تحسين الحوار الاجتماعي يعتبر مسألة مصيرية بالنسبة لمستقبل البلاد . حيث أن إرساء مبادئه سيساعد على تحسين الأداء و تشجيع تقبل الرأي الآخر واستقلالية الأحكام و تعزيز و دعم المبادئ في المجتمع من سيادة القانون و الحقوق و الحريات و غير ذلك مما ينص عليه الدستور و القانون الدولي ، و سيمكن المجتمع من الوقوف على أرضية صلبة بأنخراطه في التغيير ، كما أن تعزيز الشفافية و المسائلة هو عنصر أساسي للتنمية الأقتصادية في البلاد .
أن تعزيز المبادئ الجوهرية للحوار في الشفافية و المساءلة و المسؤولية و النزاهة يعتمد على قوة الأدارة الحكيمة و الألتزام في أعلى المستويات .
من الحلول الفاعلة في الحوار الأجتماعي و التغيير خلق أجواء مناسبة للتواصل المفتوح ، و الأستماع الى الآراء و المقترحات ، و من الضروري تقديم رد على النقد المشروع الموجه للتغيير و مبررات أحداثه كما هو مخطط له .
و بعد ذلك يجب تبني التغيير بعد أن يثبت جدواه ، و يتم أتخاذ القرار في هذه المرحلة إما بالأستمرار في التغيير و أما بتعديله أو بألغائه ، كما يجب الأخذ بعين الأعتبار آراء المشاركين في التغيير .
و للتغيير نوعان هما التغيير الأستراتيجي الذي يعنى بالقضايا الرئيسية طويلة الأجل و يحدث في نطاق عدة عوامل هي البيئة الخارجية ، و الموارد الداخلية للمؤسسات ، و الأمكانيات و الثقافة و الهياكل و الأنظمة ، أما النوع الآخر فهو التغيير الوظيفي و الذي يرتبط بالنظم الجديدة و الأجراءات و الهياكل و التقنيات التي لها أثر مباشر على تنظيمات العمل داخل المؤسسات ، و هذه التغييرات قد يكون أثرها أكبر على العاملين من التغييرات الأستراتيجية و لذلك يجب التعامل معها بعناية فائقة .
أن الجميع يدرك أهمية و حيوية الحوار فعلى سبيل المثال يساهم في تطوير الآراء الحرة المثقفة بطريقة من شأنها أن تسهل و تشجع مشاركة المواطنين في تحقيق الديمقراطية و توفر تفهم لقضايا مثل العوق و الجنس و العمر و العرق و الدين .
أرى من وجهة نظري أن الأخلاقيات هي جوهر الحوار ، و تأتي علاقة الثقافة و الحوار .
إذ بدون الثقافة لا يستطيع المواطنون الحكم على ضروب عديدة من الأجراءات السياسية و الأقتصادية .
و بذلك نجد أن الحوار الأجتماعي يمكن أن يعكس مختلف الآراء و الأتجاهات السياسية و الفلسفية و العلمية و الفنية بشكل شمولي بقدر المستطاع .
الحوار ليس مجرد أعطاء رأي ، و لكن يجب أن يكون هناك من يستمع لك و يجيب عليك ، من الأسباب التي تدعو الى الحوار عدم الرضا عن الوضع الذي يعيشه الأفراد في المجتمع و الشعور بأن التغيير وارد كحقيقة لابد منها .
و من المؤكد أن الممارسات الأفضل للحوار ستهيء لنجاح التغيير ليكون أكثر قدرة على لعب دور قيادي في تشجيع الشفافية و المساءلة على نطاق أكبر .
و في النهاية بأستطاعتي أن أقول أن تنمية و تطوير الحوار الأجتماعي سوف يرفع مستوى المعرفة و الأحساس لدى الشعب بمفاهيم السلام و المحبة و الحوار و العدل و التسامح .