مقننة تبدأ بالتخطيط و التنفيذ ومن ثم التقويم والتحسين. وهذا ما عملنا عليه في جامعة الطائف من قبل جائحة كورونا في كافة مقررات المتطلبات العامة وبعض المقررات النظرية البحتة، وبفضل الله شكل ذلك تهيئة نوعية أسهمت في مواكبة الجهود الكبيرة والناجحة التي قامت بها وزارة التعليم في تقديم تعليم نوعي ذو جودة عالية ومخرجات مرضية لا تقل عن نظيرتها في الظروف العادية.
الإداري أم القيادي أيهما أقرب لشخصيتك دكتور؟ وما مفهومك لكلاً من الإدارة والقيادة؟
حقيقة لا أود الاسترسال في سرد الفروقات الفنية بين المدير والقائد فلها منظروها وخبراؤها، ولكني أعتقد أنه في المرحلة الراهنة تحتاج المؤسسات الوطنية الى ماهو اكثر فاعلية من اداري تقليدي يمارس صلاحياته التنفيذية بشكل متفرد، وذلك من خلال استقطاب قيادات شابة استثنائية وملهمة تحفز روح العمل الجماعي، وتعمل بروح الفريق، وتدعم استكشاف الكفاءات من الصفوف التي تليها ووضعها في المواقع المناسبة وصقلها بما يخدم المصالح العليا وبعيدا عن التحيز والمجاملات الشخصية.
بصفتك باحث ولديك إسهامات بحثية مهمة، فمن خلال تجربتك في البحث لماذا ينصرف عن البحث الكثير من أعضاء هيئة التدريس مع إنه جزء من مهمتهم؟
لعلي اختلف معك في هذه المعلومة، فالبحث العلمي حاليا يحضى بدعم غير مسبوق من لدن القيادة الرشيدة، وترجمت وزارة التعليم ممثلة في الجامعات هذا الدعم في حزمة من المبادرات التحفيزية للباحثين من أعضاء هيئة التدريس وغيرهم من المهتمين بالبحث العلمي من كافة شرائح المجتمع، ولا أدل على ذلك من ارتفاع تصنيف المملكة الدولي في مؤشر نشر البحوث العلمية ذات معامل التأثير العالي، خاصة خلال جائحة كورونا والأبحاث والمشاريع المتعلقة بها.
تخصص الدكتور عبدالرحمن هو اللغويات التطبيقية، حوسبة تعليم اللغات، هل كان هذا حلمك منذ الصبا؟
بتاتا، ولم اضع في خلدي هذا التخصص حتى تعينت معيدا، وكان اختيار التخصص مبنيا على توجه الوزارة في ذلك الوقت ضمن خطتها الاستشرافية لاحتياجات مؤسسات التعليم العالي وما يتطلبه سوق العمل آن ذاك.
سعادتك مهتم برياضة كمال الأجسام والكاراتيه وكنت حكما دوليا سابقا لهما وحصلت على عدد من البطولات بشأنهما، قص لنا تجربتك الرائعة فيها، ماذا أضافت عليك؟، وهل مازلت ممارس لهذه اللعبة؟وهل كنتَ تنوي يوماً أن تأخذها تخصصاً أم إنها كانت مجرد هواية؟ وبماذا تنصح الشباب تجاه ممارسة الرياضة؟
الرياضة كممارسة ينبغي أن تكون نمط حياة للفرد الواعي ليكون عنصراً فاعلاً في مجتمع حيوي ووطن طموح.
ماحصل هو أنني وجدت نفسي متفوقاً إلى حدٍ ما في هذه الرياضات في تلك المرحلة، وبتشجيع من المدربين الأفذاذ كالأستاذ الفاضل سليم عيد (كاراتيه) والأستاذ البطل العالمي ملفي الغامدي (بناء أجسام)، رشحت في مجال المنافسات بشكل واسع خاصة في رياضة بناء الأجسام وكنت عضواً في المنتخب الوطني وحققت بفضل الله عدداً من البطولات على المستويين المحلي والدولي. وبعد الابتعاث وبدء مراحل الدراسات العليا كان لزاماً علي أن أحدد مساري بما يخدم تطلعات الوطن وبما تساعدني عليه امكانياتي على المدى الطويل. ونظراً لما تتطلبه المنافسات الرياضية من وقت وانظباط وبرامج إعدادية صارمة قد تكون على حساب أولويات أخرى، قررت تكريس نفسي في البحث العلمي ومجالات تطوير الذات، ولكن الرياضة لا تزال تشغل حيزاً لا بأس به من برنامجي الروتيني.
وفي ختام الحوار سعدنا بمحاورة سعادتكم كما نتمنى منكم توجيه كلمة لقراء وهج نيوز الإلكترونية.
سعدت بهذا اللقاء وشرفت به خاصةً وأن محاورتي هي إحدى طالباتنا المتميزات والتي نفخر بهن، وهذا إن دل على شيءٍ فعلى التميز المستمر لصحيفتكم الغراء وهج نيوز والتي تواصل الريادة بوتيرة متسارعة، وتسعى لاستقطاب الكفاءات الاعلامية الشابة والطموحة. وكل عام وأنتم ومتابعوكم بخير ورفعة، ونسأل الله أن يديم على هذا الوطن أمنه ورخاءه ويحفظ ولاة أمره فخرا وذخرا.