يرتكز الفكر الإداري الإسلامي على العقيدة الإسلامية الصحيحة والقيم الإسلامية الإنسانيةالراقيةالتي سادت في المجتمع الإسلامي في عصر النبوة والخلافة،والمرتكز العقدي والمرتكز القيمي هي أهم مدخلات الفكر الإداري في الإدارة لدى الإداري المسلم، فهو يرتكز على عقيدته الإسلامية الصحيحة وقيمه الإسلامية النبيلة في اعماله ومعاملاته الإدارية
فالدين الإسلامي عبارة عن عقيدة وعبادات ومعاملات وآداب( أخلاق )، والأخلاق مهذبة للنفوس في تعاملها مع خالقها ومع نفسها ومع الناس، وهي بمثابة القوانين الضابطة للمعاملات بين الناس والرابطة للعلاقات فيما بينهم ، دولا يمكن أن يسير أي مجتمع إلى تحقيق أهدافه بدون توفر ضوابط خلقية وقيمية يلتزم بها ويجعلها دستوراً له،فإذا اضمحلت الأخلاق من النفوس،تحول المجتمع إلى غابة،وتفككت الأواصر والعلاقات بين الناس،وتقاطعوا وتدابروا وتشاحنوا وتصارعوا وتفرقوا، مما يعني بالضرورة تفكك هذا المجتمع وضعفه وعدم قدرته على تحقيق الأهداف المرجوة منه.
فكيف يمكن الحصول على المعلومات والإطمئنان إلى مصدرها؟
وكيف يمكن أن يتم الاتصال بين أعضاء المؤسسة ؟ وكيف توجد الثقة في بعضهم بعضا؟ وكيف يتحقق الاطمئنان إذا لم تتوفر أخلاق الصدق والأمانة والشفافية؟
وكيف يمكن تحقيق التواصل الإنساني الفعال وبناء العلاقات الإنسانية وتنمية الحب بين أفراد المنظمة وتحقيق الأهداف الكبرى إذا انعدمت الرحمة والعدل والإحسان ومحبة الخير للجميع ؟
وكيف يمكن أن تنشأ روح الفريق الواحد والعمل الجماعي والتعاون بين أفراد الفريق الواحد في غياب المحبة والتعاون والأخوة والإيثار ؟
وكيف يمكن تحقيق الأهداف الكبرى والطموحات العظمى وتوحيد الرؤى وتحقيق الأهداف دون توفر الفضائل والأخلاق الرفيعة ؟
إن هناك تلازماً قوياً بين قوة المجتمعات وقوة أخلاقها وقيمها ،لأن معنى كونها ” مجتمعات ” أن تكون متجمعة على بعضها البعض ،فإذا زالت القِيّم الأخلاقية تحول المجتمع إلى مجموعة متفرقة من الأفراد،ومهما بلغت القوة بآحاد هؤلاء الأفراد فإن القوة الجماعية للمجتمعات غير متوفرة فيهم ،إضافة إلى أن هذه القوى المتفرقة،غير المرتبطة بضابط اخلاقي،وغير المتجهة في اتجاه جماعي واحد،قد تتحول إلى قوى متصارعة متناحرة ،يحارب بعضها بعضا.ويغدر بعضها بعضا،ويظلم بعضها بعضا.
د.مرزوق الفهمي