من هو المسؤول عن تشكيل المفاهيم اليوم ..
اليوم أصبح الإنسان بلا مفهوم واضح ودقيق ومحدد ..
اليوم أصبح فرصة عظيمة للحياد .. !
عقل اليوم غدى البحث فيه عن فلسفات جديدة أكثر إثارة ، وأكثر جدل ، وأكثر منطقيه ، وأكثر عقلانية .. وأكثر إتاحة لممارسة التجربة بحرية تامه ، بعيداً عن القيود المتزمته ، وبعيداً عن الأحكام الغير منصفه ..
لانه عقلٌ يرغب بالإيمان الحقيقي ، والتصديق الجاد .. بعد ممارسة العديد من مراحل التدرج ، والتأمل ، والأبحار في عمق المساحة ، إنه عقل جيل الألفيه .
المجتمع العاطفي لأبعد حد .. لا ، ولن يخدم الإنسانية سوى في عملية الإنجاب ، والتكاثر الذي يولد الغث والسمين ، ويزيد نسبة الغُثاء في الأرض .. والإستهلاك فحسب !!!
المجتمع العاطفي هو الذي جعل غلطة المُميّز تتكاثر ، وجعل غلطة ( الهاج الداج ) بلاش .. وكأنه يقول ممنوع ارتكاب الخطأ ، ممنوع أن تتعلم المزيد ، ممنوع التعلم من المحاولة والتجربة والخطأ .. فضريبة إعمال العقل أن تصيب الهدف من أول مره ، وغير مسموح لك بالمزيد من الوقت ، والسبب أنك ( شاطر ) .. والأدهى والأمر من هذا وذاك أن كلمة ( شاطر ) .. شاطرة .. وغير منصفه .. فالشطر هو نصف الأمر .. وليس كماله .. ولكنها استخدمت في غير موضعها المناسب لها ..
يا إلهي .. حتى المفاهيم أصبحت عبارة عن ( سلطة ) وياليتها من فواكه .. ولكنها سلطه من ( حروف ) ..!
يا مجتمع .. رجاءً .. أنذر للرحمن صوما ، أصمت قليلاً ، واسمح لعقلك الجمعي أن يرتب تلك المفاهيم وأكثر .. وتلك البيانات والمعلومات المسمومة ، فنسبة كبيرة من الداتا تحتاج لإعادة ضبط المصنع ، راجع الأرشيف ، نظف الغبار من الأرفف ، ابن جدرانك الحصينه المنيعه ضد الإختراقات ، رمم تفاصيله ، واقض على الحشرات فيه ، فقد حان الوقت أن لا تصدق شبح ( غرفة الفئران ) التي أخافوا بها ، قلبك المسكين وأنت طفل في المرحلة التي تشكلت فيها مفاهيمك ، وللأسف استخدموا سلاح التخويف بتلك الغرفة اللعينة كي لا تتحرك من كرسي التلقين ، صدقني لا يوجد غرفة فئران إلا في عقولهم الجاهلية ، وإن كان ولابد من وجودها فكن شجاعاً .. وأفتح الباب واترك تلك الفئران تخرج .. و تأكل كل الأوراق ، فلا شيء يستحق الإيمان به ، إلا ورقه واحده مكتوب فيها ( لا إله إلا الله ) حافظ عليها بين جوانحك ، ومما سيسعدني ويسعدك أنها الكلمة الوحيدة التي لا تحتاج إلى تحريك شفتيك بها .. صدقني ستنطقها بدون أن تتحرك الشفتين لديك ( جرب بنفسك الآن ) ..
قبل أن اذهب .. اسمح لي أن اترك في ذهنك سؤالاً جميلاً ، لتبحث عن إجابته بنفسك ، لماذا لم تتحرك شفتيك حينما نطقت كلمة ( لا إله إلا الله ) .. !!!
.
.
.
إلى اللقاء .. وسأعود .!
مسفرة الوزاب
خميس مشيط
صباح الجمعة
٢٦ / فبراير / ٢٠٢١ م